فتاوى شرعية

يتسوّلـون وهـم قادرون على العمل

@ س: أرى بعض الناس يكونون قادرين علي العمل ويتسولون فما حكم الدين؟
@@ ج: الإنسان أيا كانت شخصيته طالما انه يحترم نفسه ويعتز بإنسانيته ويحافظ علي كرامته، قال تعالى: ﴾ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا﴿
فهذا الإنسان الذي كرّمه اللّه تعالى وفضّله على كثير من مخلوقاته، كان عليه أن يلتزم بما أمره اللّه ويسعى لتعمير الأرض ليحقق خلافة اللّه في أرضه و إلا فلا يصلح أن يكون خليفة للّه. فالذي يترك عمله ويتسول هو إنسان لا كرامة له ولا يعرف معنى المروءة ولا عزة النفس، بل هو إنسان ذليل حقير مادام يستطيع العمل لكنه يذل نفسه بالسؤال لغيره، ومن أجل هذا فإن مثل هذا الإنسان يبعثه اللّه تعالى يوم القيامة وأثر المسألة في وجهه لكي يفضحه اللّه على رؤوس الخلائق لكن الجشع والطمع هو الذي يدفع أمثال هؤلاء إلى التسول.
وبناء على هذا نقول لكل من يسّر اللّه تعالى له وأنعم عليه بنعمة المال لا تعط إلا لمن يستحق وتظهر عليه علامات الحاجة. وأما ما يقال في حديث رسول اللّه ــ صلى اللّه عليه وسلم ــ ''إعط السائل ولو جاء علي فرس''، فهذا الحديث للعلماء فيه كلام وعلى فرض صحته أننا نعطي السائل مادامت هيئته تدل على حاجته، وعلى الدولة أن تحارب هذه الفئة وتوفر عملا لمن يصلح منهم وتوفر معونة لمن يستحق وعلى الإنسان مادام قادراً على العمل أن يحافظ على كرامته وأن يجد ويجتهد في العمل لينال مغفرة اللّه تعالى، فاليد العليا خير من اليد السفلى، فالعمل خير من سؤال الناس ولو كان أجره قليلا، قال رسول اللّه ــ صلى اللّه عليه وسلم ــ ''من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفوراً له''. واللّه أعلم.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024