صدر قبل سنتين قانون يتضمن إحداث ميدالية مشاركة الجيش الوطني الشعبي في حربي الشرق الأوسط 1967/1973 وتمنح بمقتضى مواد القانون رقم 15-11 المؤرخ في 21 جوان 2015 لفائدة كافة العسكريين الذين شاركوا فعليا في عمليات عسكرية، وأمضوا سنة كاملة وأكثر على مسرح العمليات باستثناء الذين أعيدوا إلى أرض الوطن، بسبب جروح في معركة مهما كان زمن التواجد هناك. ويمكن منح هذا التكريم بعد الوفاة لذوي الحقوق، طبقا للمادة 3 من القانون، غير أن الميدالية التي تسلم لصاحبها بمرسوم رئاسي باقتراح من وزير الدفاع الوطني، كما توضحه المادة 4 والمادة 5، لا تترتب عنها منحة مالية.
وتوضح أحكام القانون إجراءات منح الشهادة للمتلقي، وذلك أثناء حفل لتسليم الشهادات ينظم بمناسبة عيد وطني، ويكون حملها حقا يرتبط مباشرة بالشخص المعني بها. ويتطلع كثيرون ممن شاركوا في الحربين ببسالة والتزام أن يحظوا بهذا التشريف. وكان لأفراد جيشنا الباسل في تلك الملحمة وغيرها أكثر من بطولة، انسجم فيها الجميع عاملين وأفراد الخدمة الوطنية ضمن بوتقة تشريف الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني.
ومن شأن التفاتة قد تكون في هذه السنة، بمناسبة أعياد وطنية قادمة، أن تبعث الارتياح في نفوس أولئك الأفراد من كافة الرتب وأفرع الجيش الذي لا يزال وسيبقى بوتقة للوطنية السليمة ومنبعا للقيم النوفمبرية وفي طليعة المجتمع الذي يخصه جيلا بعد جيل بالتقدير، خاصة في ظل التوجيهات السامية للقيادة العليا برئاسة رئيس الدولة شخصيا، الحريص على تعزيز بنية هذه القلعة المنيعة التي تواصل تحمل المسؤوليات الوطنية بكل اقتدار واحترافية.
وبالرغم من تقصير إعلام بعض البلدان العربية، وصمت بعض الأوساط في مصر الكنانة، إلا أن شهادات حية تقدم من حين لآخر وبتواضع تظهر مدى الجدية والصلابة التي أنجزها أبناء الجيش الوطني الشعبي، فسجلوا صفحات تستحق أن تروى للأجيال من خلال كتب وأفلام ومسلسلات. فقد حققت الوحدات الجزائرية مكاسبا للجبهة العربية في مواقع عدة، مثل ميناء الأديبة باعتراف قادة من جيش العدو الصهيوني أقروا بهزائم في الميدان.
