في ندوة لمركز الدراسات والبحث في الحركة الوطنية

محطة تعكس قيم التضحية والتلاحم الأخوي

أكد مشاركون في ندوة تاريخية نظمت، أمس، إحياء للذكرى 63 لأحداث ساقية سيدي يوسف على أن هذه المجزرة تعكس قيم النضال المشترك ما بين الشعبين الجزائري والتونسي وشاهد على التضامن الفعّال والتلاحم الأخوي بينهما.

اعتبر المتدخلون من مجاهدين وأساتذة مختصين في التاريخ الوطني في هذه الندوة التي نظمها المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة 1 نوفمبر 1954 بإشراف من وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، أن مجزرة ساقية سيدي يوسف هي محطة تعكس قيم التضحية والنضال المشترك حيث امتزج فيها الدم التونسي بالدم الجزائري وستظل أحداثها محطة خالدة عبر التاريخ وعنوانا للأخوة والتضامن الفعال وفرصة للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى  شراكة إستراتيجية تخدم الشعبين.
أكد الأمين العام لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أن أحداث ساقية سيدي يوسف تعد «محطة جوهرية نستحضر من خلالها فصلا من فصول الصمود والتلاحم والأخوة الصادقة بين الشعبين الشقيقين الجزائري والتونسي»، معتبرا أن المجزرة بمثابة «عملية انتقامية يائسة من الجيش الفرنسي أمام شجاعة وإقدام المجاهدين الذين أعطوا دروسا للمستدمر الفرنسي بفضل عبقرية التنظيم وحنكة التنسيق في الكفاح والتضحية».
أشار ذات المصدر إلى أن هذه الأحداث كانت «عربون النضال المشترك حيث امتزجت دماء الأبرياء من الشعبين لتساهم في تجديد المحبة والتضامن والتعاون والتآزر ووحدة الكفاح المشترك بين الشعبين» الجزائري والتونسي، مشيرا إلى أن هذه الأحداث «غيّرت كل المجريات وسمحت بتنسيق الجهود بين الشعوب المغاربية، كما أفرزت تداعيات داخلية وخارجية على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والدبلوماسية».

استلهام الدروس

في معرض تناوله لدلالات هذه الذكرى، دعا ربيقة الجيل الجديد الى «استلهام الدروس التي جسدتها الأحداث وهي التاريخ والمصير الواحد»، مبرزا أنه «من الواجب علينا الحفاظ على تاريخ النضال المشترك خاصة أمام التحديات التي يشهدها محيطنا الإقليمي الذي يملك من القدرات ما يؤهله لتحقيق مزيد من التكامل والارتقاء بعلاقة البلدين الى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة وذلك استجابة للإرادة الطيبة لقادة البلدين لكسب رهانات المرحلة لاسيما على مستويات تحقيق التنمية والازدهار والأمن والاستقرار والتصدي بكل حزم لآفة الإرهاب العابر للحدود».
من جهته، أشار السفير التونسي بالجزائر، رمضان الفايظ، أن أحداث ساقية سيدي يوسف «شاهد على محطة هامة في تاريخ البلدين حيث اختلطت دماء الشهداء من تونس والجزائر وستظل الذكرى عنوان للأخوة بين الشعبين»، معتبرا إياها «محطة جديدة تمكن قياداتنا تنسيق المواقف والتشاور من أجل وضع برامج عملية لمزيد تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين»، وموضحا أن قرية ساقية سيدي يوسف وكل الشريط الحدودي ستكون ضمن «اهتمام التطوير والتقدم لكلا قيادتي البلدين».
من جانبه، ذكر الدكتور نجيب دكالي من جامعة خميس مليانة بأن الهجوم على قرية ساقية سيدي يوسف كان بحجة ملاحقة الثوار الجزائريين حيث وعلى الساعة العاشرة صباحا من 8 فيفري 1958، قامت 25 طائرة فرنسية من نوع «كورسار وب 26 « بالهجوم المدمر على القرية ما أدى إلى استشهاد 79 شخصا بما فيهم تلاميذ مدرسة وإصابة 148 شخص بجروح.
بدوره، ذكّر الدكتور سعيد جلاوي من جامعة البويرة في مداخلته بالأبعاد الجيوسياسية للمنطقة الحدودية لساقية سيدي يوسف كقاعدة خلفية لوجيستية لجيش التحرير الوطني وكمركز لتمرير الأسلحة والذخيرة وتجمع اللاجئين وانتشار مستودعات السلاح ومراكز الإرسال إلى جانب ذلك استعرض الوضعية العسكرية ونتائج العدوان على الصعيد الدولي والإقليمي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024