ينظمها المركز الجامعي مرسلي عبد الله بتيبازة

ندوة وطنية حول تجربة عبد الوهاب عيساوي الروائية

أسامة إفراح

بتنظيمه ندوة وطنية، بعد غد الإثنين، تحت عنوان «قراءة في التجربة الروائية لعبد الوهاب عيساوي»، يحتفي المركز الجامعي مرسلي عبد الله بتيبازة بأعمال روائي شاب استطاع أن يحصد عديد الجوائز في الآونة الأخيرة. وتبحث الندوة طبيعة النص الروائي عند عيساوي، ومدى تمكنه من ملامسة حقيقة الفن الروائي والانعتاق من الأعباء التقنية، ومدى صحة تصنيف بعض أعماله ضمن الرواية التاريخية.
ترمي هذه الندوة إلى مواصلة الحوار الفكري وتبادل الخبرات والمعارف، تحقيقا للروح الجوهرية للجامعة، ومحاولة استكشاف أسرار الكتابة في الرواية، التي وصفها منظمو التظاهرة بأنها «أهم وجوه الكتابة». كما تسعى إلى تمكين الطلبة والباحثين من أدوات المعرفة ومناهجها، وإقامة جسور ثقافية وإنسانية بينهم وبين الكتاب المبدعين.
من أجل ذلك، اختير اسم من الأسماء الشابة التي حصدت عديد الجوائز وطنيا وعربيا في السنوات الأخيرة، دائما في مجال الرواية. هذه الأخيرة تواجه «الروح الإنسانية بالمظاهر الأكثر دقة بل الأكثر تفاهة لوجود البشر، على جميع المستويات النفسية والاجتماعية والأخلاقية»، وتكمن خاصيتها أساسا في مواجهة الوقائع والأشياء للمثل والأفكار. كما أنها عملت على «تأسيس تقنيات جديدة للسرد تقوم على عمليات وصف خالصة إما للوقائع الاجتماعية، وذلك استكمالا للاتجاهات الواقعية والطبيعية التي أسس لها كل من بالزاك و»فلوبير» وزولا، وإما للعوالم النفسية التي عمقها جيمس جويس لاكتشافه لآلية المونولوغ الداخلي، وبروست الذي يكتشف بالموازاة مع أعمال «برغسون» عن الديمومة الزمنية، دور الذاكرة اللاإرادية الشبيهة بفكرة اللا شعور عند فرويد، في استحضار الزمن الماضي».
ويعود السرد الروائي إلى الكينونة في العالم حسب هايدغر، كون الإنسان والعالم مرتبطان ببعضهما ارتباطا وثيقا. ويتأتى من ذلك الارتباط بالطابع التاريخي، إذ «تدور حيوات الشخصيات الروائية منذ سيرفانتس في فضاء زمني محدود بالتأريخ، ولم يعد بوسع الرواية أبدا أن تتخلص من الميراث المؤسس لها، كونها تفحص البعد التاريخي للوجود الإنساني، من جهة، وتمثل وصفا تاريخيا لمجتمع في لحظة معينة، أو تاريخا مرويا، من جهة أخرى».
ولما كانت الوظيفة الأسمى للرواية هي استعادة الكينونة المنسية للإنسان، تحاول الندوة، من خلال تلك الوظيفة، استكشاف ومساءلة النص الروائي لعبد الوهاب عيساوي، وأعماله «سينما جاكوب»، «سييرا دي مويرتي»، «مجاز السرو»، «الدوائر والأبواب»، و»سفر أعمال المنسيين».
وتطرح الندوة مجموعة تساؤلات إشكالية حول ما طبيعة النص الروائي عند عيساوي، وإن كانت رواياته تمثل أحد تيارات ما بعد الحداثة في بنيتها المفتوحة وفي رفضها كل يقين، أم أنها روايات احتمالية، ومدى استطاعتها لمس حقيقة الفن الروائي، وتمكنها من الانعتاق من عبء التقنية، وترجمتها للواقع، ومدى صحة تصنيف بعض أعماله ضمن الرواية التاريخية.
وللإحاطة بهذه التساؤلات، حدّدت محاور تتعلق بالرواية بين الخصوصية القومية والكوزموبوليتية، والرواية بين حداثة الشكل وحداثة الفكر، والبوليفونية وتشظي البنى الاجتماعية، والتاريخ والمتخيل، وتجليات الموروث بكل أشكاله.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024