ذاقت الأمرّين من الاستعمار الغاشم

النّـا ويزة..جمــرات الأسـى تطفئها أنـوار الحريّة

نيليا . م

 ذكريات أليمة ما تزال في جعبة الثكالى اللواتي ما يزلن لحد اليوم يبكين أعزاء استشهدوا من أجل الحرية، الدموع تسبق النطق بأي كلمات أو عبارات للتخفيف عن حجم الألم الذين ما يزال يعصر القلوب، ولكن العزاء اليوم، العيش في كنف الاستقلال وتنسم أريج الحرية، على حد قول النّا ويزة، أرملة الشهيد محمد ساهل.

 النّا ويزة من النساء اللائي ترمّلن في عمر الزهور، حيث استشهد زوجها وعمرها لا يتجاوز 27 سنة تاركا لها فلذات كبده الصغار، لتحمل عنه المشعل وتواصل النضال والكفاح، أين كانت من بين النسوة المبحوث عنهن من طرف المستعمر الغاشم، وقد تعرضت لمختلف أنواع التعذيب من الصعق بالكهرباء وتشريبها الماء، إلى جانب تقييد رجليها ويديها بقطع من قماش فستانها، وهذا من أجل الاستنطاق والاعتراف تحت طائلة التعذيب الذي كان لا يحتمل.
النّا ويزة عرجت في حديثها مع “الشعب” إلى صور الخوف والشعور بعدم الأمان داخل جدران المنازل التي تتعرض للقصف والتدمير بالقنابل، لتجد نفسها في رحلة البحث عن سقف يأويها مع أطفالها الصغار بعد تدمير منزلها الذي تعرض للقصف، لتزيد معاناتها وهي تحاول حماية نفسها وأطفالها من الموت المحقق، خاصة وأنها كانت مستهدفة من طرف المستعمر الغاشم، لتغادر الديار وتحتمي في قرية أخرى هربا من الظلم والتعذيب، وأصوات الرصاص والقنابل التي كان تدوي على مسامعهم.
محدّثتنا التي ما تزال تعانق العلم الوطني وتحمله بين أحضانها، صرّحت وهي تلامسه أنه إبان ثورة التحرير، كن يخبئن العلم الوطني خوفا من المستعمر الذي كان يريد التخلص من كل ما يتعلق بالجزائر، لدرجة كان يزعجه ويثير غضبه مشهد العلم الوطني يرفرف في الأعالي، مضيفة أن التضحيات التي قدمها الشهداء والمجاهدون الذين واصلوا المسيرة، لم تضع هباء حيث ولد الاستقلال من رحم المعاناة بعد مخاض عسير، ليشع معه نور الجزائر الجديدة التي تعبق منها رائحة الحرية والاستقلال والإنجازات الكبرى.

جزائر الاستقلال..عيش في كنف الأمان

 النّا ويزة في العقد الثامن من عمرها، وبعد 63 سنة من استقلال الجزائر، ما تزال ذاكرتها تحتفظ بكثير من الأحداث التاريخية، وبكل ما عايشته إبان ثورة التحرير، وكيف تحملت المعاناة تحت وطأة التعذيب، لكن الفرح يطفو على ملامحها. اليوم، وفي الذكرى 63 للاستقلال، ولسان حالها يقول: اليوم أشعر بالأمان ولا أخشى قصف منزلي أو الموت تحت الأنقاض، اليوم، أعيش في بلادي الحرّة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025