لقيت العمليات العسكرية “جيمال” مقاومة شديدة، وصمودا صلبا، ومواجهات بطولية من قبل المجاهدين، والمواطنين في الولاية الثالثة، وقد أكدت النتائج النهائية رغم الخسائر الكبيرة في صفوف المجاهدين والمواطنين، أن شعلة الثورة بقيت منتشرة، وأن قادة الجيش الفرنسي فشلوا في تحقيق أهدافهم، ولعلّ أول أسباب الفشل يرجع - في رأينا - للتحضيرات والاستعدادات التي قام بها قادة وأفراد جيش التحرير الوطني في المنطقة، بعد أن تعرفوا على تفاصيل محتوى خطة شال العسكرية..
صدرت الأوامر لكتائب ووحدات جيش التحرير الوطني بالتفكك، والانقسام إلى مجموعات صغيرة، وتفادي المواجهات المباشرة، والاعتماد على أساليب حرب العصابات وغيرها من التدابير التي ساعدت المجاهدين على تجنب الاصطدام بالقوات العسكرية الفرنسية المتفوقة في العدة والعتاد، وبالتالي حرمان العدو من استغلال مبدأ المفاجأة التكتيكية، والسرعة في الحسم، ما عدا في بعض الحالات القليلة جدا.
كانت نتائج عمليات جيمال مخيبة لآمال ديغول، وللقادة الميدانيين المشاركين في العمليات وعلى رأسهم الجنرال شال الذي حاول في تقاريره، وخطاباته، وبياناته الإذاعية والصحفية أن يبرر فشله في القضاء على جبهة وجيش التحرير الوطني، رغم الإمكانيات البشرية والمادية الهائلة التي سخرتها له قيادته، فلجأ إلى الحديث عن تأثير العوامل الطبيعية، وعن صعوبة تضاريس المنطقة، وسوء الأحوال الجوّية، وغيرها من الأسباب البعيدة عن الحقيقة.
التقرير العسكري لقائد القطاع الفرعي مايو (مشدالة حاليا)
بين أيدينا تقرير عسكري محفوظ في الأرشيف الفرنسي بالمصلحة التاريخية للدفاع، كان قد أعدّه قائد القطاع العسكري الفرعي مايو (مشدالة حاليا)، وأرسله إلى العقيد قائد القطاع العسكري للبويرة، وأرسل نسخا منه إلى الجنرال قائد الفرقة 27 جبلية، وإلى الجنرال مفتش سلاح المدفعية على مستوى الناحية العسكرية العاشرة بالجزائر، بتاريخ 06 أفريل 1960، بعد نهاية عمليات “جيمال” مباشرة في الولاية الثالثة، يشرح فيه - بما لا يدع مجالا للشك - فشل هذه العمليات، وعدم تحقيق النتائج المرجوة منها على مستوى القطاع الفرعي الذي يشرف عليه.
ويؤكد أن الوضعية لم تتغير كثيرا بعد نهاية العمليات، ويعترف بأن عناصر جبهة وجيش التحرير الوطني لا تزال تنشط بالمنطقة، رغم ما لحق بهم من خسائر، وأن السكان بمختلف فئاتهم يقدمون الدعم والإسناد للمجاهدين، رغم ما تعرضوا له من أعمال قتل، وقمع وتشريد، وجمع في المحتشدات ومراكز التجميع وغيرها من التفاصيل التي يمكن متابعتها من خلال نص الترجمة الكاملة لمحتوى التقرير العسكري، كما ترجمنا أيضا الملاحظات والتعليقات التي كتبها العقيد قائد القطاع العسكري للبويرة بخط يده على هوامش الصفحات وقد وضعناها بين قوسين، مع كتابة جملة ( تعليق العقيد).
الترجمة الكاملة للتقرير العسكري
الناحية العسكرية 10 المنطقة الشرقية للجزائر وسط.
الفرقة 27 للمشاة الجبلية.
06 أفريل1960
من الرائد سوردو إلى القائد بالنيابة للكتيبة الأولى من الفوج 50 للمدفعية، وقائد القطاع الفرعي مايو
إلى السيد العقيد قائد القطاع العسكري البويرة
الموضوع: وضعية القطاع الفرعي مايو بعد نهاية عملية جيمال
يشرفني أن ألفت انتباهكم حول الوضعية الخاصة للقطاع الفرعي مايو بعد نهاية عملية جيمال.
يجدر بنا التذكير ببعض المعطيات المتعلقة بالمشكل المطروح.
^ 1- جغرافية المكان: يتميز القطاع الفرعي بأن الجزء الأكبر من تضاريسه الأرضية يتعدى ارتفاعها 1000 متر. وهي منطقة وعرة شديدة الانحدار، يصعب الوصول إليها مما جعلها ملجأ دائما يتحصن فيه الثوار.. رغم العمليات العسكرية العديدة التي استهدفت المنطقة، إلا أنها لم تنجح في القضاء التام على العدو الذي يختبئ فيها.
^ 2 – السكان: يبلغ سكان المنطقة حوالي 25 ألف من القبائل، أغلبية السكان تجندوا في الثورة، أو من المؤيدين لها، والمتعاطفين مع الثوار.. هؤلاء السكان موزعين بين غابات الزيتون في السهول، أو منتشرين في منازل داخل قرى صغيرة بالجبال.
في الجهة الشرقية من القطاع الفرعي توجد عدة قرى كبيرة العدد نسبيا، لكنها تمثل الأقلية، يمكن مراقبتها بسهولة.. على العكس من ذلك، في الجهة الغربية، حيث ينتشر السكان في منازل منعزلة، وبعيدة عن بعضها البعض.
^ 3 - العدو
قبل عملية جيمال:
أعداد المسبلين: 156
أعداد المجاهدين: 180 موزعين كما يلي:
1 - القسم 2 الناحية 3 المنطقة 2 - 55 فردا.
ب - الكتيبة 3 المنطقة 2 - 105 أفراد.
ج - عيادة الصحة : 20 فردا.
المجموع 336 فرد.
بعد عملية جيمال:
أعداد المسبلين: 68 فرد.
أعداد المجاهدين: 51 موزعين على النحو التالي:
أ - القسم 2 الناحية 3 المنطقة 2 - 31 فردا.
ب - الكتيبة 3 المنطقة 212 منهم 11 حولوا إلى القسم 2 الناحية 3 المنطقة 2
ج - عيادة الصحة: 10 أفراد.
المجموع = 119
رغم أن قدرات الثوار قد ضعفت بنسبة 3/2 يجب الأخذ بعين الاعتبار إنشاء موقع جديد في القطاع المركز، قيادة الناحية، مع يتبعه من صناديق البريد مراكز اتصال.
^ 4 - القوات الفرنسية
نقصت قوات الأمن، فأصبحت كالتالي:
^ مجموعة مدفعية ناقصة العدد.
التعداد النظري: 682 بدلا من 810 أفراد.
التعداد الحقيقي (الموجود) 649 منهم 36 منتدبين.
التعداد الجاهز 613 ناقص 40 في المتوسط بين المرضى والمستفيدين من الإجازات.
مجموعة متنقلة للأمن تتشكل من 83 فردا.
^ مجموعة من الحركى عددهم 65 فردا.
هذا التعداد، كان يحتل قبل عملية جيمال 17 مركزا أما حاليا فهو يحتل 20 مركزا، زيادة على ذلك فإن بطارية المدفعية يجب أن تكون في حالة جاهزية عملياتية مستمرة، مما لا يسمح لجزء من تعداد أفرادها المشاركة في عمليات التهدئة.
(تعليق العقيد في الهامش: 761 مقابل 119 مع علامة تعجب)
^ 5- علاقة قوات الأمن مع المواطنين
نعيش في وسط معادٍ، يقدر تعداد قوات الأمن بالنسبة إلى السكان بواحد مقابل 35 قبائلي.
إذا كانت هذه النسبة محترمة على مستوى كل القطر، فإن عدد قوات الأمن تقدر بحوالي 250 ألف فرد.
(تعليق العقيد العداوة نفسها في كل القبائل).
مقارنة ببعض المدن والنواحي التي تقدمت فيها عمليات التهدئة، فإن نسبة عدد قوات الأمن إلى عدد السكان المسلمين تعتبر ضعيفة (حوالي 02 في المائة بقطاع مايو) هذه النقطة تعتبر واحدة من أصعب المشاكل.
(تعليق العقيد هذا المشكل هو الرقم واحد لكل المنطقة الشرقية الوسطى).
^ 6 - مؤهلات العدو
بعد الخسائر التي وقعت في صفوفهم بسبب عملية جيمال والمشاكل الداخلية التي حدثت بينهم، قامت جبهة وجيش التحرير الوطني بإعادة تنظيم وترتيب الولاية الثالثة. تنص التعليمات الصادرة على الشروع في الحين بإعادة تشكيل المنظمة السياسية والإدارية الخلايا الشعبية، مجالس القسمات في القرى، كما حررت رسائل تهديد، موجهة إلى المسؤولين المتعاونين مع قوات الأمن الفرنسية.
وللتأثير على السكان، عادت عمليات الاختطاف والقتل: 04 عمليات اختطاف 01 عملية قتل حتى الآن.
استأنف كومندوس الثوار الذي حولته قيادة الولاية إلى القسمة نشاطاته الجديدة، وقد جهز مدفع رشاش للعمل، ويعتبر هذا الكومندوس وسيلة ضغط وتأثير فعالة على المواطنين.
(تعليق العقيد: الكومندوس حول إلى الناحية 2 من المنطقة 3)
^ 7 - تصرفات المواطنين
مقبولة بالنسبة للمواطنين المقيمين في القرى المتواجدة في المحتشدات التي يحيط بها السياج الشائك. والواقعة تحت مراقبة قوات الأمن في الناحية الشرقية والجنوبية من القطاع.
لا يطلب المواطنون إلا أن يعيشوا في سلام، ويبلغون من حين إلى آخر عن الاتصالات مع الثوار، أو التهديدات التي وجهت لهم. أما بالنسبة للمواطنين المقيمين في القرى البعيدة عن مراقبة قوات الأمن، فهم يعيشون في الخوف والريبة من عمليات القتل الاختطاف أو التجنيد بالقوة في صفوف الثوار.
(تعليق العقيد: جمعهم أو حشدهم)
يحاول السكان الذكور الهروب من قبضة الثوار بطلب التصريح للذهاب إلى الجزائر العاصمة، على أمل العثور على عمل، والعيش في سكينة واطمئنان، غير أنه يلاحظ أن عائلات الثوار لا تزال تقدم دعما هاما من الجانب المعنوي والمادي.
في الخلاصة، يمكننا القول إن عمليات جيمال لم تنجح في تصحيح الوضعية بصفة كاملة وتنقية القطاع الفرعي مايو، وأن الثوار يسعون إلى إعادة تنظيم صفوفهم بجميع الوسائل.
يتوفر للثوار تضاريس أرض مواتية، كما يستفيدون من المساعدة الدائمة من قبل أكثرية المواطنين.
إن التعداد الضعيف لقوات الأمن مقارنة بعدد المراكز التي يجب حمايتها، بالإضافة إلى الأعمال الأخرى مثل: توفير المرافقة الحماية المسلحة للقطارات البريد والمواصلات الكهرباء والمياه مما يُقلل من حماية المراكز العسكرية.
بعد رحيل وحدات الاحتياط العام التي شاركت في عمليات جيمال، وجدنا أنفسنا مضطرين إلى تحويل فصيلة الاحتياط التابعة للقطاع الفرعي مايو، لتدعيم المراكز التي تعاني نقصا في التعداد، مما يجعل القطاع الفرعي لا يتوفر على أي وحدة احتياطية عملياتية.
النشاطات الحالية التي نقوم بها عبارة عن نصب للكمائن في الليل، وفي النهار بالقرب من المراكز العسكرية وهذه النشاطات غير كافية، ولا يمكنها أن تقف حائلا دون تواصل عمليات نقل الإمدادات، وجمع الأموال والاختطاف، والقتل التي يقوم بها الثوار، وبالأحرى فهي لا تسمح بأن نقوم بمهاجمة قوات الثوار في ملاجئهم والقضاء عليهم، لا في الليل ولا في النهار. (تعليق العقيد: لماذا؟)
تزداد الصعوبات بسبب العدد المعتبر من المواطنين الذي لا يمكن مراقبتهم أو حمايتهم بصفة فعالة. لقد أظهرت التجربة المكتسبة في القطاع الفرعي أن جمع المواطنين في القرى وإحاطتهم بالسياج الشائك، ومراقبة السكان عن طريق مركز عسكري يساهم في الأمن الداخلي، ويساعدنا على الخروج ونصب الكمائن، وهي من الشروط الضرورية لإبعاد المواطنين عن الثوار وقطع الاتصالات بينهم.
إن نقل المواطنين إلى المحتشد صعب التحقيق في القطاع الفرعي، حيث يتطلب تحويل أكثر من 10 آلاف شخص، مما يستلزم إنشاء مراكز عسكرية جديدة لمراقبة هؤلاء المواطنين بطريقة تجنبنا زيادة التجمعات غير الضرورية مثل نموذج “رافور”.
(تعليق العقيد: إن مبدأ جمع المواطنين الهدف الأساسي منه بالضبط هو التقليل من عدد المراكز العسكرية).
وهو ما يستدعي توفير الوسائل المادية والمبالغ المالية الضرورية لإنجاز هذه التجمعات، وكذلك وجود أعداد إضافية من العساكر، وهو النقص الذي تعاني منه بالفعل، غير أنه يبدو أنه من المستعجل إيجاد حلول لقرى بهاليل ( ايغيل او شكريد - ايغيل اومسد - ملال -ضجيرياه) وسكان القرى التي يتم جمعهم في الصهاريج.
فيما يتعلق بالحالة الأخيرة، فإن التأخر المسجل في جمع السكان بمحتشد نهائي مبني بالحجارة الصلبة، لا يسمح بعملية جمع المواطنين قبل سنة كاملة، أو 18 شهرا.
إن هذا التأخر يجعل من الصعوبة بمكان ترك المواطنين في حالتهم الحالية، لذلك فإنه من المستحسن جمعهم في محتشد مؤقت قبل حلول فصل الشتاء، رغم المشاكل والأضرار التي يتسبب فيها هذا الحل.
فيما يتعلق بالانسحاب الذي أمر به قائد القطاع العسكري من قرى اليهاليل وبني حمدان، وتاقربوست، فإن من إيجابياته أنه يجنبنا إنشاء مركز عسكري إضافي، أما عن سلبياته، فإنه يمنح الثوار استغلال جزء كبير من التضاريس التي تصبح تحت سيطرتهم، مما يسهل لهم التنقل بين سهل تازمالت، ومعاقله في الجبال.
إن جمع المواطنين في إغيل عازم، أو ضجيرياه على سبيل المثال، مع إنشاء مركز عسكري يبدو في رأينا أحد أحسن الحلول
في الختام، فإنني أرى ما يلي:
إن الحرب ضد المنظمة السياسية والإدارية للثورة لم تنته، ويجب أن تكثف منها، مما يدعو إلى تعزيز الكتيبة الأولى من الفوج 50 أو انسحابها نحو الشمال في الساحل، وأن تتكفل وحدة عسكرية أخرى بمهمتها في الجنوب.
(تعليق العقيد: لا تعول على تحقيق ذلك)
إن الوسائل المتوفرة لدى القطاع الفرعي مايو، لا يمكنها محاربة قوات الثوار المنظمين، لذلك فمن الضروري تشكيل كومندوس مطاردة دائم، يعتبر الوسيلة الوحيدة لخلق جو من عدم الأمن في أماكن ومواقع الثوار التي يلجأون إليها، ولم لا القضاء عليهم.
( تعليق العقيد هذا رأيك الشخصي، أتركه عندك)
في حالة ما إذا لم تتخذ إجراءات في هذا الاتجاه، فلا تتعجبوا إذا توقفت عملية التهدئة بعد أن خطت خطوات كبيرة خلال عمليات جيمال، وتوقعوا تدهور الوضعية بسرعة، مما يتسبب في أن نسبة من العناصر الذين لديهم إرادة في فقدان الثقة بقوات الأمن، مما يبرر تماما دعاية المتمردين.
( تعليق العقيد: لقد تم طردهم
من طرف وحدات الاحتياط العام)
المرسل إليهم:
الجنرال قائد المنطقة الشرقية للجزائر وسط، وقائد الفرقة 27 للمشاة الجبلية، قيادة الأركان.
الجنرال قائد المدفعية في المنطقة الشرقية للجزائر وسط، ومدفعية الفرقة 27 للمشاة الجبلية.
الجنرال مفتش المدفعية بالناحية العسكرية 10.
^ ختامــــــــــــا..
في ختام هذه الدراسة، نتعرض لأهم النتائج التي توصلنا إليها، وتؤكد صحتها الوثائق الأرشيفية والشهادات والكتابات التي أطلعنا عليها في مختلف المصادر والمراجع
مباشرة بعد عودة الجنرال ديغول إلى هرم السلطة في فرنسا، سعى بكل ما يملك من خبرة وتجربة سياسية وعسكرية إلى القضاء على الثورة التحريرية في الجزائر، وعمل جاهدا على إبقاء الجزائر فرنسية، ومحو كل الخسائر السياسية والديبلوماسية والعسكرية التي تسببت فيها حكومات الجمهورية الرابعة، وقد راهن على الحل العسكري الذي وعده به الجنرال شال قائد القوات الفرنسية في الجزائر من خلال تنفيذ الخطة العسكرية التي اقترحها عليه، وحملت اسمه.
تعتبر عمليات جيمال في الولاية الثالثة من أكبر العمليات العسكرية ضمن خطة الجنرال شال التي واجهت الثورة منذ انطلاقتها، حيث سخرت لها قدرات بشرية بلغت أكثر من ستين ألف عسكري مدججين بمختلف الأسلحة الحديثة، ومدعمين بالطائرات والمدفعية والدبابات، وقد ألحقت هذه العمليات خسائر كبيرة في صفوف جيش التحرير الوطني، وتسبب في الكثير من الأضرار للمواطنين المدنيين الأبرياء الذين تعرضوا إلى القتل والقمع والتعذيب والتشريد الجماعي، وعانوا من الجوع والعطش، ومظاهر البؤس في المحتشدات ومراكز التجميع.
نجحت استراتيجية جيش التحرير الوطني بالولاية الثالثة في مواجهة العمليات العسكرية لخطة شال بفضل التخطيط الجيد لقادة المجاهدين، وتنفيذ تكتيكات مبتكرة تعتمد على أساليب حرب العصابات الثورية وزادها زخما ونجاحا الشجاعة البطولية، والصمود المثالي للمجاهدين، مما تسبب في إرهاق أفراد الجيش الفرنسي وفشلهم في تحقيق الأهداف الأساسية من العمليات المتمثلة خاصة في القضاء على جبهة وجيش التحرير الوطني وكسب السكان، وإقناعهم بالأطروحات الفرنسية.
أكد التقرير العسكري المحفوظ في الأرشيف الفرنسي الذي حرره قائد القطاع الفرعي لمايو (مشدالة) على فشل عمليات “جيمال” في تحقيق التهدئة، وعودة الأمن والطمأنينة إلى المنطقة، أو القضاء على نشاطات جيش التحرير الوطني، وهذا الذي ذكره الضابط الفرنسي لم يكن يقتصر على القطاع الفرعي لمايو (مشدالة) فقط، بل كان يشمل كل مناطق الولاية الثالثة، حيث جددت قيادة جيش التحرير الوطني قدرا هاما من قدرات المجاهدين القتالية، واستعادت المبادرة في تنفيذ النشاطات العسكرية والفدائية بروح معنوية عالية تؤكدها صور الكفاح اليومي، واللحمة الوطنية بين الشعب وجيشه.
الحلقة الثانية