خـلال ندوة تاريخية في ذكـرى عيـد الاستقـلال..أساتذة ومجاهـدون:

5 جويلية..قصة شعب حارب أعتى قوّة استعمارية

سعاد بوعبوش

 إحتفائيــة الاستقـــلال فرصة لتجديــــد العهــد وتعزيــز الاستقـرار وتقدم البــلاد

يؤكد المجاهد والدبلوماسي محمد المقراني، أن استرجاع السيادة الوطنية هو موعد لتذكير الشباب بضرورة الحفاظ على ذاكرة وتاريخ الأمة الجزائرية، اقتداء بشباب الثورة الذي كانت عقيدته الراسخة لا شك ولا رجعة فيها تنطلق من مبدأ “الحياة أو الاستشهاد”.

أوضح المجاهد المقراني خلال ندوة تاريخية، بمناسبة إحياء الذكرى 63 بالمتحف البلدي بالرغاية، تحت شعار” جزائرنا إرث الشهداء والمجد للأوفياء”، أن العقيدة التي كانت تحركهم كانت تؤمن بأن الحياة لا يمكن أن تكون إلا باسترجاع سيادة الوطن مهما كلفتهم من تضحيات، وطرد المستعمر الغاشم الذي أراد محو الأمة الجزائرية من الوجود، أما الاستشهاد فكان إيمانا بتكملة مسيرتهم من الأجيال اللاحقة لهم جيلا بعد جيل حتى النصر وتحرير الوطن.
وقال المتحدّث أن إرادة الله كانت أقوى من حسابات البشر، حيث تمكن جيل الثورة من دحر المستعمر اللعين والجبان، وتحرير الوطن بعد 132 سنة من العبودية، وبعد التحرر قاموا ببنائه من الصفر، حيث كان الفراغ التام السائد في الدوائر المحلية بعد خروج الإدارة الفرنسية، فحرصوا على سد هذا الفراغ عبر ربوع الوطن من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها.
وتطرق الدبلوماسي في تدخله إلى كيفية تكوين الوزارات بإطارات شابة، حيث تكونت وزارة الدفاع الوطني، وزارة الشؤون الخارجية والذي كان أحد إطاراتها قد خاض معترك الدبلوماسية، إلى جانب أهم المحطات التي مرّت بها الجزائر بعد الاستقلال، كهجوم المغرب في 1963، حيث هبّ الشعب الجزائري هبة رجل واحد، ودافع بشجاعة لا نظير لها، واندحر العدو شر اندحار.
ومن المحطات المهمة أيضا تأميم الرئيس الراحل هواري بومدين كل الثروات البترولية، وعدم اعتماد الجزائر على الكوادر الأجنبية، حيث تكفل أبناء الجزائر بكل أمور تسيير الشؤون البترولية، وهذا بفضل الله وفضل أبناء هذا البلد، حيث أبان هذا التحدي بأن طينة الجزائري فريدة من نوعها.
وأكد المقراني أن الجزائريين وجدوا أنفسهم أمام فراغ رهيب ولكن واجهوه بشجاعة وثبات، حيث نجحوا في التحكم في الأمور الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالتغلب على كل الصعاب، ولم يظهر أي فراغ، وهو المطلوب اليوم من جيل اليوم، من خلال الحفاظ على المكتسبات والتحكم في كل أدوات التسيير الحديثة.
ودعا المتحدّث جيل اليوم إلى التمسك بالوحدة ثم الوحدة، وغلق كل الفرص أمام أعداء الجزائر الذين هم كثر ويتربصون بها، وهذا انطلاقا من المعطيات الجيوسياسية، حيث أصبحت الدول العظمى في الانحدار، لذا فهي تركز على الدول التي تمتلك الثروات المهمة كالمعادن والغاز والبترول وهو ما يستدعي اليقظة، مشددا على أن العلم هو السلاح لمواجهة التحديات ومفتاح الأمان.
في المقابل، أجمع الأستاذان نجيب بن مبارك ومصطفى بن تركية أن عيد الاستقلال ما كان ليكون لولا اندلاع الثورة التحريرية الكبرى، قامت جبهة التحرير الجزائرية لإقرار5 جويلية لمسح هزيمة 5 جويلية 1830 بسيدي فرج.
 وأكد المتحدثان أن التاريخ 5 جويلية يجسّد بصمة فارقة في تاريخ الأمة الجزائرية، حيث تمكّنت من وضع حد لـ 132 سنة من المعاناة والاضطهاد واسترجاع السيادة الوطنية بفضل وحدة الشعب الجزائري بكل أطيافه مبرزا كل القيم العظيمة، مجسدين بذلك قصة أمة انتصرت بإيمانها وتضحياتها، مؤكدين أن عيد الاستقلال هو تذكير بالحفاظ على الوحدة الوطنية والعمل المشترك للبناء، وفرصة لتجديد العهد بالعمل نحو تعزيز الاستقرار والبلاد.
بدوره، أكد مدير المجاهد لبلدية الرغاية طارق المقراني أن المناسبة التاريخية فرصة لتجديد روح الانتماء والوحدة الوطنية، وتذكير بالحرية والاستقلال كقيم لا تقدر بثمن، واستذكار تضحيات الأجداد، والتعهد بالعمل المستمر لبناء مستقبل أفضل للوطن والأجيال القادمة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025