استعرض المجاهد زيطوفي علي المولود سنة ١٩٣٣ بولاية الشلف نضاله السياسي بحزب الشعب الجزائري وعمره لم يتجاوز ١٦ سنة آنذاك، ونضاله العسكري بالمنطقة الرابعة (تنس) في سبيل تحرير الجزائر، كاشفا عن أساليب التعذيب الوحشية التي مارستها الإدارة الاستعمارية على العديد من أبناء عمومته بما فيها هو الذي عانى كثيرا في السجن، وبالرغم من ذلك لم يستسلموا للعدو وصمدوا في وجهه.
وفي هذا الصدد، أفاد زيطوفي في حديث لـ ''الشعب '' أن قادة حزب الشعب الجزائري علموهم بأن الجزائر ليست أرضا فرنسية، وأن الإستعمار سلب أرض أجدادهم عندما احتل الجزائر سنة ١٨٣٠، وعليهم إخراجه مهما كان نوع السلاح.
وأضاف بأنه سبّل نفسه من أجل الوطن وشارك في العديد من العمليات بالمنطقة الرابعة، حيث كان يعبر المنطقة المليئة بالأشجار وما تشكله من مخاطر مشيا على الأقدام، ولمسافة تتراوح ما بين ١٦ إلى ٢٠ كلم ليلا من بني حواء مرورا بوادي قوسين لغاية تنس، لينقل المعلومات والأخبار إلى قادة الثورة. مشيرا إلى أنه سنة ١٩٥٦ ألقي القبض عليه رفقة ست أفراد من عائلة زيطوفي من إخوته وأبناء عمومته، وتم اقتيادهم إلى سجن البرواقية، أين حكم عليهم بالإعدام لكن شاء القدر أن يبقوا أحياء لغاية الاستقلال.
وواصل حديثه عن التعذيب البشع الذي تعرض له بسجن البرواقية، مما أدى إلى كسر يده اليمنى وبعض أعضاء جسمه قائلا: '' لقد سلط علينا عذاب شديد لا يمكن لأحد تحمله من تخويف بالكلاب وتعذيب بالكهرباء، وبالماء ووضعنا فوق ألواح من المسامير، لكن كفاحنا كان من أجل النصر أو الاستشهاد''. مبرزا في معرض كلامه الأخوة الحقيقية والثقة التي كانت موجودة بين المناضلين.
وتأسف المجاهد علي زيطوفي على أن شباب اليوم مستهتر ولا يصغي لمن عايشوا الحدث ليدركوا حجم المعاناة التي تكبدوها من جوع، تعذيب، وتشريد في سبيل تحرير هذا الوطن الغالي من قيود الاحتلال الغاشم، وقال أيضا أنه بالرغم من التضحيات التي قدمها إلا أنه لم ينل حقوقه الاجتماعية.
نفس المعاناة تكبدها ابن عمه زيطوفي علي بن محمد، الذي درس القرآن الكريم في جامع الزيتونة بتونس، ثم التحق بالجبال للكفاح مع أبناء عمومته، حيث كان يبيت بالوادي وعلى حد قوله، فإن المكان ما يزال يشهد على كفاحهم رفقة مجاهدي المنطقة.
