الشهيــدة أم الخــير الرحماني مثال المرأة الجزائرية المكافحة

س. بوعموشة

 تعتبر الشهيدة أم الخير الرحماني نموذجا لكثير من النساء اللائي ضحين، وكن عونا لأزواجهن أبنائهن وإخوانهن، حملن أرواحهن في أيديهن من أجل الوطن، منهن من استشهدن، بحسب ما ورد في كتاب الأستاذ عبد الحميد إبراهيم قادري، الصادر عن وزارة المجاهدين هذا العام بعنوان: «الولاية السادسة التاريخية، وقائع وأحداث من المنطقة الرابعة 1956-1962».

 في هذا الصدد، يعدّد أسماء الشهيدات اللائي سقطن في ساحة الشرف، منهن إبن قدور الزهرة التي استشهدت في معركة سخونة بتقديدين، وخضرة جربيع وهنية بلعبيدي وفاطنة بلعبيدي اللائي استشهدن تحت التعذيب ومنهن فطيمة بنت علي بن جعفر، والدة الشهيد علي برابح، التي ذاقت الويلات على يد زبانية العذاب بدار بن ذياب انتقاما من ابنها علي برابح، وزوجته فاطنة بنت أحمد برابح التي ذاقت هي الأخرى العذاب المر على أيدي زبانية المكتب الثاني، وسلطانة تقيوس ووالدة حشاني نصرات التي صبّ الإستعمار غضبه عليها انتقاما من ابنها وزوجها، وزوجة عبد الله قسوم التي عاملها رجال الإستنطاق معاملة قاسية.
ولدت الشهيدة أم الخير بنت التهامي الرحماني عام 1908 بواحة البارد المنيعة من أسرة شريفة النسب، تربت تربية محافظة وعاشت عيشة الحرائر العفيفات، تزوجت بأحد أقاربها ولها ثلاثة ذكور سقطوا كلهم شهداء في ميدان الشرف، وعندما اندلعت الثورة وامتد لهيبها إلى الجنوب عام 1955 انضم إليها ابنها صالح الباردي الذي جر عائلته كلها إلى العمل في الثورة.
 أصبح بيت عمر بن سلطان مركزا يستقبل المجاهدين والمسبلين الذين يحملون بريد الثورة إلى وجهته، فكانت تطهي الطعام للزائرين، تغسل ألبستهم وتسهر الليالي في مراقبة حراسة المنزل لتأمين راحة المجاهدين النازلين ضيوفا على أهل البيت وقد اتصفت بشجاعة خارقة عزيزة النفس قوية الإيمان.
في أول فبراير 1958 بعد زيارة خاطفة لإبنها صالح بن سلطان للبيت في مهمة قادته إلى منطقة وادي ريغ وقد وصلت معلومات عن وجوده بمنطقة جامعة، وقد أخذت الإستخبارات العسكرية تتعقب أخباره، جاءها الملازم أول ريمو اليهودي قائد ثكنة تقرت ومساعده تبرو فأخرجها إلى غابة تسمى عين الطلعة وهناك أخبرها أن إبنها صالحا يوجد بمنطقة جامعة والمغير مع مجموعة من المجاهدين، وقد علمنا أنه يخبئ سلاحا هنا في البيت فنفت هذا الخبر وأنكرت أن يكون صالح موجود في الجبهة، ولا السلاح في بيتها واستمروا في استنطاقها بكل وسيلة ثم هدّدها بالموت إن لم تعترف فلم يفتك منها الإعتراف.
لما ضيّقوا عليها وشدّدوا عليها بالعذاب قالت للضابط اقتلني يا كافر يا عدو الله، ألحقني بزوجي فاغتاظ الضابط ريمو فكسر ذراعها ووضع الصليب على صدرها وأطلق عليها الرصاص فسقطت شهيدة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024