فيما يواصل الجيش السّوري زحفه لتحرير أرياف حلب

المساعدات الانسانية تصل الفارين من جحيم الموت

نور الدين لعراجي

يواصل الجيش السوري تغلغله داخل مدينة حلب وريفها لتحريرها نهائيا من بقايا الجماعات الإرهابية والعناصر المسلحة، بتكثيف الضربات تحت الحماية الروسية، ما يسمح لأفراد المقاومة والتعبئة الشعبية من التقدم على الارض واحتلال الأحياء المحررة ثم السماح للقوات بمسحها من بقايا القنابل التي خلفها فرار العناصر المسلحة، وحسب مصادر سورية، فإنّ قوات الجيش النظامي تواصل زحفها وملاحقة الارهابيّين، خاصة مع تكثيف الضربات على مراكز قياداتها.

التقدم المتواصل والحذر من استهداف العزل مكّن أفراد التعبئة والجيش النظامي من تحرير بعض الأحياء الشرقية لمدينة حلب وإعادة الأمن والاستقرار إلى دوار الجزماتي والحلوانية وصولا إلى طريق هنانو، في المخرج الشرقي للمدينة ما يعني أنّ الضّربات فرضت منطقها سامحة للتعبئة الشعبية بمواصلة التسلل داخل الاراضي المحررة والقضاء على المسلحين مثلما حدث أول أمس بمنطقتي السد والأربعين على شمال درعا وتدمير اليات حربية كانت تستعملها افول هذه العناصر في التحرك والتنقل مثلما أشار المصدر إلى القضاء على أفراد مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم «فتح الشام».
موسكو تستمر في تقديم المساعدات
في الوقت الذي كان من المفروض على فرنسا وبريطانيا أن تدعوان إلى محاربة العناصر الارهابية المتخفية داخل بعض المناطق الشرقية بحلب، راحتا تشنّان حربا إعلامية ودعائية ضد توقيف عمليات مكافحة الارهاب في شرق حلب بدواعي انسانية عرفتها البلدة جراء التطاحن والاقتتال، ناهيك عن الوضعية الانسانية الخطيرة والمتدهورة الاكثر معاناة لأبناء الشعب السوري.
الامر ذاته عبّرت عنه إدارة الخارجية الروسية بغضب واستغراب كبيرين، خاصة وأن الحملة الفرنسية البريطانية تزامنت مع طرح جانب مهم من مشروع الشأن السوري على أروقة مجلس الامن في ما يتعلق بتقديم وإيصال  المساعدات التي اعتبرها المجلس بالطارئة جدا، وتسعى روسيا لتقديم المساعدات الإنسانية والطبية، بحكم أنها متواجدة على الأرض منذ انطلاق العملية العسكرية ضد الجماعات الارهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الارهابي وجماعة النصرة
في السياق ذاته تصدت موسكو للحملة التي تديرها بعض الاوساط الغربية بإيعاز فرنسي – بريطاني معتبرة إيّاها مجرد دعوات لحماية العناصر و»تبرير أفعال رعاياهم من الإرهابيين والمتطرفين المهزومين، بمعنى أنّهم لا يتوانون عن فعل أي شيء من أجل بلوغ مآربهم ومشاريعهم المتخفية تحت التبريرات المتواصلة، لكسب عدد اكبر من تأييد المجموعة الدولية، واصفة الأمر بأنهم  يستخدمون المدنيين كدروع بشرية، لتحطيم البنى التحتية وعرقلة الممرات التي تعبر عن طريقها القوافل الانسانية تحت حماية روسية – سورية، ما يزيد الوضع تأزّما أكثر، وبحكم تواجد مراكز الاغاثة الانسانية بالقرب من بؤر التوتر وعلى مشارف المدينة، فإنّ حماية وتأمين وصولها الى أهدافها بات مسلما به، عن طريق مركز حميميم للمصالحة، الأمر الذي تشدد بشأنه موسكو خاصة عند تعرض طاقم طبي روسي إلى إطلاق قذيفة هاون من طرف مسلحين، أدى إلى سقوط طبيبتين عسكريتين روسيتين، وبعض الممرضين، ملوحة في الشأن ذاته بأنه على فرنسا وبريطانيا ان تنددان بهذه العمليات الارهابية ليس المطالبة بتوقيف مكافحة الارهاب.
روسيا والصّين تلوحان بحق النّقض الفيتو في انتظار نتائج مشاورات جنيف
من جهة أخرى استعملت روسيا والصين حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار نفسه الذي تقدمت به فرنسا وبريطانيا، ولكن هذه المرة  ضد كل من مصر وإسبانيا ونيوزيلندا، حيث أكّد المندوب الروسي الدائم في الأمم المتحدة، بأنّ الأمر لا يتحدث عن خروج المسلّحين بقدر ما يمنحهم الحماية والتمويه ومواصلة حربهم القذرة ضد المواطن السوري، معتبرا في الصدد نفسه بأن عرض الوثيقة للتصويت يعتبر انتهاكا لقواعد عمل مجلس الامن لأنه يتطلب مدة زمنية  المقدرة بـ 24 ساعة، وما دون ذلك يعتبر مساسا بقوانين الهيئة الأممية، وعليه فإنّ انتظار المدة القانونية كفيل بجعل المصادقة على الوثيقة المقدمة تأخذ سياقها القانوني ولا تكون تحت أي تأثير مهما كان نوعه.
في السياق نفسه، فإنّ التّصويت لن يكون إلا بعد انتظار نتائج المحادثات الثنائية التي جرت في جنيف بين خبراء روسيا والولايات المتحدة الامريكية حسب الممثل الدائم الروسي، ما يعني لن يكون هناك تصويت قبل معرفة ماهية النتائج المترتبة عن المشاورات،معارضة في الشأن ذاته المطالبة أن توقيف العمليات العسكرية الروسية والسورية ضد الجماعات المسلحة والحركات الإرهابية بما فيها داعش الإرهابي وجماعة النصرة لمدة سبعة أيام، الأمر الذي تعتبره موسكو غير مقبول على أرض الواقع بحكم أنها تعي جيدا الخطر الذي يترتب عن المهلة ، ما يعني الاستمرار في التصدي للجماعات المسلحة وفي نفس الوقت تقديم المساعدات الإنسانية، التي قدمت من روسيا بحرا والمقدرة بـ 280 طن، على اعتبار أن هذه الأخيرة ستكون من نصيب الأحياء التي تمّ استعادتها وتحريرها خاصة شرق حلب أين تمّ تنصيب مستشفيات متحركة ومطابخ لتقديم الوجبات ميدانيا وإسعاف الجرحى ونقل الجثث، فيما تبقى بعض الجهات لم تصلها المساعدة بعد، بسبب وقوعها تحت سيطرة المسلّحين ما جعل الكثير منهم يفرّون نحو الجيش النظامي السوري، الذي بدأ تغلغله إلى أعماق المدينة وتحريرها أجزائها الكبرى وتنصيب وحداته على الأرض.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024