انفتــاح غــير مسبوق علــى الاستثمــارات الكـبرى
تواصل الجزائر التقدم بخطوات ثابتة، لتحقيق فتوحات كبرى في السوق العالمية للغاز، بفضل الاكتشافات الجديدة والاستثمارات الضخمة التي عزّزت من ارتياح شركائها، لتحتل مكانة مؤثرة على الخارطة الطاقوية العالمية، كونها تعد من أهم المنتجين والممونين، بموثوقية عالية في منطقتي شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وتبقى الجزائر من أهم المنتجين، كونها أكبر وأول ممون لمنطقة الأورو في القارة السمراء، إذ تحتل المرتبة السابعة عالميا، وتملك العشرات من المشاريع الجديدة، بفضل اكتشافات ضخمة سترفع طاقتها الإنتاجية وصادراتها، ما جعلها محور اهتمام، كونها مازالت وستبقى من أبرز الدول التي توفر إمدادات كبيرة وآمنة، ولا يخفى أنّ إقدام الجزائر على رفع حجم صادراتها من الغاز، طمأن شركاءها التقليديين من الدّول الأوروبية.
لم تقف الجزائر ممثلة في مجمع سونطراك الرائد بإفريقيا مكتفية بأنبوبي الغاز الرابطين كل من إيطاليا عبر تونس والثاني إسبانيا بشكل مباشر، بل تتقدم بثقة من أجل إنجاز أنبوب الصحراء الرابط ما بين نيجيريا والجزائر مرورا بالنيجر، بعد أن كشف البنك الإفريقي نيته في تموين هذا المشروع الضخم، في سياق جيوسياسي يتسم بطلب دولي عال على الغاز، وعلى مختلف الموارد الطاقوية، خوفا من التذبذب في التموين، غير أنّ الجزائر، الشريك الموثوق، بدّدت المخاوف، ولم تكتف بالغاز والنفط، بل تعمل على إمداد أوروبا بسلسلة من الموارد الطاقوية، مثل الهيدروجين والأمونياك والطاقة الكهربائية.