سمير بوجعران لـ «الشعب»

«الخضر» أعادوا البسمة للأنصار .. وعلينا الاعتماد على التّكوين ضمن أنديتنا

حـاوره: فؤاد بن طالب

خصّنا المدرب المعروف سمير بوجعران بحديث متميز تحدث فيه عن الناخب الوطني بلماضي الذي أعاد الروح إلى النخبة الوطنية، كما تحدث أيضا عن سنة 2018 وما أجادت به على الكرة الجزائرية خاصة والرياضة عامة. كما أعطى رأيه في مسار بطولتي القسم الأول والثاني، فيما أبدى تفاؤله من قدرة الرؤساء والتقنيين على مستوى الأندية.
الشعب: بصفتك خبير في كرة القدم، ومعرفتك للرياضة عامة ماذا استنتجت من سنة 2018؟ وما هو الشيء المميز الذي لفت انتباهك؟
•  سمير بوجعران:    سنة 2018 في أغلبيتها كانت فاتحة خير على الكرة الجزائرية، وهو عودة الخضر إلى المنافسة القارية من بابها العريض، خاصة بعدما عيّـن بلماضي على رأس الخضر في اللقاءات التصفوية الأخيرة، أعاد البسمة للأنصار، وهذا شيء مهم وإيجابي لنا جميعا أن نثمن هذا الإنجاز في انتظار مشاركة النخبة إلى النهائيات في 2019.
هل تعتقد أنّ بلماضي قادر على تحقيق المعادلة الصعبة في الكان؟
 بلماضي انطلاقته جيدة في التصفيات، وهو الآن يقوم بعمل كتقني كمحترف مع مرور الأشهر، فالفريق الوطني سيكون جاهزا خاصة وأننا لمسنا كمدربين ومحبين للخضر أن هناك تفاهم وانسجام ما بين الدرب واللاعبين وهذا مهم جدا في سماء المنتخبات.
وماذا عن بطولتي المحترف الأول والثاني في نظرك؟
 إذا عدنا إلى البطولة لسنة 2018 فسنسجل ظهور اتحاد العاصمة الذي كان قويا داخل ميدانه وخارجه، والدليل أنهى مرحلة الذهاب بفارق شاسع من النقاط ومرتبة أولى وهذا يعود إلى التحضير الجيد قبل انطلاق الموسم، والانضباط والتفاهم والتناغم ما بين الجهاز الإداري والتقني، كلها عوامل ساهمت في نتائج إيجابية خلال مرحلة الذهاب، إضافة إلى الاتحاد هناك شبيبة القبائل التي فاجأت الجميع بنتائجها الإيجابية والتي كانت غائبة في سنوات مضت.
لما تعود هذه النّتائج؟
• ـهذا يعود إلى تغيير الجهاز الإداري المسير خاصة بعد مجيء ملال، ومكتبه المتكون من اللاعبين القدامى وعلى رأسهم عيبود، فالأمور تغيرت في وقت وجيز وأصبحت الشبيبة بعبع الملاعب حلال مرحلة الذهاب ومرتبة ثانية بامتياز.
وماذا عن الفرق التي كانت في وقت ما قوية بمستواها؟
  هذه الفرق لم تجد ضالتها في مرحلة الذهاب، وهذا يعود إلى التذبذب في النتائج وقلة الاستقرار على مستوى الجهاز الفني، فوفاق سطيف، شباب قسنطينة وشباب بلوزداد كانت في وقت ليس بالبعيد قوية ويحسب لها ألف حساب، لكن الظروف والمشاكل وضعت هذه الفرق في موقع صعب خلال مرحلة الذهاب، ونتائجها كانت غير مستقرة خاصة بعد تغيير المدربين جعلها تتخبط في نفق مظلم.
وماذا عن مرحلة العودة في نظرك؟
••  مرحلة العودة ستكون صعبة للغاية، خاصة الفرق التي لها ديون ولم تتمكن من استقدام لاعبين يمكن الاعتماد عليهم، وعليه فإن الجولة الثانية ستكون نارية وقوية، والخطأ فيها غير مسموح.
وهذا الكلام ينطبق على القسم الثاني الذي يعيش نفس المصير لبعض الفرق على غرار اتحاد الحراش، القبة وآخرين مما يعني أن كل فريق يعرف ما ينتظره في مرحلة العودة، والاستعداد لها يتطلب جاهزية كبيرة مادية وبشرية.
وماذا تقول عن الفرق المتأهّلة للمنافسة القارية؟
@@ الفرق الجزائرية الأربعة نتائجها الأولية جيدة، وهي الآن في مرحلة التصفيات وأعتقد أن شبيبة الساورة والنصرية لهما الأفضلية للمرور إلى دور المجموعات يبقى اتحاد بلعباس ورغم المشاكل التي تدور في محيطه فهو أيضا قادر على الوصول إلى دور المجموعات، بشرط أن تكون الإدارة في المستوى والوقوف بجانبه، وأظن أن الأمور ستتحسن لهذا النادي الكبير.
وماذا عن ديون بعض الفرق؟
 هذه نقطة صعبة، وأظن أن القانون أعطى توضيحات حول الديون، والفرق الأكثر ضررا هي بعض الفرق العاصمية وهذا ما أثر سلبا على نتائج مرحلة الذهاب لهذه الفرق.
ما هي الحلول المناسبة لإيجاد الحل الأفضل حتى تعود الكرة الجزائرية إلى زمانها الجميل؟
•  إذا كانت سنة 2018 أعطت للكرة بعضا من الأمل، فهناك عمل كبير ينتظر الفرق المحلية وهو الإسراع في إنشاء مراكز للتكوين خاصة بالأندية، يبادر بها الرؤساء الذين ساعدتهم الدولة على التحرك لإنشاء هذه المعالم المهمة في تكوين فئة شبانية تذكرنا بنجوم الثمانينات والتسعينات.
وماذا عن المراكز التي برمجتها الفاف؟
  هذا الشيء مشجع ويجب تثمينه لأن إنشاء هذه المراكز التابعة للفاف ستساهم بقسط كبير في تكوين اللاعب المحلي المحترف، إضافة إلى تدعيم الفرق التي لها باع كبير في المشاركة القارية، والمثل موجود فمركز بارادو في كل سنة يخرج من رحمه لاعبين متميزين وهم الآن يلعبون داخل الوطن وخارجه. فما على رؤساء الأندية إلا أن يشمروا على سواعدهم، وأن يبادروا بالإنشاء قصد كسب الرهان وتكوين نخبة كروية ذا المستقبل الواعد، والحمد لله فالجزائر لها مشاتل من اللاعبين الشباب ينتظرون من يأخذ بيدهم ويبعث بهم إلى المستطيل الأخضر.
هل من إضافات؟
•  أعتقد أنّ الاتحادية تسعى مع الوزارة الوصية لإيجاد الحلول الممكنة من أجل التكوين وكيفية تجسيد عملية الاحتراف على أرض الواقع، وأظن مع مرور الوقت فالحلول ممكنة، وهذا بفضل التدعيم من طرف السلطات المحلية لتوفير مراكز وملاعب أخرى عبر ربوع الوطن.
وماذا تقول عن اللاّعب المحلي؟
 لقد تمكّن بلماضي من استدعاء بعض اللاعبين المحليين إلى إخوانهم المحترفين، وهذه مبادرة جيدة يجب تثمينها بلاعبين آخرين وهذا لا يتأتى إلا بالتكوين سواء من طرف الأندية أو من طرف الفاف، لأننا حاليا سكان الجزائر، أكثر من 40 مليون نسمة ولا نستطيع أن نخرج ولا لاعبا أو لاعبين في السنة، وهذا يعود إلى إهمال التكوين في بيت الأندية المحترفة بقسميها، ولذلك حان الوقت لنخرج من قوقعة «البريكولاج»، وندخل في مهمة العمل القاعدي الجاد ويتحمل كل واحد مسؤولياته إزاء الكرة الجزائرية، والدليل في سنوات الثمانينات والتسعينات يصعب على المدرب اختيار اللاعبين نظرا لتواجد نخبة كبيرة ذات مستوى عال، واليوم يجب أن نعالج أمر التكوين بجدية وأن يلتزم الرؤساء بإنشاء مراكز للتكوين عبر إقليم كل بلدية عبر أرجاء الوطن خدمة للكرة الجزائرية.
أنت كمدرّب في كرة القدم، لكن لك اطّلاع عن الرياضيات الأخرى؟
 حقيقة فكرة القدم هي مهنتنا لكننا نتابع كل الرياضيات، غير أن المؤسف بالنسبة لهذه الرياضيات فقدت بريقها وتراجعت نتائجها، وهذا يعود أيضا إلى قلة التكوين والمتابعة من طرف المشرفين عليها بعدما كانت ألعاب القوى، الملاكمة، الرياضات الجماعية وغيرها لها باع كبير على المستوى القاري والعربي وحتى الدولي، ولذلك يجب على كل المعنيين بهذه الرياضيات أن يراجعوا كل واحد أوراقه، وما هي الأسباب والإخفاقات المتكررة هنا وهناك لأن سنة 2018 لم تشهد هذه الرياضات إنجازات كبيرة سواء على المستوى الوطني أو القاري، ما عدا القلة القليلة من الأندية.
هل أنت متفائل بعودة الرّياضة الجزائرية إلى الواجهة؟
•نعم بطبيعة الحال، فمنتخبنا الوطني لكرة القدم هو في طور البناء ولو متأهل إلى كان 2019 لكن يجب أن يظهر بمظهر المنتخب الذي لا يقهر، وهذا الكلام ينطبق على الرياضات الأخرى، يجب أن تعود إلى مسارها الطبيعي في المحافل القارية والعربية والدولية، وهذا لا يتأتى إلا بالعمل والانضباط والاستقرار على جميع الطواقم.
كلمة أخيرة لقرّاء «الشعب»؟
• أملي كبير وثقتي أكبر في الناخب الوطني بلماضي الذي نرى فيه الناخب الوطني المناسب للخضر ونتمنى له التوفيق والنجاح، مع تمنياتي وتقديري إلى أسرة «الشعب» ونحييها بمناسبة عيدها 56، مع النجاح التام لكل الرياضات الجزائرية خلال سنة 2019 التي نتمنى أن تكون فاتحة خير على الشعب الجزائري.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024