أحيت السّلطات الولائية اليوم العالمي للبيئة بنشاطات عديدة استهلّتها بحملة جمع الأكياس البلاستيكية وعقد بعدها لقاء مع عمال النظافة وفعاليات المجتمع المدني، فالأكياس البلاستيكية طالما شكّلت خطرا على صحة الإنسان والبيئة، ولهذا الغرض شرّع المشرّع الجزائري، ومن خلال عدة قوانين إلى وضع شروط تقنية للأكياس تهدف بالدرجة الأولى إلى نشر الثقافة في أوساط المجتمع لتفادي استعمال الأكياس غير المطابقة.
تصنّف الأكياس البلاستيكية على أنها أكثر المواد الملوّثة للبيئة وأخطرها على صحة الإنسان، إذ يتطلب تحللها مدة تصل إلى 400 سنة ما يضاعف مضارها على مكونات الطبيعة ومختلف الكائنات الحية، السيدة عومرية أوشيش إطار بمديرية البيئة تحدّثت لـ «الشعب»: «السياسة غير المنطبقة تتطلّب أكثر من 200 إلى 400 سنة حتى تتحلل تؤثر في البكتيريا الموجودة في التربة، كما تعتبر حاجزا يمنع وصول الماء للطبقات الجوفية تؤثر في نمو النباتات، فهذه الأكياس خفيفة الوزن تتطاير بفعل الرياح وبإمكانها تؤثر على كل الطيور عن طريق الخنق ثم إلى عدم تلقيح النباتات، والخطر الآخر هو انسداد البالوعات مما يؤدي إلى فيضانات».
هذا ويعتبر استخدام الأكياس البلاستيكية غير المطابقة لتغليف المواد الغذائية أحد الأسباب الشائعة الانتشار للأمراض السرطانية، تضيف ذات المتحدثة أن تخزين هذه الأكياس واستعمالها إما في وضع بعض المواد الغذائية، ومن خلال درجة الحرارة تنتقل هذه المواد الكيمياوية السامة إلى المواد الغذائية.
المشرّع الجزائري ومن خلال عدّة قوانين وضع شروط تقنية للأكياس المطابقة تحدّثت عنها المهندسة في البيئة حنان ربيعي لـ «الشعب»: «المواصفات التقنية للكيس البلاستيكي المسموح لاستعماله يكوّن مادة أولية على أساس متعدد الأتلين الأصلي، يجب أن يكون فيه تعريف المنتج وعنوانه رقم الحصة وتاريخ الإنتاج الاسم والبيانات الشخصية الدقيقة للمنتج والمستورد عندما يتعلق الأمر بوضع الأكياس البلاستيكية المستوردة في السوق».
استبدال هذه الأكياس بالقفف المصنوعة من المواد الطبيعية كالحلفاء والدوم أصبح الآن ضرورة ملحّة تمليها معطيات واقع اليوم من ارتفاع لنسب التلوث وعدد الإصابات بالأمراض السرطانية.