حذّروا من عواقب الختان المبكّر وعدم إجراء تحاليل مسبقة، شنوخ وصادوق:

الجزائر تحصي 2362 مصاب بمرض «الهيموفيليا»...وتجربة العلاج رائدة

فريال بوشوية

بقدر خطورته، بقدر ما يمكن للمصابين بهذا المرض العيش حياة طبيعية، بتلقي علاج وقائي توفّره اليوم الدولة الجزائرية، ويحرص عليها دكاترة متخصّصون أكفّاء، بـ 7 مراكز نموذجية، من المنتظر تعميمها في خطوة لاحقة على المستوى الوطني، هو مرض «الهيموفيليا» أو تخثّر الدم، الذي قد يكون فتّاكا لكن التشخيص المبكر خاصة لدى الأطفال بتحليل بسيط لا سيما قبل الختان، قد يساعدهم على تفادي الإعاقة، وأكثر من ذلك التمتع بحياة طبيعية، كون العلاج متوفر، ولعل الرهان اليوم في الجزائر إعداد سجل إلكتروني للمرضى وتزويدهم ببطاقات خاصة أينما وجدوا.
تحصي اليوم الجزائر ما لا يقل عن 2362 مريض مصاب بداء «الهيموفيليا»، و7 مراكز متخصّصة في علاجه، 4 منها بالمستشفى الجامعي بني مسوس، و3 مراكز أخرى بقسنطينة وعنابة وتلمسان، وفق ما أكّدته الدكتورة المتخصّصة في أمراض الدم مريم صادوق، التي أكّدت وفرة العلاج الوقائي الذي يسمح حسب زميلتها الدكتورة جميلة نادر بضمان تغطية صحية لكامل المصابين به، مبدية ارتياحها اليوم للتطور في هذا المجال، وانطلاقا من تخصّصها في علاج المرض بمختلف أنواعه على مدى الأعوام العشرة الأخيرة، مشيرة إلى نجاعة العلاج الوقائي الذي وصفته بالمعجزة.
البداية مع الدكتورة صادوق التي قدّمت مداخلة خلال يوم تكويني نظّم بمبادرة من جمعية المصابين بمرض الهيموفيليا والوزارة الوصية، وكذا مخابر «نوفو نورديسك»، لفائدة الصحافيين بفندق «هوليداي ـ إين»، كانت بالرجوع إلى الحالات الأولى للمرض، بعدما أوضحت بأنّه عبارة عن نقص عاملي 8 و9 في الدم، عندما يتعلق الأمر بالمرض من الدرجة الثالثة وهي الأكثر حدة، فيما تصنّف الخانة الأولى في الضعيفة والثانية في المتوسطة، مرض كان فتّاكا ويتسبّب في الوفاة المبكّرة للمصابين به، ينتشر لدى الذكور أكثر من الفتيات، ليس بالضرورة وراثيا، مادام 30 ٪ من الحالات لا يحصون مصابا به في العائلة.
الأمر يختلف اليوم في العالم الذي يحصي حوالي 400 ألف مصاب بالمرض، وكذلك في الجزائر، نظرا لتوفر العلاج الوقائي، غير أنّ المشكل يبقى في التشخيص والوعي بخطورة المرض، وإمكانية تفادي ما يترتّب عنه من إعاقة بنسبة 100٪، وكذا الإصابة بالسّكتة الدماغية بسبب النزيف الذي يتسبّب فيه في الدماغ، وفي المفاصل وفي باقي أجزاء الجسم، وتقع المسؤولية في هذه الحالة على الطبيب والمريض أو أوليائه عندما يتعلق الأمر بالأطفال، كيف ذلك؟ الطبيب مطالب بطرح أسئلة تخص تشخيص المرض، والأولياء أو المريض بإمكانهم التعرف على المرض من خلال أعراضه، كإيجاد مناطق من الجسم لونها مختلف أي بقع زرقاء، وعند الإصابة بجرح يكون سيلان الدم بطيئا، كما أن الجرح لا يتعافى سريعا، وكذا حدوث نزيف أكثر من العادي في حال اقتلاع ضرس.
وحذّرت زميلتها في مستشفى بني مسوس الدكتورة شنوخ كريمة، من الختان المبكّر للأطفال، لأنّه قد يتسبّب في فقدانهم في حال إصابتهم بمرض «الهيموفيليا»، وشدّدت على ضرورة التريث إلى غاية بلوغهم حولين كاملين، لأنه في هذه الحالة التحاليل الطبية تكون نتائجها موثوقة، أي أن إجراء التحاليل قبل سنتين قد لا يكشف عن المرض، حتى إذا كان موجودا.
والعلاج وفق ما أكّدته الطبيبتان المختصّتان صادوق وشنوخ، «معجزة» وغاية في البساطة، كون الدولة حريصة على توفيره، ولا يعرف أي ندرة تذكر، ويتم مرافقة المريض ليقوم بنفسه بأخذ الإبر التي تتوفر على العاملين 8 و 9 لسد حاجة دمه، ويرافق الأولياء للتكفل بأبنائهم، لتجنيبهم عناء التنقل مرتين إلى 3 مرات أسبوعيا إلى المستشفى، ويقيهم شر مضاعفاته، ويمكنهم من العيش بطريقة عادية والقيام بالرياضة.
ميزة الجزائر اليوم خبرة أطبائها، الذين كيّفوا العلاج حسب الحالات المسجّلة، ووفق ما هو مناسب للمريض، مفضّلين العلاج بجرعات ضعيفة التي أثبتت فعاليتها، إلاّ إذا تطلّب المريض جرعات قوية، واعتماد العلاج الوقائي لدى الأطفال والكبار، لتفادي تعقّد الحالات وما ينجم عنها، مع العلم أنّ الأطباء يكونون مرفوقين بالسلك شبه الطبي وأطباء بيولوجيين، وكذا مختصين في إعادة التأهيل، والصيدليات والعائلات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025