أدخل الرعب في قلب الإدارة الاستعمارية

الشهيد لمطروش.. عمليات فدائية ضد غلاة المعمرين والخونة

الشهيد أحمد بن درميع المدعو أحمد لمطروش من مواليد 1926 ببرج الغدير، ولاية برج بوعريريج يسمى رامبو الجزائر لقتله 611 من قوات الاستعمار الفرنسي من جنود وضباط فأدخل الرعب في نفوسهم، لكن الكثير من شباب اليوم يجهل هذا البطل الذي ناضل من أجل استقلال الجزائر.
نشأ الشهيد بن درميع في بيئة بدوية، تسودها القيم الإسلامية، والأخلاق الحميدة، وتربى مثلما تربى أترابه من أبناء الجزائريين محرومين من التعليم، محرومين من بهجة الطفولة، فكان يتردد على الزاوية لحفظ بعض سور القرآن الكريم، وتعلم بعض مبادئ الدين والكتابة، وحين بلغ أشده أعان أسرته في زراعة أرضهم، ورعاية المواشي، وهكذا عاش أحمد في كنف الأسرة بارا بوالديه بارا بأهل قريته ذو السمعة الطيبة في الجهة.
حين اندلعت الثورة في 1 نوفمبر 1954، وبدأ الناس يتهامسون متي تصل إلينا؟ وهل يمكننا المشاركة فيها؟ وذات يوم من عام 1955 وصل الثوار إلى القرية في بعثة، لإيجاد الاتصال بين المنطقتين الأولى والثانية، وسقط بعضهم شهداء بوشاية الخونة، حيث تأسف الناس لهذا المصاب وتوالت البعثات، ووصلت الطلائع الأولى إلى قرية الشهيد وتلقاها المواطنون بالفرح والسرور واستمعوا إلى كلام قادة الثورة، الذي أرجع فيهم الثقة بالنفس والإعتزاز بالقومية والشخصية الوطنية.
 وصلت الطلائع الأولى إلى الجهة فانبهر الناس من بطولات جنود جيش التحرير الوطني، وكان من بين هؤلاء الشباب الشهيد أحمد لمطروش، الذي كان يشتغل في تمهيد الطريق إلى القوات الاستعمارية ولربط سهل الحضنة ببرج بوعريريج في الظاهر ولتسهيل دخول قواتها إلى جبال الحضنة، احتسابا لما قد يؤول إليه الوضع، من جهة ثانية.
فاغتنم الفرصة، وحمل المتفجرات التي كانت تستعمل لتفتيت الصخور التي تعترض من شق الطريق، حملها والتحق بفوج لمجاهدين الذين كانوا يتواجدون بقسم برج الغدير فقدم الحمولة الثمينة إلى قائد الفوج، طالبا بالانخراط في صفوف جيش التحرير الوطني، فلبت رغبته، وأصبح جنديا بجيش التحرير مع العديد من شباب الجهة. ونظرا لمعرفته بالجبهة، وحسن أخلاقه، وطيبة علاقاته مع المواطنين، فقد تفرع لعمل الفداء، سواء مع أفواج الفدائيين، أو وحده في بعض الأحيان، وكان هذا قصد قضاء فترة للتدريب والتكوين العسكري والسياسي.
بالإضافة إلى مشاركته في عدد من المعارك التي خاضها مع أفواج المجاهدين، تميز بالعمليات البارزة التالية: الهجوم على مزرعة سلاموا الواقعة بواد سلام، حيث غنمت المواشي التي كانت بها في مارس 1957، الهجوم على مركز الحركي في أولاد خلوف، وقتل لواء للدرك الفرنسي في عملية فدائية في أفريل 1957، كما قتل المعمر المتجبر صانتو ببير في ماي 1957.
وبالمقابل، شارك الشهيد في الهجوم على المركز العسكري الموجود بمزرعة فيقي بدوار ابن ذياب، لما قامت القوات العسكرية بترحيل سكان دوار أولاد تبان وإعلان دوارهم منطقة محرمة، حيث  قام أحمد لمطروش بعمل جبار وهو إخراج أسر المجاهدين والشهداء من محتشد الكومبانيه قرب مدينة العلمة، وتميزت أعماله في سنة 1958 بعملية فدائية ضد غلاة المعمرين والخونة، منها إعدام المعمر بيجول برأس الواد ومورس برشلي أمام مقر بلدية رأس الواد وكذا بعض الخونة في أماكن متفرقة.
وفي شهر ديسمبر 1958 أسر الشهيد عسكريين فرنسيين في مدينة سطيف، واستطاع بمفرده أن يخرجهما من المدينة وينتقل بهما إلى مقر المنطقة الأولى من الولاية الأولى سالمين أين سلمهما للمسؤولين، وكان متحمسا وفخورا، حيث وصلتهم أخبار تؤكد ترصد العدو له فابتسم كعادته ومضي إلى عمله.
عند مشاركته في الهجوم على المركز العسكري الموجود بمزرعة فيقي بدوار ابن ذياب جرح وتم أسره، وبقي في الأسرى حوالي 3 أشهر، بعدها تمكن من الفرار من السجن وإلتحق مرة أخرى بالثوار والثورة، كان يأمل في تجريد الحراس المتمركزين بمقر شركة الكهرباء والغاز، بشارع أول نوفمبر الآن بمدينة سطيف من السلاح ولكن أثناء تبادل إطلاق الرصاص سقط شهيدا في سبيل الوطن، وكان هذا في آواخر شهر جانفي 1959 أو فيفري من نفس السنة.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19444

العدد 19444

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19443

العدد 19443

السبت 13 أفريل 2024