مشاريع النقل والأشغال العمومية، لن تتوقف وستعرف انتعاشا خلال سنة 2018، خاصة بعد أن استفاد القطاع من غلاف مالي قدره 370 مليار دج، مما يمكن من استكمال المشاريع المجمدة والإنطلاق في إنجاز أخرى، بحسب ما أكده الوزير عبد الغني زعلان.
قال زعلان إن القطاع قد تجاوز المرحلة الصعبة التي عاشها خلال السنوات 3 الأخيرة، نتيجة الظرف المالي والاقتصادي للبلاد، حيث كان عدم تسديد الفواتير للمقاولات المكلفة بانجاز المشاريع، قضية مطروحة، غير أنه منذ اجتماع مجلس الوزراء الأخير، حينما وجه الرئيس تعليمات لتسديد مستحقات المقاولين، عرفت مشاريع الإنجاز انتعاشا، وقد عاودت الحركية هذا القطاع الذي يعد عصب الاقتصاد الوطني، ومتنفسا للمواطنين، سواء من حيث وسائل النقل المختلفة، أو الطرق التي فكت العزلة عن كثير من البلديات النائية.
كما لم يخف زعلان الاختلالات التي يعرفها قطاعه، والتي أدت في أحيان كثيرة إلى احتجاجات كتلك التي عرفها قطاع السكك الحديدية أو تلك التي عاشتها « الجوية الجزائرية « مؤخرا، والتي توقفت بفضل الحوار وتغليب مصلحة المؤسسة والجزائر، على نزاعات يمكن حلها بالتفاوض والتعقل.
سياسة القطاع ترتكز على تخطيط وإدارة الأهداف وليس تسيير الأزمات
أوضح في هذا الصدد خلال نزوله، أمس، ضيفا على «فوروم الإذاعة» أن سياسة القطاع ترتكز على تخطيط وإدارة الأهداف وليس تسيير الأزمات، لذلك فضل الحديث أكثر عن الإنجازات المحققة، والمشاريع التي هي في طور الإنجاز، مركزا على أهمها أي الطريق السيار شرق – غرب والمنافذ التي تخرج منه 13 من أصل 24 تخص الطرق السيّارة وأخرى طرق نحو المدن.
وأكد أن لهذه المشاريع بعد اجتماعي، حيث تسمح بفك العزلة عن البلديات والمناطق النائية، على المسار الذي تعبر منها هذه الطرق، وهي تمتد على بعد 10 كلم، كما تستجيب إلى طلب اقتصادي، حيث تعمل على خلق ديناميكية اقتصادية، ويمثل الطريق الوطني رقم 1 الذي يربط شمال البلاد بجنوبها، واحدا من أهم المشاريع، حيث يصل طوله إلى أكثر من 800 كلم، وهو عبارة عن طرق مزدوجة.
المعايير الدولية تحتم صيانة ما لا يقل عن 3000 كلم سنويا
غير أن كل هذه الإنجازات التي كلفت الدولة ميزانيات ضخمة، لا بد أن تتعهد بالعناية والصيانة، وقد ذكر الوزير في هذا السياق أن شبكة الطرق التي تقدر بـ 12690 كلم، 30 ألف كلم منها عبارة عن طرق وطنية، تتطلب صيانة وفق المعايير الدولية (3000 كلم يتم صيانتها كل سنة).
من الصيانة إلى مشاريع التوسعة التي تشمل خطوط السكك الحديدية، والترامواي، والمترو
وقد أعلن زعلان في هذا الإطار عن تدشين توسعتين لمترو الجزائر، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، حيث تسمح هذه التوسعة بمضاعفة عدد المسافرين الذين يستقلون وسيلة النقل هذه (من 100 ألف مسافر إلى 200 ألف مسافر).
نعمل على إصلاح 94 نقطة سوداء بخطوط السكك الحديدية
خلال حديثه عن السكك الحديدية، أفاد زعلان أن هناك 94 نقطة سوداء في هذا القطاع «نعمل على إصلاحها ومعالجتها»، لتفادي الحوادث من جهة ولتحسين الخدمات على مستوى القاطرات.
كما كشف في معرض حديثه عن فتح نشاط الصيانة للخواص، حيث بلغ عدد الملفات 4 ملفات بالنسبة للنقل الجوي (2 منها تشتغل في هذا المجال منذ فترة)، و5 ملفات تخص النقل البحري.
كما أثيرت خلال هذا اللقاء بالمسئول الأول على قطاع النقل، مسألة ارتفاع تسعيرة التذاكر التي فرضها بعض الناقلين، منذ بداية السنة الجارية، وهنا أبدى زعلان موافقة على ذلك، ولم ينتقد هذا التصرف، ويرى أن ذلك راجع إلى أن التسعيرة لم تعرف ارتفاعا منذ سنتين، بالرغم من ارتفاع أسعار البنزين.
