يعاني قاطنو «دوار بوقرية» المحاذي لبلدية دار الشيوخ شرق ولاية الجلفة، من لا مبالاة السلطات المحلية بمشاكلهم، وفي مقدمتها انعدام الغاز والكهرباء وباقي الخدمات الأخرى المتعلقة بالتعليم والصحة، حيث ما يزال «دوار بوقرية» التابعة لبلدية دار الشيوخ بعيدة كل البعد عن اهتمام مختلف السلطات الوصية، فالفقر والعزلة عوامل اشتركت في صنع الحياة اليومية لسكان المنطقة، ذلك أن انعدام فرص العمل جعل من البطالة شبحًا يلازم أبناءها، نظرا إلى العدد القليل لمناصب العمل، وأمام حالة الفقر والحاجة دفعت الأوضاع بهؤلاء إلى الاعتماد على أنفسهم في خدمة الأرض، التي أصبحت مصدر رزقهم الوحيد من خلال إنجاز العديد من المستثمرات الفلاحية، غير أنّ كذلك مشكل انعدام الكهرباء الريفية حال دون تحقيق الأهداف المنشودة.
كما يعاني السكان من عدم وجود مؤسسة تربوية من شأنها احتضان أبناء المنطقة وانتشالهم من غياهب الجهل، ومن جهة أخرى لا يزالون يستعملون الوسائل البسيطة والتقليدية للإنارة أمام غياب الربط بشبكة الكهرباء، مشاكل السكان لا تتوقف عند هذا الحد بل تمتد إلى انعدام التغطية بالخدمات الصّحية التي تظل الهاجس الأكبر الذي يؤرق المواطنين.
... مركز بريد حي 5 جويلية بحاسي بحبح يعاني ضيق المساحة وكثرة الأعطال
يشهد مركز بريد حاسي بحبح الكائن بالعمارة بحي 5 جويلية من ضيق المساحة وكثرة التعطلات لأجهزة السحب ما يثير حالة من الاستياء والضغط داخل المركز الذي لا يتحمل العدد الهائل من المواطنين الذين يقصدونه بغرض السحب المالي وإجراء العمليات المختلفة.ويشهد المركز المذكور إقبالا معتبرا من مواطني البلدية حيث أنه يقع في منطقة جغرافية مكتظة سكانيا، على الرغم من الخدمات الجيدة التي يقدمها للمواطن مجموعة عماله فلذلك يأمل السكان في توسيعه على غرار المراكز البريدية الموجودة في المدينة.
حديقة الحيوانات... وجهة العائلات الباحثة عن الراحة النفسية والهدوء
باتت العديد من العائلات الجلفاوية تفضل قضاء أوقات راحتها من خلال التوجه إلى حديقة الحيوانات المتواجدة بالجلفة، والتي أصبحت منذ عدة سنوات، تستقطب أعدادا متزايدة من الزوار والمتنزهين الذين يودون قضاء ساعات هادئة في وسط طبيعي بعيدا عن هموم ومشاغل الحياة.
حديقة الحيوانات هذه أصبحت اليوم ملتقى لمختلف الفئات العمرية من ولاية الجلفة، وحتى من خارجها وهو ما لاحظناه خلال جولتنا إليها، و هو ما أكده «محمد ربيعة» الذي ينحدر من بلدية برج الكيفان ولاية الجزائر، صادفناه في الحديقة مع أفراد أسرته، أكد لنا، أن زيارته كانت نتيجة ضغط العمارات، وأنه قرر التمتع بمناظرها الخلابة وهوائها العليل وهدوئها.
ما شد انتباهنا خلال الجولة التي قامت بها «الشعب» إلى الحديقة، أنها أصبحت مقصد المئات من العائلات الجلفاوية، وحتى من الولايات الداخلية، اقتربنا من بعضهم لاستطلاع آرائهم عن السر الذي يجذبهم إلى هذه الأخيرة، حيث أكدوا أن العائلات باتت مجبرة خلال أيام العطل، التي ينتظرها أطفالهم بفارغ الصبر، من أجل الاستمتاع في أحضان الطبيعة، وقضاء أوقات مريحة.
... وأطفال يسترزقون من بيع الخردة ا
لا تزال بعض العائلات الفقيرة تدفع بأطفالها للبحث عن مصدر رزقها في جمع صفائح الزنك وهياكل السيارات القديمة وجمع حديد الخردة بولاية الجلفة، ظاهرة عرفت ارتفاعا كبيرا في المدة الأخيرة، وانتشرت بشكل ملفت للانتباه عبر مختلف مناطق الولاية، حيث تحولت قطع الحديد القديمة وحتى هياكل السيارات التي تعرضت لحوادث مرور المتناثرة داخل الولاية وخارجها، إلى مصدر للإسترزاق والثروة.
ووجدت العائلات الفقيرة ضالتها في المعدن، فقد أصبح كل شيء قابلا للبيع من قطع الحديد القديمة إلى صفائح الزنك وبقايا السيارات، إلى الأواني وبقايا حديد البناء، وبعد أن ظلت قطع الخردة المحيطة بالمدن وأماكن جمع القمامات لفترة طويلة مهملة، ظهرت مجموعة من الوسطاء والمتعاملين شجعوا أبناء الأسر الفقيرة، على جمعها عبر نقاط معينة مقابل مبالغ مالية زهيدة.
وأصبحت الأطفال منشغلين بالبحث عن القطع القديمة ذات الوزن الخفيف والثقيل، في انتظار قدوم الوسطاء لدفع المقابل ونقل الغنيمة باتجاه معامل استرجاع وتحويل القطع القديمة إلى معدن ثمين.
ويمتهن هذا العمل بالأخص الذين يملكون عربات الدفع والعربات التي تجرها الخيول، وجلهم صغار السن وبعض المسنين، وبعد استنزاف القطع والصفائح المتناثرة داخل التجمعات السكنية ومحيطها، امتدّت أيادي جامعي الحديد والخردة إلى المناطق الريفية التي تتوفر على «إحتياطي هام» من قطع الحديد القديمة وصفائح الأكواخ القصديرية، وحتى القضبان الحديدية التي وضعها الفلاحون لإحاطة بساتينهم لم تنجُ من أيادي جامعي الحديد، وكثيرا ما اشتكى هؤلاء من سرقة كل ما تم وضعه بمحيط البساتين من حديد.