مصطفى كويسي لـ «الشعب»:

«المشكل يكمن في غياب التّكامل بين كل الأطراف المعنية بكرة القدم الجزائرية»

حاورته: نبيلة بوقرين

أرجع الدولي الجزائري السابق مصطفى كويسي في حوار خاص لجريدة «الشعب» تواصل ظاهرة إستقالة المدربين إلى غياب المنظومة الكروية المناسبة، وعدم إتباع الأسس الصحيحة للتسيير في أغلب النوادي التي تنشط في البطولة الوطنية، وكل ذلك سببه التسرع في الدخول لعالم الاحتراف قبل تهيئة الأرضية المناسبة له وهذا هو أكبر خطأ أدى بنا إلى للوضع الحالي، ما يعني أن المسؤولية يتحملها الجميع ومن الضروري إيجاد الحلول اللازمة وفقة دراسة محكمة.

❊ الشعب: كيف تعلّق على تواصل ظاهرة استقالة المدرّبين في الرّابطة المحترفة الأولى؟
❊❊ مصطفى كويسي: ظاهرة تغيير المدربين ضمن الرابطة المحترفة الأولى تعوّدنا عليها وأصبحت بالأمر العادي في السنوات الأخيرة، حيث حطّمنا أرقاما قياسية في ما يتعلق بالإقالة والإستقالة لأن النسبة ارتفعت كثيرا وهذا ما لم يحدث في كل دول العالم فيما يتعلق بهذه النقطة من خلال مشاهدة المدرب يشرف على عدة فرق خلال الموسم الرياضي، وبالرغم من القانون المنتهج والذي يجبر النادي على التعاقد مع مدربين فقط خلال الموسم إلا أنه لم يقضي على المشكل.
❊ ما هو السّبب الذي أدّى إلى استمرار الظّاهرة؟
❊❊ المشكل يتعلق بمنظومة كروية بأكملها لأن الأمور لا تسير كما ينبغي بسبب وجود خلل في طريقة التسيير، ما يعني أن المسألة لا تتعلق بالمدرب أو رئيس النادي، ولا نستطيع أن نحمل المسؤولية لطرف واحد فقط، لأن المشكل يكمن في غياب التكامل بين كل أطراف المعنية بكرة القدم الجزائرية، وهذا هو السبب المباشر في وصولنا للوضع الكارثي المتمثل في مشاهدة مدرب واحد يشرف على عدة فرق خلال موسم واحد، وهذا الأمر غير موجود في كل نوادي العالم ما يعني أنه حان الوقت لإعادة النظر في الأمر بصفة عامة.
❊ ما هي الحلول التي تراها مناسبة من أجل تجاوز هذا الوضع؟
❊❊ الأمور لا تتعلق فقط بظاهرة تغيير المدربين وإنما بالمنظومة الكروية ككل لأنها مسألة ذهنيات وثقافة أو بمعنى آخر، فإن الرؤساء الحاليين ليسوا هم من يسيّر الأمور مثلما كان عليه الحال في السنوات الماضية، بل الشارع الذي أصبح يفرض رأيه من خلال الضغط ولكي ننجح في إعادة الكرة الجزائرية للواجهة من جديد يجب أن نعالج المشكل من الأساس من خلال الإعتماد على إستراتيجية محكمة مبنية على التكوين والتكامل في العمل بين كل المعنيين وهذا هو الإحتراف الحقيقي.
❊ نفهم من كلامك أنّنا تسرّعنا في دخول عالم الإحتراف؟
❊❊ الأمور أصبحت بمثابة تجارة فقط بعيدا عن الاحتراف الذي نشاهده في الدول الأوروبية وبعض الدوريات العربية، وكل ذلك راجع لنقطة مهمة سبق لي الحديث عنها وأنا أركّز عليها كثيرا، وهي الذهنيات لأنه عندما يكون مسيرين محترفين في تفكيرهم ولديهم الكفاءات اللازمة من دون شك ستكون الأمور مخالفة لما هو عليه الحال في الوقت الحالي، ولهذا فإننا تسرّعنا كثيرا في دخول عالم الإحتراف لأنّنا لم نحضر له الأرضية الملائمة والتي تتمثل في جملة من النقاط الأساسية في مقدمتها المنشآت، مراكز التكوين لأن هذه الأخير أهم عامل للرقي بكرة القدم، دفتر الشروط وغيرها من الأمور الأخرى.
❊ هل نستطيع تدارك الوضع مستقبلا؟
❊❊ الاحتراف يجب أن يكون وفق مقاييس مضبوطة، ولكن نحن أخطانا كثيرا في دخول هذا المجال قبل التحضير له لأنه ليس عيب أن ننطلق ببعض النوادي التي تملك المؤهلات الضرورية ثم نشرع في تعميم المشروع على البقية بصفة تدريجية، ورغم ذلك إلا أنه بالإمكان التدارك من خلال العودة إلى الخلف وتطبيق هذا المنهج حتى يصبح الموضوع مفهوم لدى الجميع، لأن كرة القدم هي قيم وإحترام الغير قبل كل شيء، هذا هو سبب نجاح الكرة الجزائرية في السابق لأنه في الوقت الحالي الأمر أصبح في يد أشخاص لا تربطهم أي علاقة بالكرة، ويجب أن تعود الأمور لأبناء الميدان حتى نخرج من هذا الوضع الكارثي الذي أصبحنا نعيشه في السنوات الأخيرة.
❊ ماذا عن دور المدرّبين في تجسيد الإحتراف؟
❊❊ بالفعل المدرّب هو جزء من معادلة كرة القدم لأنه شخص مهم ولديه مسؤولية كبيرة في الرفع من المستوى، لكن المشكل المتمثل في التغييرات الكثيرة للمدربين وعدم الإستقرار في نادي واحد خلال الموسم راجع إلى عدم الإتفاق فيما بينهم، لأنهم لا يتّفقوا حول مصلحتهم العامة بسبب الأنانية بدليل أنهم فشلوا في تكوين جمعية المدربين، ولهذا يجب أن نستنجد بمختصين أكفاء حتى ننقذ الوضع مثلما سبق لي القول، ونجد الحلول اللازمة التي تعيد الأمور إلى الطريق الصحيح تحت غطاء الاحتراف الحقيقي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024