في ظل التراجع والتسيّب بقطاع السكك الحديدية

قطار الضاحية بقسنطينة في سبات محتم ومحطات تتحوّل لأوكار للجريمة

من جهة أخرى، يعرف قطاع النقل بعاصمة الشرق الجزائري في الآونة الأخيرة تراجعا ملحوظا وإهمالا غير مبرر من طرف السلطات التي تعتبر المسؤولة الوحيدة عن ترقية القطاع وإخراجه من دائرة التذبذب المفروض عليه منذ فترة بعيدة والتي كان على رأسها الغياب التام لخدمات قطار الضاحية عبر عديد بلديات الولاية وهو ما أثر سلبا على نسبة التغطية بالمدينة وما جاورها من مناطق، كان سكانها يجدون في القطار وسيلة نقل آمنة تقيهم من ظاهرة الاختناق المروري التي أضحت تشكل هاجسا لدى سكان المدينة الذين استغربوا تراجع خدمات قطار الضاحية الذي كان يلعب دورا فعالا في حل مشكل النقل للآلاف من السكان عبر مختلف بلديات الولاية.

الوضعية المزرية التي آلت إليها هذه الوسيلة الإستراتيجية بولاية قسنطينة دفعت بجريدة “الشعب” للقيام بجولة استطلاعية استهدفت عددا من محطات القطار الموزعة عبر عدد من البلديات، ذلك على غرار محطة الخروب، حامة بوزيان، ديدوش مراد، زيغود يوسف.
 بمجرد وصولنا لهذه الأخيرة لاحظنا غياب الرقابة على هذه الهياكل العمومية التي أصبحت عرضة للتخريب والسرقة من طرف أشخاص مجهولين، في ظل الإهمال والتسيب في تأهيل هذه الأخيرة من طرف الجهات المسؤولة.
فبمحطة كاف صالح المتواجدة بمنطقة حامة بوزيان تلاحظ حالة من الإهمال والتسيّب، حيث تعرضت هياكله للتخريب والكسر وكذا السرقة التي مسّت أغراضه لتتحول المحطة مع مرور الوقت إلى مكان مهجور ومرتع آمن للمنحرفين الذين وجدوا ضالتهم في غياب العنصر الأمني بالمنطقة.
ذات الوضعية وقفنا عليها لدى تنقلنا لمحطة بكيرة التي أصبحت مجرد هيكل بلا روح، حيث أكد لنا أحد سكان المنطقة أنهم مستاؤون للحالة المخزية التي أصبحت عليها محطات القطار بولاية قسنطينة سيما وأنها كانت تساهم بشكل فعال في حل مسألة النقل بالولاية.
 في سياق ذي صلة، فإن قطار الضاحية فضلا عن الوضعية السيئة لمحطات القطار لا يعتبر أحسن منها فبتذبذبه ساءت الأمور فبدءا من الزيادات غير المبررة في تسعيرة الركوب وصولا إلى عدم احترام مواعيد الانطلاق والوصول لتكون حينها بداية النهاية وانطلاقة التقهقر والتراجع في خدمة المواطن.
 من جهة أخرى، أكد مصدر مطلع بمديرية السكة الحديدية لـ “الشعب” أن سبب التراجع سببه الوحيد هو التلف الحاصل بالسكك الحديدية التي وجدوا صعوبة في تثبيتها بسبب المياه وكذا مشكل انزلاق التربة من تحت خطوط السكك وهو ما سيشكل خطرا على حياة الركاب، خاصة وأن القطار أصبح غير مؤهل لتجاوز سرعة محدودة وهو ما يدفعه للتأخر عن مواعيده ما أدى إلى فقدان عدد كبير من ركابه.
 أضاف ذات المصدر أنهم يعملون على إعادة إنعاش قطار الضاحية من خلال جلب قاطرات جديدة ستعمل على حل العجز في مجال التغطية، هذا بعد إنهاء مشكل انزلاق التربة المسجل عبر عديد النقاط بصفة نهائية ما من شأنه إعادة الاعتبار إليه والعودة به إلى الحياة ليكون بالفعل محركا للنقل ومتنفسا حقيقيا من الضغط المروري المعروفة به مدينة الجسور المعلقة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025