وثّقها مرتكبوها من الجنرالات والضباط.. ولا تسقط بالتقادم

جرائم ضدّ الإنسانية وحربُ إبادة.. عَارُ فرنـسا في الجـزائر

أ. فوزي مصمودي باحث في التاريخ مدير المجاهدين لولاية الوادي

ارتبط الاحتلال الفرنسي بالجزائر طيلة 132 سنة بسلسلة من الأعمال الإجرامية ضدّ الإنسانية، والمذابح المروّعة والإبادة الشاملة والقتل الجماعي، كما اقترن وجوده بسياسة الأرض المحروقة والقضاء على قبائل عن بكرة أبيها ومحوِ قرى من الخريطة! جرائم دولة اعتمدها الجيش الفرنسي وأقرّتها سلطاته الرسمية المتعاقبة.. وقد خلّفت ملايين الشهداء من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال وترويع الآمنين.. ولم تسلم منها الحيوانات ولا البيئة! وستبقى عارا في تاريخ فرنسا الغارق في الهمجية، وقد شَرَّح ذلك الكاتب والروائي العالمي الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر في كتابه (عَارُنَا في الجزائر)، وهذا من باب “وشَهِدَ شاهدٌ من أهلها”!



وقد بدأت هذه الأعمال الإرهابية مباشرة منذ الغزو الأول في جوان 1830، واستمرت إلى غاية دحر الاحتلال عن أرضنا في 05 جويلية 1962. ولم ترتبط فقط بالجنرال السفاح بيجو؛ لأنّ “الاحتلال كان مرادفا للإبادة”، كما وصفه المؤرخ الفرنسي أوليفيه لوكور غراند ميزون الذي أكّد في تصريح له خلال شهر أكتوبر 2020 بأنّ “فرنسا شنّت خلال فترة استعمارها للجزائر 1830ــ1962 حربا شاملة تميّزت بارتكاب مجازر وجرائم ضدّ الإنسانية، أفضت إلى إبادة مئات الآلاف من السكان الأصليين، وأضاف أنّه ما بين 1830 و1872 تمّت إبادة 875 ألف جزائري. كما كان بوديشون “يعتقد منذ سنة 1846 بأنّ إبادة الجزائريين أمر ضروري وإيجابي لتطوّر البشرية”.

جـنرالات وضـبّاط فرنسا يـوثـّقون جرائـمـهم..

وقد وثّق جنرالات وضباط الجيش الفرنسي هذه المذابح الشنيعة وأعمال الإبادة الجماعية التي اقترفوها، في مذكّراتهم وشهاداتهم الحية وكتبهم وتقاريرهم العسكرية ورسائلهم إلى زوجاتهم وذويهم وأصدقائهم، ولم تكن هذه الاعترافات - وهي أدلّة إدانة - من اختراع الجزائريين، بل دبّجها بكلّ صَلَف وعنجهية واستعلاء هؤلاء الضبّاط المجرمون وشُذّاذ الآفاق.
وفي ذاكرة الجزائريين عديد المجازر التي ارتكبها الجيش الفرنسي، منها مجزرة مسجد كتشاوة 1832 بالعاصمة التي ذهب ضحيتها (4 آلاف مُصَلٍّ)، اعتصموا بداخله احتجاجا على تحويله إلى كنيسة من قبل السّفاح الدوق دو روفيغو، بعد إخراجه جميع المصاحف والمخطوطات وإحراقها في ساحة الماعز المجاورة للمسجد، والتي أضحت بعد الاستقلال تحمل اسم ساحة الشهداء.
ومذبحة قبيلة العوفية القاطنة وراء وادي الحراش التي ارتكبها الجيش الفرنسي بقيادة السفاح العقيد ماكسيميليان شوينبيرغ ليلا في أفريل 1832، تنفيذا لأوامر الدوق دو روفيغو، وذهب ضحيتها (12 ألف شهيد)، وتوقيف شيخها ومحاكمته محاكمة صورية ثم إعدامه!
وكان من هؤلاء السفّاحين الجنرال بيجو الذي أقرّ سياسة الأرض المحروقة والحرب الشاملة منذ تعيينه حاكما على الجزائر في 29 ديسمبر 1840 إلى غاية 29 جوان 1847، والسفاح الجنرال هيربيون الذي أباد سكان الزعاطشة ببسكرة، وأزالها من الوجود في 26 نوفمبر 1849، ولم يكتف بذلك، بل قام بقطع رؤوس كلّ من: الشيخ بوزيان وابنه الحسن ذي الـ 15 عاما، والشيخ موسى الدرقاوي الأغواطي، لتنقل إلى باريس ولتحنّط بمتحف الإنسان، إلى غاية 5 جويلية 2020، حيث تم استرجاعها بمناسبة عيد الاستقلال وإعادة دفنها بمقبرة العالية بالعاصمة بإشراف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبّون، وكان مجموع الجماجم الطاهرة المسترجعة (24 جمجمة)، في انتظار استرجاع بقية الجماجم، وقد وثّق هيربيون جريمته في كتاب خاص، دون إغفالنا عن العقيد الجلاّد سانت أرنو الذي ارتكب سلسلة من المذابح وثّقها في عشرات الرسائل، ونتيجة لأعماله الإجرامية، فقد تم تكريمه من قبل السلطة الفرنسية بتعيينه وزيرا للحربية في 1851 خلال فترة حكم نابليون الثالث، لتتم ترقيته بعد ذلك إلى رتبة ماريشال، والذي اشترك رفقة المجرم العقيد بيليسي في جوان 1845 مع أربعة آلاف مقاتل في محرقة قبيلة أولاد رياح بالظهرة بولاية مستغانم المتحالفة مع المقاوم بومعزة، حيث أشعلوا النار عند مداخل كهوف الفراشيح، وفي ذلك يقول هذا السفاح: “أحكمتُ غلق المغارة بحيث حوّلتُها إلى مقبرة جماعية واسعة أتى ترابها على جثث أولئك المتطرفين، ولم يُسمح لأيّ كان بالدخول إلى تلك الدهاليز ولا يوجد غيري من يعرف أنّ المقبرة ضمّت جدرانها خمسمائة قاطع طريق مُنعوا نهائيا من ذبح الفرنسيين”. وقد قامت الكنيسة الفرنسية بتكريمه بإطلاق لقب (القدّيس) عليه، ولكنّه هلك جرّاء مرض الكوليرا.
وقبل ذلك، روى وقائع مذبحة وقعت بإشرافه في 17 أفريل 1842 بنواحي بني مناصر، بقوله: “بلاد بني مناصر رائعة، لقد أحرقنا كلّ شيء، ودمّرنا كلّ شيء.. آه من الحرب، كم من نساء وأطفال هربوا منا إلى ثلوج الأطلس ماتوا بالبرد والجوع، وإنّنا ندمّر، نحرق، ننهب، نخرّب البيوت، ونحرق الشجر المثمر، أنا على رأس جيشي أحرق الدواوير والأكواخ ونُفرغ المطامير من الحبوب، ونرسلها إلى مراكزنا في مليانة”.
واعترف هذا السّفاح أنّه أباد (200 قرية) عن آخرها، كما مَحَا رفيق دربه في الإجرام الجنرال السفاح لاموريسيير (25 قرية) في حملة عسكرية واحدة!
أما كافينياك الذي أشرف على جريمة إبادة قبيلة بني صبيح بنواحي الشلف سنة 1844، فكتب مفتخرا:«قام الجنود بجمع كميات كبيرة من الحطب، فأضرموا النار عند مدخل المغارة التي لجأ إليها أعضاء قبيلة بني صبيح، حاملة معها كلّ أمتعتها وماشيتها وأخذتُ جميع الاحتياطات حتى لا يتمكن أيٌّ كان من الخروج حيّا”.
وغير بعيد عنهم، السفّاح النقيب لافاي الذي أرّخ في شهادة له لمجزرة وقعت بنواحي بني سنوس بتلمسان في 23 ديسمبر 1848، حيث يقول: “لقد أحرقنا قرى لقبيلة بني سنوس، لم يتراجع جنودنا أمام قتل العجائز والنساء والأطفال، إنّ أكثر الأعمال وحشية هو أنّ النساء يُقتلن بعد أن يُغتصبن، وكان هؤلاء العرب لا يملكون شيئا يدافعون به عن أنفسهم”.
أما العقيد بَانْ، فيتحدّث بكلّ صفاقة عن إبادة ثلثي سكان مدينة الأغواط، باستعمال الأسلحة الكيمياوية لأول مرة في 04 ديسمبر 1852، في جريمة بشعة، بقوله: “كانت مذبحة شنيعة بالفعل، كانت المساكن والخيام التي في ساحة المدينة والشوارع والأزقة والميادين كلّها تمتلئ بالجثث. إنّ الإحصائيات التي أحصيناها بعد الاستيلاء على المدينة، ووفق المعلومات التي استقيناها من مصادر موثوقة، أكّدت أنّ عدد القتلى من النساء والأطفال قد بلغ 2300 قتيل، أما عدد الجرحى فلا يكاد يُذكر لسبب بسيط هو أنّ جنودنا كانوا يهجمون على المنازل ويقتلون كلّ من عثروا عليه في طريقهم بلا شفقة”، رغم أنّ عدد الضحايا فاق الـ2500 شهيد.
أما الكونت ديريسون، فيذكر في كتابه (مطاردة الإنسان)، وهو يتحدّث عن غزو واحتلال الجزائر في 1830: “إنّنا في الحقيقة قد أتينا ببرميل مملوءة آذانا غنمناها أزواجا من الأسرى”، ويضيف هذا السفاح “اقترفنا جرائم يذوب لوحشيتها الصخر، وكثيرا ما أصدرنا أحكاما بالإعدام وقمنا بتنفيذ ذلك بالرصاص”.. وغيرهم من المجرمين والسفاحين الفرنسيين.

دو منتانياك أنموذج لمجرم فرنسي بامتيـاز

واحدٌ من السفاحين الفرنسيين.. لوسيان فرانسوا دومنتانياك الذي جُبِل على قطع الرؤوس والتفنّن في قتل الأطفال والنساء، وتطبيق سياسة الحرق ونشر الرعب والخوف ورائحة الموت بين الجزائريين، لاسيما في المناطق والمدن التي عمل بها، على غرار: البليدة والجزائر ومعسكر وسكيكدة وتلمسان.. وغيرها.
ولم يكتف هذا السفاح بارتكاب جرائمه، بل عمد إلى توثيقها في كثير من التقارير العسكرية والرسائل التي قام بإرسالها إلى بعض أصدقائه وأقربائه، والتي قام ابن أخيه E de Montagnac بجمعها وإصدارها بعد ذلك في كتاب اختار له عنوان (رسائل جندي تسع سنوات من الحملات في إفريقيا). وقد تخرّج هذا السفاح من المدرسة العسكرية الفرنسية سنة 1821، وتمّت ترقيته إلى رتبة نقيب خلال جانفي 1836، وهي السنة التي أُرسل فيها إلى الجزائر بعد ست سنوات على احتلالها، وقد بقي بها يقترف هوايته بإقامة مذابح وترويع الأبرياء.
وكاعتراف بأعماله الفظيعة وتهنئته على أفعاله السادية، فقد قامت الدولة الفرنسية بترقيته في 10 مارس 1845 إلى رتبة مقدم، لكنه لم يستمتع بهذه الرتبة العسكرية إلا أشهرًا معدودات، حيث باغته أحد مجاهدي الأمير عبد القادر فأرداه قتيلا في 26 سبتمبر 1845.

رسائل دو منتـانياك تـقطر دَمًا وتـنْبـُضُ إجرامـا

أولى الرسائل التي أرسل بها من الجزائر إلى عمه برنارد دومنتنياك كانت بتاريخ 11 مارس 1837، اعترف له فيها بأنّ الجيش الفرنسي ما هو إلا “مجموعة من الصعاليك الناهبين والمجرمين والمستعدّين لأيّ عمل..وإنّنا نحذّر منهم أكثر من البدو”، ونفس الجنرال الجلاّد كتب من مدينة معسكر بتاريخ 02 فيفري 1842 رسالة، أبرز من خلالها الأساليب التي بموجبها يتم إبادة القبائل الجزائرية، التي لم يسلم منها الرجال والنساء والأطفال وحتى الحيوانات بقوله: “بمجرد أن نعرف موقع القبيلة، ننطلق في كلّ الاتجاهات حتى نصل إلى الخيام، فيستيقظ سكانها على وقع الخيل والأجناد، وفي فوضى كبيرة يحدث الخلط بين القطعان والنساء والأطفال، كلّ يجري هاربا إلى جهة معينة، وينطلق الرصاص من جميع البنادق صوب أولئك البؤساء العزل..كلّ الأبقار والماعز والخيل والأغنام وما إلى ذلك من الحيوانات تجمع في مكان، ثم يقتحم الجنود كلّ الخيام ينهبون محتوياتها ولا يخرجون إلا محمّلين بالزرابي والصوف والأسلحة وغير ذلك من الأشياء الثمينة”.
ليس هذا فحسب، بل عمد هذا الإرهابي وجنودُه إلى سياسة الحرق والإذلال بالأسر التي لم تسلم منها حتى الحيوانات: “وبعد ذلك تُضرم النيران في كلّ ما لا يمكن حمله ويُساق الأسرى من الحيوانات والناس في قافلة واحدة ينطلق منها الصراخ والنباح والصهيل والغثاء والنهيق.. كما نلاحق العرب حيثما وجدناهم ونستولي على كلّ ما بأيمانهم من النساء والأطفال والقطعان والأشياء الثمينة”.
وإيغالا في إذلال الجزائريين ومحاولة الطعن في كرامتهم والنيل من شرفهم - لاسيما رجال المقاومة الشعبية المسلّحة - فقد كان هذا السفاح يسْبي الحرائر من الجزائريات ويتبجّح بذلك في رسالة له، بقوله: “وفيما يتعلّق بالنساء فإنّنا نأخذ بعضهنّ سبايا ونقايض الباقي بالخيل أو بيعهنّ بالمزاد العلني مثل الحيوانات”. وكتب - هذا الشهير بقطع رؤوس الأهالي - أنّه حتى يطرد الخواطر المحزنة التي تعتريه ويتعرّض لها في بعض الأحيان: “لا يمكن تصوّر الرعب الذي يستولي على العرب حين يرون قطع رأس، لقد أدركتُ ذلك منذ زمن بعيد، وأقسمُ لك بأنّه لا يفلت أحد من أظفاري حتى ينال من قطع رأسه ما يناله”!
 ورغم استسلام النساء والأطفال لجيش هذا الدموي، إلا أنّهم يُمْعنون في قتلهم، رغم صراخهم دون إنسانية كعادة هذا الفرنسي وكما هو ديْدنُ بني قومه الذين أجرموا في حق الشعب الجزائري، والذين يرفعون كذبا شعار: (الحرية والمساواة والإخاء)، وقد أكّد بنفسه هذه الحقيقة في رسالة له بتاريخ 31 مارس 1842، حيث كتب: “لقد جعلنا من التخريب والإبادة لاَزِمة، فالنساء والأطفال يجبرون على الاستسلام فيستقبلون بالقتل والذبح، ويختلط الصراخ والأنين بأصوات الحيوانات التي تتعالى من كلّ الاتجاهات..إنّها جهنم، لكن بدل النار التي تشوي تغمرنا الثلوج..كلّ ذلك نشهده من دون شفقة ولا رحمة”.
 وبمقابل ذلك، وباستهزاء مثير، يتحسّر في الرسالة ذاتها لانعدام الشفقة والإنسانية لدى جنوده الفرنسيين! الذين أصبحت فعلا قلوبهم أشدّ قسوة من الحجارة! باعترافه هو: “إنّ كلّ ذلك في هذه العمليات التي قمنا بها خلال أربعة أشهر يثير الشفقة، حتى في الصخور إذا كان عندنا وقت للشفقة، وكنا نتعامل معها بلا مبالاة جافة تثير الرجفة في الأبدان”.
وفي سكيكدة، لم يسلم الجزائريون بها من أعماله الإجرامية، بل جعل من قطع رؤوسهم تسليةً، والتنكيل بهم مباهاةً، ونفي نسائهم وأطفالهم غاية المُنَى حتى ينقطع نسلهم، ففي رسالة له من هذه المدينة مؤرخة في 15 مارس 1842 أكّد فيها لأحد أصدقائه أنّ: “قطع المسيحيين لرؤوس العرب مثالٌ رائعٌ يجب تكراره، ولقد أدركتُ ذلك منذ زمن، وأؤكد لك أنّني لم أترك أحدا يفلت من مخالبي دون الإطاحة برأسه، ولتعلم أنّني كلما شعرتُ بالحاجة إلى الترفيه عن نفسي، أمرتُ بقطع رؤوس العباد..هكذا يا صديقي العزيز ينبغي أن يُحارَب العرب، فإنّه لابد من قتل كلّ الرجال الذين يتجاوز سنّهم خمس عشرة سنة، نشحن النساء والأطفال إلى جزر المارتنيك أو غيرها، وبعبارة واحدة: يجب أن نُبيد كلّ من يزحف أمامنا مثل الكلاب”، وهذا تطبيقا لسياسة الاحتلال الفرنسي التي كان يطبقها بالجزائر.

خاتمـة:
إنّها قمة السّادية والتلذّذ بعذابات الآخرين والانحراف في السلوك والاضطراب في الشخصية، ويبدو لي أنّ كلّ هؤلاء الضباط وجنودهم كانوا فعلا مرضى عقليا ومعقّدين نفسيا بسبب خلل حادّ في تربيتهم ونشأتهم الأولى، وكان الأجدر بمسؤوليهم وضعهم في مصحّات خاصة، وعرضهم على أطباء نفسانيين، وربما كانوا هم أولى بعرضهم على هؤلاء الأطباء! خاصة أنّ الإجرام يسري في عروقهم ويتوارثونه جيلا بعد جيل، وإلا كيف نفسّر تملّص السلطات الفرنسية اليوم من مسؤولياتها، بامتناعها عن ثلاثية الجزائريين المقدّسة التي لا ولن يتنازلوا عنها أبدا، ممثَّلة في (الاعتراف بالجرائم وتقديم اعتذار رسمي والتعويض)، وسيكون هذا عاجلا أم آجلا إن شاء الله، على اعتبار أنّها لا تسقط بالتقادم حسب الأعراف والقوانين الدولية. عوض إشادة المحتل بالقتلة والدفاع عن المجرمين وتمجيدهم وإقامة النصب التذكارية التي تخلّد أعمالهم اللاإنسانية!.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19473

العدد 19473

السبت 18 ماي 2024
العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024