الخبــــير الطاقـــــوي.. توفيــــق حسنــــــــي لـ”الشعب”:

الجزائر.. فاعــل عالمــي رئيـسي في التحوّل الطــاقوي النظيــف

فضيلة بودريش

 

  إمكانيـــــــات جزائريـــــة غـــــير منتهيـــــــــة مــــــــــن الطاقـــــــــــات المتجــــــــددة
راهن الخبير في شؤون الطاقة توفيق حسني، على دور ريادي للجزائر مرتقب أن يسند إليها في الفترة الممتدة من 2030 إلى آفاق 2050، لأن العالم سيتجه نحو وثبة غير مسبوقة في التحول الطاقوي النظيف، تحتل فيه الجزائر دور الريادة، على خلفية أنها تنام على مقومات ضخمة من بينها 70 % من الحاجة العالمية إلى الطاقة الشمسية.


تُعرف الجزائر بأنها بلد غني بالطاقة وتحتل موقعا بارزا في خارطة الدول المنتجة للغاز، وينظر إليها المستهلكون الكبار في العالم على أنها من بين أفضل الخيارات للزبائن، بما فيها موقعها القريب من أوروبا واحتياطاتها الضخمة واستكشافاتها المستمرة. وفي هذا المقام يرى الخبير في شؤون الطاقة توفيق حسني، أن دور هذا السوق الغازي، يرتبط بقوة بالسوق الأمريكي والسوق الأوروبي، وكذا السوق الصيني والعديد من المستهلكين في آسيا، مشيرا إلى أن دور الجزائر يمس بالدرجة الأولى قارة أوروبا، لأن أكبر المستهلكين للغاز الجزائري يتواجدون بهذه القارة، ومازالت تمثل أحد أفضل الممونيين لهذه البلدان منذ عدة عقود.
تموين مستقر ودائم للزبائن التقليديين
ولفت الخبير الانتباه إلى أن الجزائر أخذت بعين الاعتبار أن العديد من الدول الأوروبية، شرعت في وضع أولى خطواتها لتنفيذ توصيات قمة المناخ من أجل الحفاظ على البيئة والتوجه لاستهلاك الطاقة الخضراء النظيفة كانطلاقة حقيقية، داعيا إلى ضرورة أن تأخذ كل احتياطاتها، كونها تحضّر بدورها لمرحلة التحول الطاقوي والتنويع من منتجاتها واستغلال مواردها الطبيعية أحسن استغلال، وبالتالي تحافظ على مكانتها كدولة منتجة وممونة دائمة لزبائنها.
وسلّط الخبير الضوء على الغاز المسال، وذكّر بعقود تم تمديد مدتها خاصة مع دولة تركيا، وهذا مؤشر يؤكد مكانة الجزائر الطاقوية إقليميا ودوليا، كما أن الخبير حسني تناول حجم الاستهلاك الداخلي الكبير والمتزايد للغاز، لأن هذه الكميات لو تم ترشيدها من شأنها أن توجّه للتصدير إلى أسواق خارجية مازالت متعطشة.
وعن مزايا تصدير الغاز المسال في السوق العالمي، بالنظر إلى موقع الجزائر الإستراتيجي، فمن الطبيعي أن تمنح الجزائر الأولوية من أجل مد وتطوير خطوط الأنابيب وكذلك إنجاز مرافق الغاز المسال الهامة وإطلاق محطات التصدير، بهدف تدفق غازها إلى الأسواق الدولية بشكل أكثر كفاءة.
وأوضح حسني أن الجزائر مرتبطة كثيرا بالسوق التركية، وتعد هذه الدولة الصديقة زبونا تقليديا للجزائر، من أجل ذلك فمن الطبيعي أن يبقي الشريكان على ذات العقد وما يعزّز ذلك العلاقات السياسية والاقتصادية المتينة المشتركة.
عوامل تفرض معالم المستقبل الطاقوي
ووقف الخبير حسني بكثير من التحليل والاستشراف عند أسواق الغاز خلال فصل الشتاء الحالي، وأوضح بقوله: “يجب أن يعلم الجميع أن قضية الغاز ليست عرض وطلب، خاصة بعد التغيرات التي يشهدها العالم، وإنما صارت الأسعار تتبع المواقف السياسية والجيو استراتجيية”. وبدا الخبير مقتنعا، أن الأمن الطاقوي والاستهلاك الداخلي وكذا الإنتاج الداخلي كلها عوامل تفرض معالم المستقبل للأمن الطاقوي، وعلما أن البديل الثابت والمتاح يوجد في الطاقات المتجددة، والجزائر تملك إمكانيات ضخمة بل وغير منتهية.
وتشير الإحصائيات إلى إمكانيات طاقوية أخرى من خلال الشمس الحرارية، لأنه ليس لها مثال في العالم، بل قدر الخبير مستشهدا بالأرقام أن الجزائر تملك قدرة طاقوية حرارية تصل إلى 70 بالمائة من الاستهلاك الطاقوي في العالم، وهذه القدرات الخارقة ستسمح لها أن تكون رائدة في التصدير سواء تعلق الأمر بالطاقة الكهربائية من إنتاج الطاقة الشمسية الحرارية أو بتنظيف الصناعة من الكربون عن طريق استعمال الطاقة الشمسية الحرارية، وهذا من شأنه أن يسمح لها أن تصبح خزان ومولد الطاقة نحو أوروبا لتلبية طلب قطاعها الصناعي والاستهلاكي خاصة أن الجزائر انفتحت على شراكات لإقامة مشاريع الطاقة النظيفة مع دول أوروبية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024