تقرير إسرائيلي

يسخـر من فوضـى الفتـاوى في العالم الإسـلامي

ونحن نرصد الفتاوى اليهودية المثيرة للسخرية وتنافر الحاخامات حولها، حاخام يمنع استخدام الهاتف يوم السبت وآخر يحرم ارتداء الملابس وثالث يحرم البريد الاليكتروني.. قبل فترة وجيزة نشرت صحيفة هآرتس العبرية تقريراً مثيراً تحت عنوان ''إذا أردت أن تطلقني فابعث لي برسالة محمول قصيرة'' ويدور التقرير كما هو واضح حول الفتاوى الإسلامية، حيث تناول كاتبه وهو الصحفي الإسرائيلي والذي حرص في تقريره على الزعم بأن المجتمعات الإسلامية تعيش على الفتوى لدرجة أنها استغلت ظهور شبكات الاتصال المعروفة باسم المحمول من أجل الزواج والطلاق وخلافه ولأن كل المسلمين يتوجسون خيفة من ظهور أي تكنولوجيا حديثة فقد سارعوا إلى شيوخهم طلباً لفتاوى المحمول والرسائل الالكترونية.

ويقول تقرير هآرتس: إن حالة التخبط في الفتاوى بين الشيوخ المسلمين ليست بجديدة ولكنها مستمرة منذ سنوات طويلة للغاية وهي الظاهرة التي تسبَّبت في بلبلة شديدة بين المسلمين البسطاء، ورغم أن كل عالم دين يقدم أسانيد لفتواه فإن التضارب مازال مستمراً. الغريب في الأمر أن التقرير الذي يرصد تضارب الفتوى بين العلماء المسلمين نسي أو تناسي أمرين في غاية الأهمية وهي أن الإسلام يبيح الاجتهاد ولا يمنع الاختلاف في الفتوى بل إن هناك مقولة فقهية شهيرة تقول: إن اختلاف العلماء رحمة بالأمة طالما أنهم لم يمسوا ثوابت الدين.
الأمر الثاني الذي تجاهله الكاتب اليهودي الشهير هو أن المجتمع اليهودي الذي يحتل دولة فلسطين المسلمة يشهد هو أيضاً حالة من التخبط الشديد في الفتوى رغم أن اليهودية لا تبيح الاختلاف في الفتوى بأي شكل من الأشكال ولكن نظرة متأنية مع بعض الفتاوى سنجد أن حاخامات اليهود لا يختلفون فحسب بل يتناحرون أيضاً ومن آخر الفتاوى اليهودية التي تناصروا حولها فتوى حول قيام اليهودي باستئجار يهودي للعمل لديه، حيث أصدر الحاخام اليهودي هلل ليفي حاخام مدينة بني باراك فتوى حرَّم فيها قيام أي يهودي رجل أعمال ومسئول أو مواطن بسيط باستئجار مواطن فلسطيني للعمل لديه وفور صدور تلك الفتوى سارع عدد من الحاخامات اليهود إلى مباركتها ومن أبرزهم عوفديا يوسف ويوسف شالوم اليشيف وكلاهما من المرجعيات اليهودية الكبيرة ولكن على الجانب الآخر عارض بعض الحاخامات اليهود ومن أبرزهم مناحيم فردمان تلك الفتوى تماماً وأباحوا لليهودي استئجار الفلسطيني وهو ما أوقع اليهود في حيرة شديدة.
وفي حالة أخرى أفتى بعض الحاخامات اليهود ومنهم مردخاي فرومار بأن بناء المستوطنات إذا تم يوم السبت فهو حلال ولا شيء فيه والمعروف أن اليهودي لا يمارس أي عمل يوم السبت باعتبار أنه قد حرَّم اللّه عليه العمل في ذلك اليوم وفور صدور هذه الفتوى سارع الحاخام آخي جيسار إلى معارضتها بشدة، وقال إنه من الممكن الاستمرار في بناء المستوطنات يوم السبت على أن يتم استئجار عمال فلسطينيين للقيام بهذه المهمة وهكذا وقع المواطن اليهودي بين ثلاثة جبهات متصارعة جبهة تبيح بناء المستوطنات يوم السبت وجبهة تحرمها وتبيحها فقط إذا قام الفلسطينيون بالبناء وجبهة ثالثة تحرم استئجار اليهود لعمال الفلسطينيين.
الغريب أن الحاخامات اليهود اختلفوا حتى على الاتصالات الهاتفية التي تتم يوم السبت حيث أباحها البعض في حين حظرها البعض الآخر حتى ولو في حالات الطوارىء كالمرض وخلافه.
وفي فبراير ٢٠٠٩ أصدر الحاخام الأكبر لإسرائيل الراب يوناتسيجر فتوى طريفة حرَّم فيها على اليهودي أن يرتدي معاطف مصنوعة من جلود الحيوانات لأن الشعب اليهودي باعتبار أن اللّه زرع الرحمة في قلبه لا يستطيع أن يرتدي تلك الملابس دون أن يتحرك قلبه حزناً على تلك الحيوانات التي ذبحت من أجل صناعة معطف أو أكثر يرتديه الإنسان!
المثير للدهشة أن الفتوى الوحيدة التي اتفق كل حاخامات اليهود عليها هي إباحة فتح النيران اليهودية على كل من هو غير يهودي مدنياً كان أو عسكرياً رجلاً أو امرأة أو كهلاً أو طفلاً طالما أن في ذلك مصلحة سكانية لإسرائيل وتمنح الكيان العبري تفوقاً في عدد السكان.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024