مواضيع ثرية في العدد الـ 180

مجلة أول نوفمبر43 سنة من الكتابة عن الثورة

سهام بوعموشة

صدر العدد 180 لشهر نوفمبر 2015، لمجلة أول نوفمبر الفصلية التاريخية اللسان المركزي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، بعنوان «43 سنة من العطاء»، حيث تناولت عدة مواضيع تاريخية مهمة منها أساليب التعذيب في المعتقلات، دور المخابئ في الثورة التحريرية، ودور النساء الفعّال في مسيرة الثورة التحريرية بالولاية الثالثة، وخصائص الثورة التحريرية في عصر العولمة، وغيرها من المواضيع المهمة في مجال البحث والدراسات في التاريخ. كما تطرقت المجلة إلى أشهر المعارك وشهادات لمجاهدين منهم محمد بورحلة، محمد بريك، والمجاهدة يمينة شراد، وكذا شهداء ثورتنا المجيدة.
افتتحت مجلة أول نوفمبر التي تسلمت جريدة «الشعب» نسخة منها، ببيان للمنظمة الوطنية للمجاهدين بعنوان»ساركوزي نبي أحلام غلاة المستعمرين» والموجه للرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي أثناء قيامه بزيارة إلى تونس بتاريخ 21 جويلية 2015، ملمحا في خطابه إلى سوء وضع تونس كجيران للجزائر وليبيا، حيث وصف البيان ساركوزي بعراب إصدار قانون تمجيد الاستعمار الذي أضاف إلى أحقاده ضد الجزائر لبنة جديدة تنم عن حجم ما يكنه هذا الرجل لبلادنا فيدفعه لتخطي كل الأعراف والتقاليد التي كان عليه مراعاتها قبل أي حديث عن بلد ذو سيادة، أضاف ذات البيان.
وبالمقابل، تناولت افتتاحية المجلة مقالا حول الذكرى الـ43 لتأسيسها بصدور العدد 180، وبالتالي تكون قد خطت مسيرة إيجابية من العطاء والبحث والتحري والتنقيب عن مآثر ثورة التحرير المباركة، بكل مثابرة وموضوعية وحياد إيجابي، مستندة على بحوث ودراسات وشهادات حية لمجاهدين عاشوا الأحداث، وسير الأبطال من الشهداء المجاهدين، وقائع تاريخية، أضواء على كل نقاط الضل، تسجيل المعارك والكمائن والاشتباكات، تراكم معرفي وذخائر ثمينة من المادة الخام لكتابة التاريخ الصحيح لثورة التحرير، يستفيد منها الباحثون والطلبة والأساتذة والمهتمين بالتأريخ ـ حسب ما جاء في مقدمة الافتتاحية ـ. كما وضعت قائمة لأسماء المدراء المتعاقبون على إدارة محلة أول نوفمبر وهم محمد صالح بن طامة، عبد الحميد سقاي، محمد عيسى الباي، علية عثمان الطاهر، زبير بوشلاغم، بوعلام شريفي، أحمد سديرة وأخيرا عبد السلام معيفي الذي ترأس المجلة سنة 2014 لغاية اليوم.
ولم تفوت المجلة في إصدارها الجديد، نشر مداخلة لرمطان لعمامرة وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمناسبة الاحتفال باليوم الدبلوماسية الجزائرية بتاريخ 8 أكتوبر 2015، وتضمن هذا العدد مقالا قيما للدكتور بشير فايد من جامعة سطيف حول أساليب التعذيب في المعتقلات والسجون الاستعمارية أثناء الثورة، يصور فيه همجية الاستعمار الفرنسي في تعاملها مع المعتقلين الجزائريين من حرق لأجسادهم بنفاثات النار بعد تجريده من ثيابه، حتى وإن كانت امرأة، وضع نواقل كهربائية على الأذان والأنامل وحلمات الأثداء والأعضاء التناسلية ثم الصعق بشحنات كهربائية، التعذيب بواسطة السلم أو الاحتجاز لمدة أيام دون أكل أو شرب في غرفة للكلاب، الصلب على خشبة مع الجلد بالسياط وغيرها من الأساليب.
زيادة على ذلك، تناول صاحب المقال الذي اعتمد على عدة وثائق التي هي عبارة عن مذكرات اعتراف لعدة جنرالات فرنسية منها السفاح بول أوساريس وهو يستعرض بطولاته وزملائه في تعذيب الجزائريين أثناء معركة الجزائر، كيفية الاعتقال وأنواع التعذيب الذي لم يكن ممارسات فردية معزولة كما ادعى العدو، بل عملية ممنهجة وفلسفة الدولة الفرنسية التي رخصت لأعوانها القيام بأي شيء في سبيل القضاء على الثورة الجزائرية.
وتطرق مقال آخر  لمسعود بن عبيد أمين مكتب المجاهدين لولاية باتنة، إلى موضوع بالغ الأهمية في مسار حرب التحرير الوطني وهو دور المخابئ والمغارات والكهوف الطبيعية في الثورة التحريرية بكل من الناحيتين التاريخيتين الأولى والرابعة، المنطقة الأولى- الولاية الأولى نموذجا، قائلا أنه منذ اندلاع الثورة وتوسعها تدريجيا في المجال الجغرافي وزيادة عدد المجاهدين الملتحقين بصفوف جيش التحرير، تولدت خلال سنة 1955 أول فكرة للقيام بانجاز مخابئ في الأماكن الإستيراتيجية لحفظ تموين الجيش وألبسته والذخيرة الحية والأدوية، وبعض الأسلحة، حيث أوكلت المهمة إلى بعض المناضلين الذين يحافظون على السر.
وتطرق عبد العزيز وعلي إلى دور النساء الفعّال في الثورة بالولاية الثالثة، مؤكدا أن المرأة سجلت بالدم والنار مشاركتها الفعّالة في الكفاح من أجل تحرير الجزائر، وبرهنت على أنها لا تقل عن أخيها الرجل شعورا بالواجب وتحمسا للوطن، فهي دائما حاضرة في كل ميادين الثورة مخاطرة بحياتها في كل وقت، مضيفا أن بروزها العلني والمكثف كان أثناء عملية»جيمال» سنة 1959 بالولاية الثالثة معطيا نموذجا لعدة نساء منهن حورية براش التي حضرت لاستشهاد ثلاثة من أفراد عائلتها، والمجاهدة خليجية أيت أحمد وبطيطرة بورحلة وغيرهن.   
وموازاة مع ذلك نجد مقالا للمجاهد عمار ملاح حول الذكرى الـ59 لإضراب الطلبة، ومقال حول تطور التنظيم العسكري بالولاية الثانية بعد مؤتمر الصومام، منطقة جيجل نموذحا، وكذا موضوع عن التنظيم الصحي إبان الثورة بقلم بشير عبادي أمين مكتب المجاهدين لولاية الوادي، وموضوع حول القضاء الثوري الذي اعتبره المجاهد صالح رحماني بسلاح استيراتيجي أثناء حرب التحرير متخذا الولاية الثانية التاريخية نموذجا، وتحدثت المجلة بالتفصيل عن معركة أيسين الثانية بتاريخ 3 أكتوبر 1957، ومعركة جبل ميمونة في مارس 1957، وكذا معركة حبل بولقرون واستشهاد سي لخضر بتاريخ 5 مارس 1958.
وبالمقابل، أجرت المجلة حوارات مع كل من المجاهد مولى إيتيم حول الجبهة الثانية بفرنسا، وحوار آخر مع المجاهد محمود بوزنادة وحوار مع المجاهدة يمينة شراد، واختتم الإصدار بموضوع حول أشغال الدورة الثانية للمجلس الوطني للمجاهدين يومي 15 و16 جوان 2015. وقائمة بأسماء المجاهدين الذين رحلوا خلال هذه السنة.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024