اللغط المثار حول التاريخ الوطني ترجمة لصراع طويل على جغرافيا الأرض

سعاد بوعبوش

أكد ضيفا “الشعب”، الدكتور جمال يحياوي وأبي إسماعيل محمد، من “منبر ضيف الشعب”، أمس، أن تاريخ الجزائر بمختلف محطاته وشخصياته، مفتوح أمام الجميع وليس هناك ما يخفى ولهذا تحرص وزارة المجاهدين، من خلال هياكلها ومؤسساتها المركزية أو التي هي تحت الوصاية، أن تنفض الغبار عن كل ما يزال دفينا أو حبيس الذاكرة الوطنية، قناعة منها بأن تاريخ الثورة الوطنية إرث مشترك بين كل الجزائريين، واستغلال مختلف الوسائل، لاسيما الحديثة منها، لإبرازه للقارئ وللناشئة، بداية بجمع شهادات من عايشوا الأحداث وصناعه وتقديمه الواقعة التاريخية بصورة أكاديمية من عدة زواياه حتى يتم تبديد كل الشكوك ووضع حد لمختلف محاولات التحريف ونشر اللغط حول الشخصيات الوطنية.

في هذا الإطار، أكد أبي إسماعيل محمد، مدير التراث الثقافي والتاريخي على مستوى وزارة المجاهدين، أن التاريخ الجزائري كله إيجابي بسلبياته وإيجابياته، بحلوه ومره، كونه يعكس ويترجم تجارب البشر في مرحلة معينة، داعيا إلى نزع صفة الأسطورية على شهدائنا وإبرازهم على أنهم بشر تحدوا واقعهم، سلاحهم في ذلك الإرادة، ومن ثم فالعمل البشري يحتمل الخطأ والصواب وقد يأتي فيه الكثير من النقائص والأخطاء.
وبحسب أبي إسماعيل، يجب أن ننظر أيضا بإيجابية إلى الأخطاء التي سجلتها صفحات التاريخ ونستلهم منها الكنوز والدروس ونتخذها سلما للارتقاء نحو المستقبل، كونها حصلت لهدف أسمى وأكبر وهو إنجاز ثار لأجله الجزائريون والمتمثل في تحقيق الاستقلال الذي تم الحصول عليه، بالرغم من هذه الأخطاء والوسائل القليلة، وهو إنجاز كبير يطغى على كل الأخطاء المسجلة.
في المقابل وبنظرة أكاديمية، قال جمال يحياوي، مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية، إن كل ما يجري من لغط حول المسار الثوري للجزائر والمساس بالشخصيات الوطنية، هو صراع حول الجغرافيا والأرض والمتغيرات التي تفرض منطقها، ومن ثم فما يشاع من أخطاء هي واردة في إطار التسيير آنذاك.
وبحسب يحياوي، يمكن التحدث عنها دون أي التباس من بينها قضية “التصفيات”، التي بالرغم من أنها مست حتى عقداء ولكنها لم توقف مسعى الاستقلال، لأنها لم تكن بهدف الاستيلاء على مناصبهم، بل تندرج في إطار تطبيق الأحكام المتعلقة بارتكاب أخطاء وصفت آنذاك بأنها جريمة في حق الثورة، مرجعا انتشار مثل هذا التصور إلى إبعاد الأكاديميين عن المادة التاريخية وغياب المؤسسات الرسمية والتعتيم المفروض على بعض المحطات والأحداث التاريخية وتجنب الكتابة في مواضيعها لأسباب غير منطقية.
في المقابل، أكد يحياوي أن عدم الاطلاع هو أحد أسباب الإشكال، ودليله في ذلك أن وزارة المجاهدين طبعت عدة كتب كتبها أكاديميون تناولوا فيها ما تم وصفه بـ«طابوهات”، من بينها الحركات المناوئة للثورة، التصفيات التي طالت العقداء، موت عبان رمضان في ظروف غامضة، مشيرا إلى أن هناك تهويل كبير في الأحداث لأغراض معروفة.
ودعا مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية، إلى إتاحة الفرصة أكثر للكتاب الأكاديميين في مجال كتابة التاريخ وأولي الاختصاص لإبراز هذه الأخطاء ووضعها في زاويتها الحقيقية، باعتبارهم أكثر موضوعية، مشيرا إلى أنه ضد الكتابات التاريخية الموجهة ضد جهة أو شخصية معينة أو تحويلها إلى سجل تجاري للكاتب لخدمة أغراض ضيقة، لأن رأس مال الجزائر هو تاريخها النضالي والثوري.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024