مناضلات سجلن أسماءهن بأحرف من ذهب:

جوهر أكرور وباية حسين مثالان للمرأة المكافحة من أجل الجزائر

سهام.ب

تلقت فرنسا الاستعمارية ضرباتٍ قاسية من «واضعات القنابل» والثوار في «معركة الجزائر» أفقدتها توازنها، فضاعفت عددَ جنودها وشرعت بحملة قمع واسعة لسكان «القصبة» وقبضت على الآلاف منهم ووضعتهم في السجن.

بحيث مارست عليهم تعذيباً رهيباً لا يحتمل، منهم عشرات المجاهدات والمثال على اللواتي حكم عليهن بالإعدام كثيرات منهن الفقيدة المجاهدة جوهر أكرور المولودة بتاريخ 23 أفريل 1939 بالجزائر، إلتحقت بصفوف الثورة  التحريرية كفدائية في سنة 1956 وعمرها لا يتعدى 18 سنة، وأدت كل المهام المنوطة بها إلى أن ألقي عليها القبض في  عام 1957 وحكم عليها بالإعدام وعانت من التعذيب في السجن إلى غاية تحقيق الاستقلال.
غداة استرجاع السيادة الوطنية، واصلت الفقيدة رسالتها بكل وفاء وبقيت على العهد الذي قطعته لرفيقتها أن تظل مخلصة لوطنها عاملة على نموه وازدهاره في كل المهام النبيلة التي أوكلت لها، كان آخرها عضو الأمانة الوطنية بالمنظمة الوطنية للمجاهدين بصفتها مكلفة بذوي حقوق الشهيد والمجاهد. كما كانت عضوا نشطة في جمعية 11 ديسمبر التاريخية مؤكدة في كل مرة على وجوب كتابة التاريخ الوطني بأقلام النزهاء حفاظا على الذاكرة  الوطنية.
من جهتها المجاهدة باية حسين واحدة من المناضلات النشطات إبان ثورة التحرير الوطني، لعبت دورا هاما في إرعاب الإدارة  الاستعمارية مثل رفيقاتها في الجهاد، بوضع القنابل في أماكن تواجد المستوطنين. ولدت المرحومة في 20 ماي 1940 بالقصبة، إلتحقت بصفوف جبهة التحرير الوطني بالتحديد بشبكة الفدائيين وهي صغيرة السن، لم تتجاوز أنذاك 17 سنة حاملة القضية الجزائرية في وجدانها، لم تخف الموت كلها عزم على محاربة المستدمر وطرده من أرض أجدادها التي إغتصبها.
ألقي عليها القبض في 28 فيفري، وزجّ بها في سجون الاحتلال وتمت محاكمتها بطريقة صورية وبالإعدام لتكون بذلك أصغر محكوم عليه بأقصى العقوبة ولم يتجاوز سنها 17 سنة، وكان ذلك في 20 جانفي 1959، ثم أعيدت المحاكمة بعد الطعن، ليتم تخفيض العقوبة إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، مكثت في السجن إلى غاية سنة 1962 تاريخ الإعلان عن الاستقلال.
لم يتوقف نضال المجاهدة باية حسين، بعد استرجاع السيادة الوطنية بل واصلت نضالا من نوع آخر ألا وهو الدفاع عن حقوق ومصالح المرأة، بعد أن لاحظت تهميش دور المرأة للمساهمة في بناء جزائر قوية بسواعد أبنائها وبناتها دون تمييز بينهما، ساعدها في هذا النضال حصولها على مقعد نيابي في المجلس الشعبي الوطني، وظلت تدافع عن المرأة إلى أن توفيت سنة 2000.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024