المجاهد علي حجابي لـ «الشعب»:

علاج المجاهدين بالبويرة مهمة كُلّفت بها

سهام.ب

طالب المجاهد علي حجابي في شكواه عبر صفحات جريدة «الشعب» بتسوية وضعيته وإنصافه من خلال الاعتراف بحقوقه المادية والمعنوية، كونه شارك في الثورة التحريرية وضحى بالنفس والنفيس مثل رفقاءه في النضال، ولحد الآن لم يستفد من حقوقه لا كمجاهد أو مسبل، على حد قوله.

وفي هذا الإطار، فقد أرفق المجاهد شكواه بوثائق تثبت مشاركته النضالية إبان حرب التحرير الوطني بولاية البويرة مسقط رأسه، هو من مواليد 17 جانفي 1942 بولاية البويرة، نشأ وسط عائلة ثورية متكونة من 6 إخوة منهم شهيد ومجاهدان، كان والده يشتغل بمهنة الحدادة بولاية البويرة، كما كان يمول المجاهدين ويدعمهم ماديا ومعنويا إبان الثورة التحريرية، حيث كان يجتمع قادة الثورة في منزل والده ليلة الفاتح نوفمبر 1954 لعدة مرات، علما أن شقيقه الشهيد إبراهيم حجابي كان أحد أكبر قادة الثورة التحريرية واستشهد في معركة الجزائر سنة 1957 بعدما تعرض للتعذيب، أما شقيقه رابح فقد ناضل في صفوف جيش التحرير الوطني على مستوى الولاية الرابعة والجزائر العاصمة.
وحسب شهادة المجاهد علي لـ»الشعب» فقد عمل كعون اتصال، يقوم بنقل المعلومات السرية للمجاهدين وحراسة منزل والده أثناء تواجد واجتماع المجاهدين، وتأمين لهم الطريق حين يغادرون، بعدها توجه إلى ولاية تيزي وزو أين التحق بالسلك الشبه طبي بمستشفى الولاية، واشتغل كممرض من أجل مساعدة المجاهدين للحصول على الأدوية وإسعاف الجرحى منهم.
وفي ولاية البويرة سنة 1958 اتصل بالمناضل حسان بلفاضل، حيث إقترح عليه إحضار أدوية لإسعاف المجاهدين في مختلف الجبهات القتالية، وناقش معه إمكانية وطرق نقل الأدوية.
وأضاف محدثنا أنه، في العملية الأولى إقترح عليه المجاهد بلفاضل أن يوصله المناضل عشار دون أن يكون على علم بتفاصيل العملية، حيث تحجج بمشاهدة مباراة كرة القدم التي جمعت فريقي تيزي وزو والبويرة، وقد حمل معه حقيبة كبيرة مليئة بالأدوية التي أخذها من المستشفى دون أن يتفطن له أي شخص، ووضعها في الصندوق الخلفي للسيارة، ثم انتقل إلى حمام سيدهم بولاية البويرة أين سلم الحقيبة التي كانت مليئة بكمية كبيرة من الأدوية إلى المجاهدان بلفاضل وسيدهم، على حد قوله.
أما العملية الثانية قال المجاهد علي: «انتظرت 15 يوما للقيام بها نظرا لخوف تسرب الأخبار، ثم حولت تلك الأدوية إلى المجاهدين التابعين لجبهة التحرير الوطني بتزي وزو، ثم تلتها الثالثة أين قام بالاتصال بالسيد ميزيني حمودة الذي كان يملك سيارة، والذي تطوع لنقل الأدوية بسيارته الخاصة، حيث قام بنقل حقيبتان مليئتان بالأدوية، وفي نفس الوقت تم التعرف بالإخوان الذين يستقبلون الدواء من عنده وأصبح هو يموله بالدواء من مستشفى تيزي وزو رفقة الزميل ماعيز بن شرفي وهو يقوم بإيصاله.
وتوالت العمليات حتى قاموا بإنشاء خلية لنقل الأدوية من مستشفى تيزي وزو إلى المجاهدين، وقد اعترضت طريقهم عدة صعوبات ومخاطر لنقل هذه الأدوية وكادوا يقعوا في أيدي العدو عدة مرات، ثم تحول عمي علي  للعمل في مستشفى مايو الواقع بمشدالة على مستوى الصيدلية أين قام بنسخ مفاتيح الصيدلية الخاصة بهذا المستشفى، التي كانت بحوزة الضباط الفرنسيين العاملين بالمستشفى (نسخهم في سرية تامة دون أن يعلم أحد)، وهم الذين يقومون بتوزيع الأدوية على مختلف مصالح المستشفى، وأصبح ينقل الأدوية إلى خلية المجاهدين المذكورة سابقا.
وهكذا قام بخلق مصدرين  لتمويل وتزويد المجاهدين بالأدوية، كما قام بإسعاف ومساعدة المجاهدين والأسرى منهم الذين كانوا على مستوى المستشفى. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024