جلسات تاريخية للذكرى والذاكرة

شهـادة المجاهـد احمد هبهـوب عن انتفاضة 20 أوت 1955

مرابطي أمال

 نظّمت مديرة متحف المجاهد بڤالمة جلسات تاريخية للذكرى والذاكرة، نشّطها شاهد عيان، احمد هبهوب، وحضرها أمن ولاية قالمة والأسرة الإعلامية والثورية ومثقفين. جلسة للذاكرة كما تقول السيدة بوعقبة سمية، ''مديرة المتحف مفتوحة من أجل إبراز الحقائق وإجلاء الشك والريب، ومن أجل رفع الشوائب التي لحقت بالأذهان، على حد تعبيرها.

وخلال تلك الجلسات التاريخية قامت ''الشعب'' برصد بعض الحقائق من خلال شهادات مجاهدين. وفي هذا الصدد، يقول المجاهد احمد هبهوب أنّ انتفاضة ٢٠ أوت ١٩٥٥ التي أحيت ذكراها سابقا، هي الأثر الخالد للقائد الشعبي زيغود يوسف، قد أملته عليه عدة عوامل منها دخول الثورة التحريرية في حالة عزلة تامة واختناق في الجبال.
وفي هذا السياق، أبرز المجاهد أنّ كل منطقة منعزلة عن باقي المناطق، قائلا أنّه في هذه الأثناء جاء طلب من قيادة المنطقة الأولى يطلب النجدة من قائد المنطقة الثانية لفك الحصار عنها، بالإضافة إلى تقلص في عدد المناضلين بسبب الاستشهاد، وتردد الجماهير في الانضمام للثورة بسبب الغموض الذي كان يلفها.
ويضيف هبهوب أنه في إطار الإعداد للانتفاضة عقد زيغود يوسف قائد المنطقة الثانية (الشمال القسنطيني)، اجتماعا بمشتة الزمان حضره مسؤولي النواحي ونوابهم وهم لخضر بن طوبال مسؤول الناحية الأولى، عبد السلام بخوش مسؤول الناحية الثانية ومصطفى بن عودة مسؤول الناحية الثالثة والتي تشمل دباغ، إيدوغ وعزابة، حيث دام هذا الاجتماع عدة أيام لضبط برنامج عملي يتعلق بالقيام بعمليات جريئة ضد قوات العدو رغم قلة الوسائل المادية والبشرية، مبرزا أنّه خلال هذا الاجتماع تمّ شرح الأهداف الرئيسية للعملية والمتمثلة في فك الحصار الإعلامي ورفع التعتيم المفروض على الثورة، الدفع بالثورة نحو اللاعودة بمعنى تسليم الثورة للشعب صاحب كلمة الفصل، تقديم ٥٠٠٠ ضحية من أبناء الشعب على أقل تقدير كفداء لضمان، ولتحصين الثورة وحمايتها وضمان استمراريتها. ووصف المجاهد هبهوب ثورة دون شهداء وضحايا بلعبة أطفال لا يكتب لها النجاح.
وأوضح بالمقابل، أنّه تنفيذا لقرارات هذا المؤتمر اتجه كل قائد نحو ناحيته لإعداد الخطط ووضع الترتيبات الضرورية، وتوسيع اللقاءات منها لقاء ترأسه مصطفى بن عودة مسؤول الناحية الثالثة في بوعسلوج، ناحية دباغ ولاية قالمة مع مسؤولي القسم وأمرهم بجمع الأسلحة الموجودة عند المواطنين وتجنيد الشباب الذين يتمتعون باللياقة البدنية والمؤهلين للعمل العسكري، دون أن يخبرهم بالضبط عن تاريخ العملية الهامة التي يحضر لها.
وأشار المجاهد في هذا السياق، أنه انعقد لقاء آخر في بوزيون بحمام أولاد علي غرب شمال هيليوبوليس ولاية قالمة، ترأّسه المتحدث، والذي شرح فيه أهداف العملية لجنوده مع إعلامهم بتاريخ وتوقيت العملية، وبدأ في جمع المناضلين حيث تكوّنت أربعة أفواج في الناحية الثالثة والتي تضم أربعة قرى وهي: بوعاتي، لفجوج، هيليوبوليس وعين الباردة)، والتي قام بالهجوم عليها محدثنا مع فوجه لما تعذر عليه الوصول في الوقت المحدد إلى الهدف الرئيسي قرية الذرعان.
وكتقييم عام للعملية، يقول المجاهد أنّ الجماهير الشعبية وجدت فرصتها، وهي تختلط بجنود جيش التحرير الوطني لتنتقم من جنود الاحتلال الفرنسي. وبعد كل هذا يحق لنا أن نقول أنّه لولا ٢٠ أوت ١٩٥٥ لأجهدت الثورة، ونظرا لنتائجه الايجابية والتاريخية فقد قرّر قادة الثورة إحياء الذكرى الأولى لهذه الانتفاضة بعقد أول مؤتمر هام بالولاية التاريخية الثالثة يوم ٢٠ أوت ١٩٥٦، والذي يعرف بمؤتمر الصومام الذي قام بتقييم شامل ودقيق لمسيرة الثورة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024