سهيلي حورية رئيسة دار الجزائر باسبانيا

عــين عـــلى حقـــوق الجاليـــة وأخــرى على بعث جسور الشراكة

سعيد بن عياد

سهيلة حورية امرأة حط بها الرحال خلال التسعينات بأرض اسبانيا قادمة من الجزائر حيث ترعرعت وتعلمت لتنال شهادة عليمة في الصيدلية ثم واصلت الدراسة. اشتغلت في الترجمة والصيدلة ومنشطة بإحدى الإذاعات المحلية.
أكثر من عشرين سنة تمر عن مغادرتها الوطن الأم دون أن تتأثر الرابطة الوثيقة بل ازداد التمسك بعرى الانتماء. اشتغلت في التسعينات بمجمع «صيدال» لكن الظروف الأمنية الصعبة يومها دفعتها للهجرة.
بادرت بإنشاء جمعية لحماية وخدمة المهاجرين الجزائريين مفتوحة ايضا للجالية العربية بهدف التعريف بالثقافة الجزائرية والفرص التي تمنحها في مختلف المجالات بما فيها الاقتصادية.
ترأس الدكتورة سهيلي جمعية دار الجزائر باسبانيا منذ سنوات مسجلة نشاطات ملموسة تحد من التهميش والإقصاء في بلاد الغربة وتخص المرأة والأطفال باهتمام أكثر من خلال المرافقة والتوجيه والمساعدة في إطار عمل تضامني وبالأخص الحرص على تعريف أفراد الجالية هناك بالحقوق حماية لهم من إجحاف أو تجاوز.
كما تولي اهتماما لفئة بدون وثائق إقامة حيث تمنحهم قدر الإمكان الرعاية والمرافقة وتفادي تعقيدات المتابعة من البلد المضيف وأيضا في مواجهة أعمال استغلال وتعدّ يمارسها بعض من يستغلون ظروفهم لأهداف غير شريفة.
نشاطها المكثف والميداني منحها مصداقية لدى المهاجرين فتقدمت بخطوات معتبرة إلى الحقل السياسي هناك لتسعى من خلال علاقاتها مع السلطات المحلية لإيجاد حلول لمشاكل الجالية والعمل أكثر لربط الصلة بين المواطنين والقنصلية الجزائرية إلى جانب فتح مدارس لتعليم اللغة الوطنية لتعزيز روح الانتماء للوطن في نفوس الأجيال الجديدة والعمل على إرساء تقاليد المجتمع الجزائري الأصيلة للوقاية من عولمة شرسة تهدد الشخصية الوطنية للشعوب الناشئة.
حورية امرأة ذات خطاب مباشر جمعت بين الثقافة والعمل جاعلة من العلم جسر تواصل وعبور إلى وضع أفضل حيث استطاعت أن تفرض نفسها في المجتمع الاسباني بفضل تمسكها بالهوية الجزائرية والقدرة على مواكبة التحولات المحلية دون الذوبان فيها والأكثر دفاعها المستميت عن الجالية الجزائرية وإشراكها في كل المناسبات الوطنية والتاريخية  آخرها إحياء اليوم العالمي للمرأة بجمع نساء جزائريات من اسبانيا ومن بلدان اوروبية مجاورة منها فرنسا لتعزيز الروابط والعمل المشترك باتجاه حماية أفراد الجالية في نيل حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية.
بذلك تقدم حورية سهيلي صورة طيبة عن المرأة الجزائرية، المكافحة، المتفتحة والمتمسكة بهويتها الأصيلة بفضل القدرة على الحوار مع الغير والإقناع إلى درجة أنها تحظى بتقدير من السلطات الاسبانية لما تتمتع به من طاقة في المساهمة لإيجاد حلول لمشاكل يومية تخص الرعايا الجزائريين.
كما يصفها كثيرون هي بحق لا تيأس في تجسيد قناعاتها وطموحاتها لتكون دوما في الريادة لا مجال لأي عقدة تجاه نساء العالم كفاءة ومبادرة وما يزيدها قوة حبها الشديد لبلدها الجزائر حيث كما تقول هي سفيرة بدون اعتماد بروتوكولي وإنما في الشارع والمتجر والمدرسة حيث تحرص على نقل الصورة الطيبة عن المجتمع الجزائري وتحصين المهاجرين بإقامة نشاطات مختلفة تعزز الروابط مع بلادهم  الأم.
في إطار نضالها لا تتردد في المشاركة في أعمال محلية ضمن المجتمع الاسباني خاصة في مناهضة العنصرية والتمييز وعينها أكثر على حماية المرأة الجزائرية من ممارسات وراءها عصابة الاتجار بالبشر ومن بينهم من هم أبناء جلدتنا لا يتوانون في استغلال المرأة لظروف قاهرة لتكون سهيلي حورية بالمرصاد من خلال التوعية واليقظة والحضور في الميدان.
الرسالة التي تحملها اليوم تنسجم مع توجهات الجزائر الجديدة التي تسير على خطى ثابتة باتجاه مستقبل يتجسد فيه طموح الجزائريين في المساواة والوفاء للتاريخ وانجازات الأجيال لتكون الهوية الوطنية بانسجامها وتكاملها الصورة التي رسمها الأجداد والآباء وأنجزها جيل ثورة أول نوفمبر ويحملها اليوم جيل جديد لديه الإرادة لصياغة خيارات كبرى يتقن التكنولوجيات ويجيد اللغات من اجل تبوإ المكانة المرموقة بين الشعوب.
بالمناسبة أوضحت السيدة سهيلي في اتصال هاتفي أن تدعيم مكانة المرأة ينطلق من الأسرة حيث تلقن ثقافة المساواة والاحترام ، مشيرة إلى أن الجالية اليوم تؤطرها كفاءات لها درجة من الثقافة، وتتحدث بمرارة عما يسعى لأجله بعض الجزائريين لجعل جمال المرأة سلعة وهو ما تحرص على مقاومته بالتوعية حتى لو هددها عديمو الضمير وفضحهم بفضل مساحة الإعلام الموجودة في البلدين الأم والمضيف.  
أكثر من هذا تحتضن أختها المرأة من بلدان أخرى للتواصل والتبادل خدمة للجزائر منهن نورة المقيمة بـ «نانت» بفرنسا حفيدة مجاهد يدعى بلاميتي سنوسي من مستغانم وتطرح مشكلة تؤرقها تتعلق بوقف صب منحة لأمها منذ ثلاث سنوات معلقة أملا على الإدارة الجديدة لتستعيد حقها وفقا للقانون آملة أن تقدم المصالح المختصة توضيحات بهذا الشأن في ظل دولة القانون مؤكدة الصلة ببلد الأجداد والدفاع عن الشعوب الأخرى.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024