الباحث والخبير السياسي البروفيسور عبد الكريم شكاكطة:

المعرض الإفريقي للتجارة البينية خطوة كبرى نحو الاندماج

ز. كمال

 تكامل ورفاه اقتصادي بمقاربة اجتماعية شاملة

أكد الباحث والخبير السياسي عبد الكريم شكاكطة في قراءته لأبعاد وآفاق التجارة البينية بين الدول الإفريقية والجزائر التي ستحتضن الدورة الرابعة لمعرض التجارة البينية شهر سبتمبر من سنة 2025 أن هذا الموعد التجاري والاقتصادي الهام يدخل في إطار انفتاح الجزائر على الأسواق الخارجية والإفريقية بالخصوص ومواصلة جهود التعاون والتبادل لتحقيق المصالح المشتركة بين هذه الدول، وأيضا العمل على تجسيد سياسة الاندماج السياسي والأمني ضمن مقاربة شاملة تهدف الى تحقيق الاستقرار والرفاه الاجتماعي لشعوب المنطقة.

اعتبر الخبير السياسي وأستاذ الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الجزائر2 عبد الكريم شكاكطة، التعاون الاقتصادي بين الجزائر والدول الإفريقية، انطلاقة قوية لترقية مجال التعاون الشامل في إطار قاعدة رابح-رابح وتوسيعها إلى كل المجالات مع تعزيز سياسة الاندماج نحو أبعاد أخرى سياسية وأمنية لتحقيق الاستقرار بمنطقة دول الساحل، خاصة وأن المقاربة الجزائرية تعترف بسيادة هذه الدول على حدودها التي تعيش اليوم وللأسف مشاكل وتهديدات مختلفة كالإرهاب، الاتجار بالبشر، المخدرات والجرائم العابرة للحدود، وبالتالي قد يؤدي هذا الإطار من التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري دورا مهما في حلحلة كثير من هذه المشاكل المتعلقة بالتنمية الاجتماعية وضمان أمن كل الدول الإفريقية بما فيها منطقة الساحل التي لها تهديدات تماثلية ولا تماثلية قد يتم محاربتها من خلال هذه الاستراتيجية”.
وقال البروفيسور شكاكطة في هذا الخصوص إن “الجزائر تملك كل المقدرات والمقومات الطبيعية من موارد ومساحة شاسعة ونفس الشيء بالنسبة لهذه الدول الإفريقية المجاورة، حيث يمكن استغلال هذا العامل الاقتصادي الهام والمشترك في تعزيز الأنشطة والتبادلات التجارية مثلما أكد عليه رئيس الجمهورية في تصريحات سابقة، ما شجع على إنشاء مناطق للتبادل الحر بين الجزائر وموريتانيا بعد فتح معبر تندوف الزويرات لدعم التبال التجاري بين البلدين في اطار المقايضة من أجل المساهمة في خفض فاتورة الاستيراد من البلدان البعيدة والتقليل تدريجيا من اشكالية التبعية المطلقة للمحروقات”.
وقدم الخبير مثالا عن الحركية الاقتصادية التي تعرفها الجزائر وحجم الاستثمارات الكبيرة التي استفادت منها بعض القطاعات منها مشاريع الحديد والصلب بمصنع بلارة بجيجل، ارسيلور ميتال بعنابة اضافة الى مصنع توسيالي بوهران وهي وحدات ستتدعم قريبا بخام الحديد لغارا جبيلات، حيث ستمكن الجزائر من إنتاج أزيد من 12 مليون طن من الحديد سنويا، وهي كمية كبيرة يمكن استغلالها في تسريع وتيرة الاندماج الفعلي مع وكلاء صناعة وتركيب السيارات ومع بعض الدول الإفريقية المجاورة خصوصا موريتانيا التي تملك هي الأخرى مقومات طبيعية واقتصادية هامة منها الثروة السمكية التي تسمح بتفعيل عملية التبادل في إطار المقايضة لدعم السوق الوطنية بهذه المنتجات الأساسية، بالإضافة إلى مناطق التبادل الأخرى في الحدود بين النيجر ومالي ومنطقة الدبداب بولاية ايليزي مع ليبيا”.
وثمن الخبير مساهمة مختلف الفاعلين كمفوضية الاتحاد الإفريقي، أمانة منطقة التجارة الحرة القارية والبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد في الاتفاقية التي وقعها الوزير الأول رفقة رئيس المجلس الاستشاري لمعرض التجارة البينية الإفريقية من أجل المساهمة في تذليل كافة العقبات أمام المستثمرين الأفارقة لاسيما قضية تخفيف الأعباء الجمركية كليا او جزئيا وتسهيل اجراءات الصيرفة المالية، لهذا لجأت الجزائر إلى فتح فروع بنكية بمنطقة التبادل الحر بموريتانيا كخطوة أولى وتنظيم عدة معارض تجارية سمحت بالتعريف بالمنتوج الجزائري وفتحت المجال أمام المستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين الى ابرام اتفاقيات تعاون وتبادل تجاري وتمهيد الطريق لكسب أسواق جديدة وواعدة في العمق الإفريقي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024