من عايشوا المظاهرات لـ:»الشعب»:

البدايــة وقـوع مناوشـات عشية الـ10 ديسمــــبـر ببلكـور

فاطمة الوحش

تمثل مظاهرات 11 ديسمبر 1960، حدثا تاريخيا بارزا في مسيرة الثورة التحريرية ميزت نضال الجزائريين من أجل افتكاك الاستقلال، وعكست التلاحم بين القيادة السياسية والقاعدة الشعبية، وإن هبة الجزائريين من أجل الاستقلال هي هبة شعبية بكل أطيافه ومستوياته، وإن المظاهرات الشعبية في المدن هو امتداد لروح النضال العسكري في الجبال والأرياف. لقد رسخت هذه المظاهرات الاعتقاد في أن النضال من أجل الاستقلال هو نضال متجذّر في عقيدة الجزائريين من جهة، ومن جهة أخرى اعلنت عن بطلان وزيف الادعاءات الاستعمارية السياسية والعسكرية والاجتماعية في الحفاظ على الجزائر الفرنسية.

يقول المجاهد «عبد القادر بوروبي» المدعو «سي المختار» في شهادته حول أحداث 11 ديسمبر 1960، أنها جاءت على خلفية زيارة الجنرال ديغول للجزائر، فبعد أن وصل إلى عين تيموشنت وكان من المفروض أن يلقي خطابه في ساحة البلدية فوجئ بالرفض من قبل الفرنسيين وأطلقوا عليه جميع ألفاظ الشتائم رافضين لسياسته المنتهجة، ليتجه بعد ذلك إلى الجزائريين المتجمهرين هناك لمصافحتهم حتى تنقل الصحافة صوره وهو يصافحهم، ويُظهر أمام الأمم المتحدة والعالم أن الجزائريين قابلين لسياسته.
    ويستذكّر الحاج «خزنار بلقاسم» أحد القاطنين بالقصبة قائلا: «كان عمري آنذاك 25 سنة، وكانت البداية عشية اليوم العاشر من شهر ديسمبر 1960 وبالضبط على الساعة الرابعة مساء، حين رأينا مجموعة من المعمرين «أنصار الجزائر فرنسية» وهم يسيرون في مظاهرات على خلفية زيارة الجنرال ديغول للجزائر».
ويضيف: «قد فرضوا على الجزائريين غلق محلاتهم غير أن الجزائريين رفضوا ذلك، مما تسبب في وقوع مناوشات بشارع ليون سابقا بلوزداد حاليا، وكان أبرزها مع عمي «ارزقي أديم» الذي يملك محلا بالقرب من المركز التجاري المونوبري»، حيث حاول المتظاهرون الاعتداء عليه، لتتدخل بعدها جماعة من الشباب الجزائريين من أجل فك النزاع وتخليص العم «ارزقي أديم».
    وتابع «تمامي بوجمعة» أحد الشاهدين آنذاك كان عمره 16 سنة بقوله انه من أجل تجنب اندلاع مشادات بين المجموعتين ثم اقتيادهم إلى قائد الشرطة الكابيتان برنارد.
    ويوضح ذات المتحدث بقوله «أن مجموعة من المعمرين قاموا بإطلاق النار على الجزائريين المتجمهرين، ليدخل بعدها شارع ليون في مظاهرات على شكل عصيان حقيقي، وبدأت أعمال التخريب والحرق».
    وواصل الحاج «خزنار بلقاسم» حديثه: «على إثر هذه الاحداث، شرع الجزائريون في التعبئة بكامل الأحياء المجاورة، حيث اجتمع مناضلو جبهة التحرير الوطني مع أحد القادة وهو المجاهد النقيب «روشاي بوعلام» للإشراف على تنظيم مظاهرات كبيرة في الغد»، ويضيف أنه في تلك الأمسية عكفت النساء على خياطة الرايات الوطنية لتكون جاهزة في الغد.
    وواصل كلامه «في الغد انطلقت مظاهرات حاشدة من حي بلوزداد لتتوسّع سريعا الى كافة أحياء العاصمة القصبة، باب الواد، بئر مراد رايس، بئر خادم...، حاملين شعارات «الجزائر مسلمة» «الجزائر حرة»، وقد تفاجأ الفرنسيون بالكثافة الشعبية والتنظيم المحكم للمظاهرات، فجاء رد فعل السلطات الفرنسية قويا بقمع تلك المظاهرات، مستخدما الرصاص والرشاشات مخلفا أكثر من 600 شهيد و 100جريح، كان أكثرهم من النساء لأنهن كن في الواجهة، كما قامت الشرطة الفرنسية بالمداهمات الليلية من أجل اختطاف الجزائريين من منازلهم، و اعتقلت الاف الجزائريين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024