المدير المركزي بوزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني لـ ”الشعب”:

نتطلع لاسترجاع مليوني قطعة جلدية وتكريس الاقتصاد الدائري

فايزة بلعريبي

استحداث هيئة لاسترجاع الجلود بشكل دائم.. قريبا

تواصل الدولة الجزائرية مساعيها من أجل ترقية الاقتصاد الوطني بجميع شعبه التي يعتبر النسيج والجلود أحد روافدها المهمة، بالنظر للثروة الحيوانية التي تمتلكها بلادنا، حيث يجري التفكير من خلال وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني في استحداث هيئة دائمة لاسترجاع جلود الحيوانات المذبوحة، بشكل مستمر على مدار السنة، مما يسمح بتوفير مادة أولية خام، تعتبر الأجود عالميا من أجل ترقية صناعة النسيج والجلود والتمكن من استمالة الشركاء الأجانب للاستثمار في هذا المجال الذي تمتلك فيه الجزائر الكثير من المؤهلات من أجل تحقيق الأهداف المسطرة، أهمها نذكر المساهمة بقوة في الرفع من الناتج الخام المحلي، وضرورة انخراط كلي للمواطن كفاعل أساسي لتكريس ثقافة الاقتصاد الدائري.

كشف مدير الذكاء الاقتصادي بوزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني، مقداد عقون، في اتصال مع “الشعب”، أن عملية جمع جلود الأضاحي لسنة 2023، تندرج في إطار الاستمرارية، حيث تعتبر الرابعة من نوعها، لتشمل 39 ولاية، 05 منها تعتبر نموذجية من حيث قيادة العملية، متمثلة في ولايات الجزائر العاصمة، وهران، الجلفة، جيجل وباتنة، حيث تتمحور حول كل ولاية، ولايات أخرى مجاورة لها، مشيرا إلى أن اختيار الولايات النموذجية المذكورة، قد تم على أساس ثلاثة معايير، تتلخص في النسبة المرتفعة للجلود التي تم استرجاعها على مستوى الولايات الخمس خلال السنة الماضية، ونسبة مرتفعة من الجلود السليمة المسترجعة، إضافة إلى المعيار الأهم وهو احتواؤها على مدابغ سواء عمومية أو خاصة.
وأضاف عقون، أن وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني قد سطرت كقيمة تقريبية متوقعة، بلوغ 2 مليوني قطعة جلدية مسترجعة، مؤكدا أن العملية تتم بالتنسيق مع دوائر وزارية أخرى، على غرار وزارات الداخلية والجماعات المحلية، الشؤون الدينية والأوقاف، التكوين المهني، الصحة والسكان، الفلاحة والبيئة، إضافة إلى إشراك الجمعيات ممثلة للمجتمع المدني أو تلك الناشطة في مجال البيئة وتثمين النفايات، وكذا المؤسسات القائمة على النظافة على المستوى المحلي.

تحضيرات مسبقة ولجان محلية

انطلقت التحضيرات للعملية على مستوى البلديات والولايات مبكرا، حيث كان انطلاقها الفعلي أواخر شهر فيفري وبداية مارس، وذلك بإنشاء لجان محلية تحت إشراف الولاة، تضم ممثلين عن المديريات المعنية، حيث أسدى تأطير العملية لمديرية الصناعة بكل ولاية.
كما قام وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني بتنصيب اللجنة الوطنية القطاعية التي تضم إطارات القطاعات الوزارية والمؤسسات المعنية بعملية جمع جلود الأضاحي.
وعن خصوصية هذه الأخيرة وما ميزها عن سابقاتها، فقد أرجع المتحدث ذلك إلى كون اللجنة الوطنية، وبعد عدة جلسات تقييمية للعمليات السابقة، خلصت إلى ضرورة استحداث جهاز يقوم بجمع الجلود بشكل دائم على مدار السنة، من أجل ترقية شعبة النسيج والجلود، حيث ستندرج العملية المبرمجة لسنة 2024، ضمن مخطط الآلية المستحدثة التي سيتم التفكير في العناصر المكونة لخطة عملها من الناحية العملية والتنظيمية مباشرة مع الانتهاء من عملية جمع الجلود لهذه السنة.

ثقافة الاسترجاع لتشجيع الاقتصاد الدائري

واعتبر مقداد عقون الجلود والصوف المسترجعة من الثروة الحيوانية المتواجدة ببلادنا، مادة خام أساسية لترقية صناعة الجلود، مما جعلها تتصدر أولويات استراتيجية القطاع من حيث ترقية شعبة النسيج والجلود، وذلك بالعمل على الرفع من القدرات الإنتاجية على المستوى المحلي للتخفيف من فاتورة الاستيراد والرفع من مساهمة قطاع الصناعة في الناتج الخام المحلي.
في سياق متصل، أضاف عقون أن لعملية جمع الجلود وتثمينها بعد بيئي، يتمثل في الحفاظ على نظافة المحيط من خلال نشر ثقافة الاسترجاع والاقتصاد التدويري. من أجل ذلك، سطرت وزارة الصناعة مخططا اتصاليا يشمل جميع وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي من أجل تعبئة وتجنيد المواطن، لأنه بات واعيا بمدى أهميتها بالنسبة لنظافة محيطه أو بما تقدمه من قيمة مضافة للاقتصاد الدائري بصفة خاصة وللاقتصاد الوطني بصفة عامة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024