تساؤلات راشدي

جمال أوكيلي

أبدى المخرج السينمائي أحمد راشدي تحكما فائقا في قراءة خلفيات أحداث الثورة منذ زخم الحركة الوطنية، لإدراجها ضمن الرؤية المتوجهة لأرشفة الصورة خصوصا. وبناءً على هذه القناعة الراسخة لدى راشدي فإن شغله الشاغل هو فتح باب التساؤلات على مصراعيه تجاه سيرورة ما وقع بالفعل.
هذا الانشغال لراشدي سمح له بإثاره مسائل شائكة ليست محل إجماع في تناولها، نظرا لحساسيتها لدى صناع التاريخ أو متتبعيه، وهي نقاط أو محطات الكثير يتفاداها خوفا من أثارها المترتبة لاحقا. وفي هذا الإطار، ذكر راشدي أنه خلال تصوير أفلامه كان يتلقى أصداء من فلان وعلان حول شخصية معينة، هناك ماورد إليه مكتوبا عبارة عن رسائل وهناك من أراد فرض نظرة على المخرج في كيفية معالجة سيناريو كريم بلقاسم بالطريقة التي يراها لائقة وتخدم أفكاره ليس إلاّ.
وأمام كل هذا، فإن الوعي الذي يتمتع به راشدي سمح له بأن يباشر صناعة أفلامه وفق ما يميله عليه ضميره، وهذا عندما توصل إلى النسخة أو النص النهائي على أن يكون وفق هذه الشاكلة، لا يفرض عليه أي شيء غير مقتنع به لا يؤدي الرسالة المطلوبة منه، ألا وهي تمجيد الشهيد في الصورة المنقولة خلال الثورة للأجيال الحالية والقادمة، وهكذا يرغب في الذهاب بعيدا في تثمين مؤسسات الثورة التي مهدت لاندلاعها كالمنظمة الخاصة (لوس)، اللجنة الثورية للوحدة والعمل، لجنة التنسيق والتنفيذ، الحكومة المؤقتة وغيرها من الهياكل التي كانت فعلا ركائز الثورة الجزائرية، لماذا لا يفتح ملفاها سينمائيا من خلال سيناريوهات تعد لهذا الغرض. كما تعمق راشدي في مسائل أخرى أكثر فضولا متسائلا، لماذا مجموعة ٢٢ وليس أكثر؟ ولماذا مجموعة ٦ وليس أكثر؟، مقدما أجوبة شافية في هذا الصدد، نظرا لاطلاعه على الخلفيات.
وحذر راشدي من مغبة التلاعب بالتاريخ، من قبل البعض، وهذا بتوصيل الرسالة وعدم التردد في ذلك، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسينما. ومهما حاول البعض إخفاءه، فإن الجزائريين هزموا فرنسا وخرجوا منتصرين من ثورة عظيمة، كما عبر راشدي عن استيائه من بقاء جماجم الجزائريين في المتاحف الفرنسية بدلا من المقابر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024