إنجاز لم يسبق له حققه منذ «كان» 1990

المنتخب الوطني يتأهل إلى الدور ثمّن النهائي في صدارة المجموعة الثالثة

محمد فوزي بقاص

ضمن المنتخب الوطني تأهله للدورثمن النهائي من منافسة كأس أمم إفريقيا بعدما فاز على أحد أقوى المنتخبات حاليا في القارة السمراء المنتخب السينغالي بهدف دون رد في إطار الجولة الثانية من الدور الأول عن المجموعة الثالثة، محقّقا بذلك مسيرة دون خطأ لحدّ الآن وضامنا تأهله للدور المقبل في صدارة ترتيب المجموعة حتى قبل إجراء الجولة الثالثة والأخيرة التي سيواجه فيها رفقاء «عدلان قديورة» المنتخب التنزاني المقصى من الدورة بعد هزيمتين متتاليتين ضد السنغال وكينيا.

حقّق المنتخب الوطني الجزائري أفضل انطلاقة له في الطبعة الـ 32 من منافسة كأس أمم إفريقيا 2019، الجارية وقائعها بمصر، بعدما تمكّن عشية الخميس من تحقيق فوزه الثاني على التوالي في دور المجموعات جعله يتصدّر المجموعة الثالثة برصيد 6 نقاط متقدما بذلك على المرشح بقوة لنيل التاج القاري المنتخب السنغالي والمنتخب الكيني صاحبي المركز الثاني والثالث على التوالي برصيد 3 نقاط، وهو الإنجاز الذي لم يتمكّن الخضر من بلوغه منذ نهائيات أمم إفريقيا 1990 التي نظمتها وفازت بها الجزائر، وهو ما يؤكد قوة الجيل الحالي ورغبته في ذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة في نهائيات أمم إفريقيا بمصر، مسكتا الأفواه التي تحدثت عن ضعف المنتخب الكيني، أين حقّقوا مباراة مرجعية ستكون آثارها واضحة على باقي مشوار المنافسة القارية.
دخل الناخب الوطني «جمال بلماضي» غمار الجولة الثانية ضد المنتخب السينغالي بنفس التشكيلة التي أقحمها في اللقاء الأول ضد كينيا وعمل بمبدأ عدم تغيّر الفريق الذي يفوز، حيث لعب بخطة (4-2-3-1) التي يحبذها الناخب الوطني للمرة الثانية على التوالي، مع تشديد الرقابة الفردية على حامل الكرة وغلق كل المساحات، ورغم أن المنتخب فاز باللقاء، إلا أنه عانى الأمرين في الربع ساعة الأول من عمر المباراة وفي العشرين دقيقة الأخيرة من عمر المواجهة، حيث لم يدخل «بن ناصر» ورفقائه جيدا في اللقاء، أين شنّ نجم ليفربول «ماني» وزملائه العديد من الهجمات المتتالية على مرمى «مبولحي» خصوصا على الجهة اليمنى من دفاع المنتخب، ولولا فطنة محور الدفاع وقتالية «سفيان فغولي» الذي ساعد كثيرا الدفاع لافتتح أسود التيرنغا التهديف مبكرا، لكن سرعان ما استعاد الخضر زمام الأمور وراحوا يضغطون على المنافس عن طريق الهجمات المنظمة التي قداها «بن ناصر» وهيئها «بلايلي» ونسج خيوطها «محرز» لتميل الكفة للمحاربين في بقية أطوار الشوط الأول مع تضييع عدد كبير من الفرص السانحة للتهديف غالبيتها كانت لـ «بغداد بونجاح»، الذي رغم عدم تمكنه من التسجيل إلا أنه أبهر الجميع بجاهزيته البدنية، حيث تفوق في كل الصراعات والهوائيات على مدافع نابولي «كوليبالي»، الذي يعتبر من بين أفضل المدافعين في العالم في الثلاث سنوات الأخيرة.
المرحلة الثانية، دخلها الخضر بنفس التعداد ونفس النهج التكتيكي، لكن بأكثر إرادة وعزيمة على التسجيل وتحقيق الفوز، حيث تمكن المايسترو «يوسف بلايلي»، من هزّ شباك الأسود بعد عمل منسجم بين كل من «محرز» الذي قدم تمريرة في العمق ناحية «فيغولي» بدوره قام بتمريرة دقيقة نحو الخلف وجدت «بلايلي» الذي سجل الهدف الوحيد في اللقاء بقذفة صاروخية محررا زملائه والأنصار، ليسيطر بعد ذلك الخضر على أطوار المواجهة وضيعوا عددا كبيرا من الأهداف، قبل أن يستعيد السنغاليون السيطرة على الكرة في العشرين دقيقة الأخيرة من المباراة، بعد تراجع المنتخب جراء التعب الذي نال من بعض اللاعبين في صورة (بن سبعيني وعطال)، ورغم الحملات الهجومية العديدة لرفقاء «ماني» إلا أنّهم خلقوا الخطورة في فرصة وحيدة كان لها «مبولحي»، بالمرصاد، وباقي الفرص شلها «قديورة» الذي أجاب على كل الذين انتقدوه عند استدعائه لخوض غمار «الكان»، بالإضافة إلى محور الدفاع الصلب للمنتخب.

الدفاع دون خطأ للمباراة
الثانية على التوالي
رغم أن لاعبي الرواق المتمثلان في الظهيرين (بن سبعيني وعطال)، أخافا عشاق الخضر دفاعيا، إلا أن دفاع المنتخب الوطني بقي صامدا للمباراة الثانية على التوالي ولم يتلق أي هدف، ما يؤكد بأن الكوتش «بلماضي» وجد التوليفة المناسبة وثنائي المحور الملائم للخضر الذي بحثنا عنه منذ اعتزال (بوقرة وعنتر يحيا)، حيث أن (ماندي وبلعمري) أديا دورهما على أكمل وجه، بمساعدة «قديورة»، الذي قطع الأخضر واليابس على هجوم المنتخب السنغالي، وفاز بكل الصراعات الثنائية ما خلق صداعا للمدرب «أليو سيسي» الذي لم يتجرع مرارة الهزيمة خلال تصفيات أمم إفريقيا ولم ينهزم منذ نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا.

ثلاثي الهجوم سجل و»بن ناصر» رجل المباراة للمرة الثانية
بعد نهاية اللقاء الثاني للمنتخب الوطني الجزائري في نهائيات أمم إفريقيا بلغ عدد الأهداف التي سجلها هجوم الخضر 3 أهداف من 3 مهاجمين مختلفين، يتعلق الأمر بـ (بونجاح، محرز، بلايلي) وهو ما يؤكد بأن قوة المنتخب تمكن أيضا في هجومه المتجانس، خصوصا على الجهة اليسرى بين الثنائي (بونجاح وبلايلي) اللذان لعبا معا في الفئات الصغرى في نادي شباب غرب وهران، بالإضافة إلى الثنائي (بن ناصر وبلايلي)، وهو ما جعل لاعب إمبولي يختار رجلا للمباراة للمرة الثانية تواليا بعدما برز كرابط بين وسط الميدان والهجوم. و فضل الناخب الوطني الاعتماد على الاستقرار في تشكيلته خلال لقاءين متتالين بعدما أشرك لحد الآن 15 لاعبا في تعداد الخضر، حيث اعتمد على نفس اللاعبين الأساسيين في المواجهتين ضد كينيا والسنغال، وأشرك خلال أطوار المواجهة أربعة لاعبين يتعلق الأمر بكل من (براهيمي، عبيد، ديلور، فارس)، وسيكون بإمكان «بلماضي» القيام بتغيرات في مباراة الاثنين المقبل ضد المنتخب التنزاني بعدما ضمن المنتخب الوطني التأهل إلى الدور ثمن النهائي رسميا في صدارة ترتيب المجموعة الثالثة مهما كانت نتائج الجولة الأخيرة من الدور الأول بعد فوز كينيا على تنزانيا، كون القوانين تمنح الأفضلية للمواجهات المباشرة، وسيتسنى بموجب ذلك للمسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب القيام بتغيرات إلا إذا أراد إبقاء لاعبيه الأساسيين في المنافسة الرسمية، بما أن لقاء الدور ثمن النهائي يلعب يوم الثامن جويلية المقبل وهو ما سيبعد لاعبيه لمدة 10 أيام كاملة عن أجوء «الكان». ——

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024