مسار الألف ميل بدأ بـ”فيات”..وعلامات عالمية تتهافت على الاستثمار بالجزائر
تقترب الجزائر من إقامة قاعدة صناعية ميكانيكية رائدة إنتاجيا، بعد الإنطلاقة القويّة، المرتكزة على برامج ضخمة ومدروسة، تعتمد على الصناعة المحلية واستبدال الاستيراد بمنتوج محلّي، تكون فيه نسبة الإدماج عالية، ونجحت بفضل حزمة التحفيزات الاستثمارية في استقطاب رواد الصناعة الميكانيكية، وأكبر العلامات التجارية العالمية في سوق السيارات، بقصد جلب التكنولوجيات الحديثة، وتشغيل اليد العاملة، وتلبية الطلب الوطني المتزايد على المركبات، وكذا التحوّل نحو التصدير من السوق الجزائرية بفضل مدّ سلاسل توريد متنوّعة نحو أسواق خارجية.
إنّ وفرة العقار الصناعي، ووجود نسيج لمؤسّسات المناولة مرشّح للتوسّع والكثافة، إلى جانب انخفاض تكلفة الطاقة، عوامل محفّزة نادرا ما تتوفّر في البيئة الاستثمارية؛ لهذا تمتلك الجزائر كلّ مقوّمات التفوّق، وهي قادرة على تحقيق نجاحات سريعة من شأنها أن تحدّ من تراكم الطلبات، وتخفّض الأسعار بفضل الانفتاح على تنافسية العديد من العلامات التجارية.
إنّ الأبعاد الاقتصادية والمالية لقطاع صناعة السيارات متعدّدة، في وقت يرتقب أن ينمو هذا القطاع بالجزائر بسرعة قياسية خلال العام الجاري، ليحقّق انتعاشا على المدى المتوسط، كما ينتظر أن يسجّل تطوّرا متصاعدا، بحكم أنّ الجزائر تعمل على ترسيخ أقطاب صناعية كبرى لصناعة السيارات. وتحتاج هذه السوق الاستثمارية، إلى متابعة متواصلة وعين يقظة للوقوف على مدى ثبات مسار التصنيع وفق المعايير الدولية.