خنشلة عزاء الشهيد حمزة بوعجاجة بالمحمل

كان يعانق ويقبّل الأهل والأصدقاء ويطمئن عليهم في آخر عطلة له قبل ركوب الطائرة

خنشلة :اسكندر لحجازي

شاءت الأقدار آن تكون آخر عطلة للعسكري الفقيد حمزة بوعجاجة 21 سنة، رقيب أول بسلاح الطيران التابع لمركز القيادة الجوية بمثابة محطة توديع للأهل والأقارب والأصحاب والجيران ببلدية المحمل شرق عاصمة الولاية خنشلة، حيث قضى 15 يوما وسط أهله وأحبابه وجيرانه كما اعتاد قضاء عطلته، لكن هذه المرة تميزت بنوع من الحميمية غير المعتادة لدى الفقيد وإلحاحه على ملاقاة جميع الأحباب وزيارة كل الأقارب قبل العودة للعمل وكأنه أحس بان الموت يناديه.
«الشعب» تنقلت إلى بيت العزاء لعائلة الفقيد بوعجاحة ببلدية المحمل، حيث وقفنا على جحافل من المعزين من الأقارب والأحباب وسكان البلدية مسؤولين ومعزين من مختلف بلديات الولاية، أبوا إلا أن يحضروا لمواساة عائلة الفقيد الذي لم يصل جثمانه بعد إلى عائلته.
وبعد أدائنا واجب العزاء حيث لا تزال عائلة الضحية تحت الصدمة لفقدان صغيرها حمزة، في انتظار استلام جثته، صرح لنا عم الضحية مصطفى بوعجاجة، أن ابن أخيه حقيقة لم يكن عاديا في تصرفاته في آخر عطلة قضاها بينهم فكان يعانق ويقبل الجميع ويسال عن أحولهم بكل حميميه وتواضع وكأنه يخبرهم بأنه عودته الأخيرة الى العمل ستكون بدون رجعة.
صديق الضحية أسامة بوزيان، كان يتحدث مع المعزين ويروي تفاصيل عطلة الوداع لصديقه طفولته حمزة، قائلا: «يقضى وقته بين زيارة الأقارب والسؤوال عن الأحباب ويصّر على ملاقاة كل الأصدقاء بتواضعه المعهود قبل عودته ولا يسمح لأي احد عند الدخول إلى المقهى بتسديد ثمن المشروبات، نعم انه كان يودعنا بالاطمئنان علينا وتقبيلنا».
وبعد مضي 14 يوما من عطلة الضحية، قرّر العودة إلى عمله بتندوف وغادر ليلة الثلاثاء اتجاه العاصمة على أن يركب الطائرة صبيحة الأربعاء الماضي أربعاء الموات، وهاتف والده لحضة ركوبه الطائرة موصيا أياه بان يعتني بنفسه ووالدته حسب شهادات أقارب الضحية الحاضرين في العزاء لينزل خبر سقوط الطائرة كالصاعقة بعد دقائق على والده الذي لا يزال تحت الصدمة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025