دعا وزير المجاهدين الطيب زيتوني إلى مواصلة مسيرة البناء والحفاظ على استقرار البلد وتغليب المصلحة العليا للوطن وذلك في كلمة ألقاها، أمس، في اليوم البرلماني حول بيان أول نوفمبر 1954.
قال وزير المجاهدين، في هذا اليوم الذي جاء بمناسبة اليوم الوطني للشهيد المصادف لـ 18 فيفري من كل سنة، أن هذه المناسبة فرصة لربط جيل الاستقلال بأسلافهم، الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل استرجاع السيادة الوطنية والعيش في الحرية التي ننعم بها اليوم، مذكرا في سياق متصل بالإنجازات التي تحققت في ظل قيادة الرئيس بوتفليقة.
«لن ننسى جرائم الاستدمار الفرنسي التي ارتكبها في حق الشعب الجزائري، لأن التاريخ يسجل إلى الأبد فضل الشهداء والمجاهدين، الذين بفضل تضحياتهم، استرجعت بلادنا سيادتها»، هذا ما عبر عنه رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة.
بوحجة: لن ننسى مئات الجماجم لشهداء المقاومة توجد إلى اليوم في متحف الإنسان بباريس
وأضاف «هل ننسى أن مئات الجماجم لشهداء المقاومة الأكرمين توجد إلى اليوم في متحف الإنسان بباريس منذ 196 سنة» هذه العبارة القوية التي رددها بوحجة أمام الحضور في هذا اليوم البرلماني، الذي اتخذ شعار «الإخلاص والوفاء «، مذكرا بالجرائم الشنعاء التي تبقى شاهدا أبديا على بشاعة الاستعمار وعارا مثبتا في تاريخ الاحتلال.
وقال إن اختيار 18 فيفري يوما وطنيا للشهيد، دلالة قاطعة على التواصل والوفاء، «فهذا الشهر تميز بمحطات تؤرخ لأحداث هامة في مسار الحركة الوطنية والثورة التحريرية، من تأسيس المنظمة السرية في نفس اليوم من سنة 1947، إلى طرح القضية الجزائرية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نفس التاريخ من سنة 1957، دون نسيان جريمة تنفيذ فرنسا لواحدة من أبشع التجارب النووية في ناحية رقان في 13 فيفري 1960، وقبلها مجزرة ساقية سيدي يوسف في 8 فيفري 1958».
ولفت بوحجة إلى أن الدستور قد كرس المكونات الأساسية للهوية الوطنية «الإسلام والعروبة والأمازيغية»، مبرزا أنه بهذا التكريس فإن عناصر الهوية الوطنية «محصنة دستوريا، ولم تعد محل نزاع أو مزايدة أو مساومة أو تسييس».
الأستاذ دوراري: مبادئ بيان نوفمبر 1954 أول من أسس لهوية الدولة الجزائرية
وشكلت الهوية الوطنية من منظور بيان أول نوفمبر والدستور، أحد المواضيع التي تناولتها المحاضرات للأستاذ عبد الرزاق دوراري، حيث أكد أن هذا البيان أول من أسس لهوية الدولة الجزائرية، «وهذا مهم جدا لأنه أسس للمواطنة المدنية الجزائرية».
وذكر دوراري في سياق الحديث أن القرارات الأخيرة التي اتخذها رئيس الجمهورية من ترسيم للأمازيغية وترسيم 12 يناير يوم عطلة، لها بعد كبير جدا لأنها تؤسس للمواطنة، وقد استعادت جلب كل هذه المكونات لأحضان الدولة الوطنية، وبالتالي أصبح الانتماء إلى المواطنة «أمرا ضروريا وحتميا».
شريط: بيان أول نوفمبر «عصارة وتتويج لمختلف النصوص السابقة..»
أما الأستاذ لمين شريط، فقد قام بقراءة تحليلية لدستور 2016 على ضوء بيان أول نوفمبر، حيث قال إن تأسيس الدولة الجزائرية استوحي من هذا البيان، وإن دستور 2016 أضاف أشياء جديدة، أخذها من مبادئ أول نوفمبر، مقدما بعض الأمثلة، منها إعطاء مكانة عالية للجيش الوطني الشعبي، بصفته حامي البلاد والمحافظ على سيادتها، كما أعطى مكانة للدبلوماسية.
كما اعتبر في محاضرته أن مبادئ بيان أول نوفمبر «عصارة وتتويج لمختلف النصوص السابقة للحركة الوطنية.. ويشمل 3 نقاط أساسية أهمها تحديد هدف أساسي يتمثل في الاستقلال وإقامة دولة ديمقراطية شعبية.
`
نواب المجلس يوجهون رسالة عرفان لرئيس الجمهورية بالمناسبة
وتجدر الإشارة إلى أن نواب الغرفة السفلى للبرلمان قد وجهوا رسالة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة اليوم الوطني للشهيد، تعبيرا عن امتنانهم لشخصه، مغتنمين هذه المناسبة وجعلها»يوما للوفاء لمن لهم عظيم الفضل لما نحن فيه من حرية وسيادة وأمن واستقرار وتنمية وازدهار..».
وجاء في الرسالة التي قرأها أحد نواب المجلس، تذكير بسير الأبطال في تاريخنا المجيد، أمثال الأمير عبد القادر، والشيخ بوعمامة والمقراني...»هؤلاء جميعا المثال والقدوة وهم رموز الشموخ والوطنية... وإذ نذكر ببطولاتهم نعلن بكل فخر ولاءنا لوطننا المفدى ولتضحيات شعبنا الأبي ونقر بالفضل لأهله».