ذكرت الفنانة التشكيلية بسمة سادات في حديث مع «الشعب»، بأن الرسم الرقمي يعد من الفنون التي لقيت اهتماما وإقبالا كبيرا وواسعا من طرف الشباب، لما فيه من دقة وإبداع في العمل والتصميم.
تقول بسمة سادات أنه في الآونة الأخيرة طرأت تطورات هائلة في مجال التكنولوجيا، ممّا أدّى إلى ظهور أدوات رقمية متطورة للرسم بمساعدة البرامج والأجهزة الحديثة، التي تتيح مجموعة متنوعة من أدوات الرسم، وفي مكان واحد كالفرشاة والأشكال والمؤثرات، وحتى تدرجات الألوان، وذلك ـ تضيف ـ دون بذل جهد كبير ووقت لدمجها أو تحضيرها كما هو مطلوب، إضافة إلى سهولة نقل الأعمال الرقمية ومشاركتها عبر المنصات الإلكترونية واستخدامها في مجالات أخرى. وترى المتحدثة أن شعبية هذا الفن زادت مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والصفحات الخاصة بذلك، «حيث أصبح لهذا الفن جمهور يتطلع على جديده، ومعجبون يتابعون مختلف الأعمال الفنية ويقتنون ما يبدعه الفنان»، وأضافت «هذا الجمهور يتفاعل بشكل أوسع من خلال العناصر المتوفرة في الرسم الرقمي والأعمال الفنية والعناصر الرقمية المتحركة».
ومن جانب آخر، أفادت بسمة بأن الاعتماد على برامج الكمبيوتر تعمل اليوم على إحداث تغيير كبير في الفن التشكيلي، حيث أصبح الرسم جزءا من عالم الفن الرقمي، وهو يشكل مزيجا فريدا من الفن التقليدي والتكنولوجيا الحديثة التي تتيح للفنان فرصة التعبير عن أفكاره وابتكاره وإبداعه باستخدام أدوات رقمية متخصصة، كما تمنح له فرصة اكتشاف مفاهيم جديدة وتجارب فنية غير تقليدية، وبالتالي يتوسع حدود إبداعه وتعبيره الفني.
ومقارنة بالرسم التقليدي تقول المتحدثة، بأنه يوفر سهولة كبيرة وجهدا قليلا ووقتا قصيرا، وسرعة في إجراء التعديلات والتصحيحات الفنية، وكفاءة أكبر باستخدام الأدوات الرقمية، مما يسهل ـ حسبها ـ عملية الإنتاج وتكون أعماله عالية الجودة بتفاصيل دقيقة ويوفر المرونة في الاستخدام، ولا يتطلب مساحة خاصة للعمل «فما يحتاجه الفنان هو قلم إلكتروني وجهاز الكتروني في أي مكان أراده».
في الأخير يعد الرسم الرقمي تضيف سادات «مهارة فنية تحتاج إلى ممارسة وتدريب لتنمية المهارات الأساسية والتطور، والوصول إلى الهدف الأسمى مع مرور الوقت، كما يمثل تقدما كبيرا في مجال الفنون التشكيلية المعاصرة، كونه يمزج الابداع الفني والتكنولوجيا الحديثة ويوفر فرص كثيرة للفنان ومساحة كبيرة للتعبير عما يجول في أفكاره وخياله، بطرق حديثة وجديدة، وهذا ما يوسع المشهد الفني وآفاقه».
وبالرغم من أن الفن الرقمي تقول المتحدثة «قد نراه هو المستقبل في الفن بكل ما يميزه، والامكانيات الهائلة التي يتيحها للفنان في الإبداع وحتى من الناحية المادية، إلا أن الفن التقليدي يبقى في نظري هو الأصل والروح واللمسة الفنية الجميلة».