المختصة في طب الأطفال، سارة زروال:

عدم علاج حساسية بروتين حليب البقر خطر على نمو الرضيع

حوار وتصوير: نضيرة نسيب

  الرضاعة الطبيعية أحسن غذاء ما قبل العامين

 تدعو الطبيبة المختصة في طب الأطفال سارة زروال، الوالدين إلى عدم التهاون في عرض طفلهم الرضيع على الطبيب المعالج، لأن في معظم الحالات إحساس الأم لا يخطئ، وهو يدل على وجود مشكل صحّي حقيقي وغير متخيّل من قبلها، لأن في حالة أهملت الأعراض الأوّلية للإصابة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى عواقب خطيرة، نتعرف عليها في هذا الحوار الذي خصّت به قراء جريدة “الشعب”.

  “الشعب”: فيما تتمثل الحساسية عند الأطفال؟
  الدكتورة سارة زروال: هناك عدّة حساسيات بإمكانها أن تصيب الأطفال، ونذكر من بينها ثلاثة أنواع: حساسية الجلد، حساسية الجهاز التنفسي، مثل الرينو فرانجيت أو الربو، أو حساسية الأغذية، نذكر من بينها: حساسية غلوتين القمح -المعروفة بمرض السيلياك- وحساسية بروتين حليب البقر، وممكن أن تكون هذه الأنواع من الحساسيات وراثية أو مكتسبة.
  ذكرتم بأن الأطفال الرضّع يعانون من مشكل الحساسية من بروتين حليب البقر، فماذا يمثل هذا النوع من الحساسية؟
 مع بداية إدخال حليب البقر لدى الأطفال الرضع، في بداية الأشهر الأولى منذ الولادة أو إنطلاقا من الشهر السادس يمكن أن يتسبب ذلك في حساسية بروتين حليب البقر، وهذه الأخيرة يمكنها أن تصيب الطفل الرضيع بعد إدخال حليب البقر في تغذية الطفل الرضيع قبل العامين، وفي حالة تحسس الطفل الرضيع يظهر لديه أعراض تتمثل في ثلاثة أشكال.  
  كيف يمكن التعرّف على أعراضها؟
 يمكن أن تظهر الأعراض بصفة مفاجئة مباشرة بعد تناول بروتين الحليب أو بعد انقضاء مدّة زمنية تمتد إلى عدّة أيام أو أسابيع، وقد تصل إلى أشهر، وهناك ثلاثة أعراض، نذكر من بينها تلك المتعلقة بالجلد التي تأتي في شكل طفح جلدي متغيّر وغير ثابت من حيث مساحة وموضع الإصابة حيث تتغير على فترات ولا يمكن إهمالها واعتبارها مجرد حساسية بسيطة، لأنها بامكانها أن تخفي وراءها تحسسا لبروتين حليب البقر.
 وفي حالة أخرى هناك احتمال تعرض الطفل الرضيع إلى أزمة تنفسية غير مرتبطة بحساسية الغبار حيث تنتفخ عيناه أو شفتاه، وهنا يجب الاسراع في نقله للاستعجالات قبل أن تتأزم حالته بسرعة حتى يتمكن الأطباء من التدّخل الطبّي السريع لانقاذه في المستشفى، ويكون ذلك مع مجرد ملاحظة ظهور الانتفاخ في الوجه، علما أن انتفاخ لسان الطفل يتسبب في تضييق المسار التنفسي، مما يؤدي إلى إختناق الرضيع، ويمكن أن يخفي هذا العارض حساسية بروتين الحليب، وقد يحدث ضيق التنفس في حالات مفاجئة أو في أوقات بعيدة عن زمن تناول حليب البقر، ويمكن أن تتسبب جرعة واحدة من بروتين حليب البقر في أزمة تنفسية أو بعد تناول جرعات عديدة، وفي أوقات متباعدة عن زمن أخذ جرعات الحليب، وهناك أعراض أخرى، وهي بدرجة كبيرة من الخطورة ولا يجب التغاضي عنها وتتمثل في إصابة الطفل الرضيع بالتقيؤ غير العادي وإسهال به قطرات من الدم، وهنا لا يمكن التهاون واعتبار أن الإسهال سببه جرثومي، وإنما يجب ربط سبب ذلك مباشرة بإدخال بروتين حليب البقر في تغذيته.
بالإضافة إلى كل هذه الأعراض هناك جانب خفّي للإصابة بحساسية بروتين حليب البقر، وهو عارض غير ظاهر في بدايته وفي هذه الحالة يمكن أن يتوقف الطفل عن النمو على المدى المتوسط حيث لا يزيد وزن الطفل، انطلاقا من الشهر السادس وكثيرا ما تنتبه الأم إلى ذلك، وهنا يجب أن تصّر الأم على كشف الطبيب المعالج لحالة رضيعها، لأنها في أغلب الحالات على حق ولا تخطئ في الغالب إذا راودتها شكوك بخصوص وضعية نموّه.
بالإضافة إلى كل ذلك هناك عرض آخر يتمثل في إصابة الطفل بـ  une dermite atopique تظهر لدى الطفل في شكل إكزيما  والتهاب جلدي بصفة متكرّرة ومتباعدة ويكون نمو الطفل بطريقة طبيعية وعادية، إلا أن هذه الإصابة ممكن أن تدل على عدم تحمل الرضيع  لبروتين حليب البقر.
  ولا يجب إهمال أيا من هذه الأعراض، لأنها خطيرة جدا وبإمكانها أن تشكل حالات حادّة  ومعقدّة تضع حياة وصحّة الطفل الرضيع في خطر.
 كيف يتم التشخيص؟
يقوم الطبيب المعالج بإجراء استجواب للأم وأهم شيء هو معرفة متى وكيف تم إدخال حليب البقر في تغذية الطفل الرضيع، كما يستدعي إجراء كشف طبي عيني للرضيع من أجل البحث عن أعراض محتملة لدى الطفل مع إجراء تحليل الدم  وهناك تحليلين: من خلال التحليل المخبري الأوّل   وهو عبارة عن كشف المضادات الحيوية لبروتين حليب البقر، إذا كانت نتيجته إيجابية IGE medier، هنا الإصابة بحساسية بروتين حليب البقر مؤكدة وحتى في حالة كانت نتيجة الاختبار سلبية أي  IGE  non medier  فلا يمكن أيضا اعتبارها نتيجة نهائية، وإنما نبقي احتمالية الإصابة والحرص على عدم إدخال حليب البقر في غذاء الطفل الرضيع.
 هل هناك علاج لهذا النوع من الحساسية؟
 أهم علاج لحساسية بروتين الحليب هو الابتعاد كلية عن تغذية الطفل الرضيع بحليب البقر أو أي غذاء آخر يحوي هذا النوع من البروتين، كما أشرت إليه سابقا، لا سيما بعد التأكد من إصابته أو العكس، بمعنى في حالة النتيجة السلبية لاختبار الدم، هنا نبقي احتمالية الاصابة بهذا النوع من الحساسية لتفادي حدوث أزمة حادة لدى الطفل.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19466

العدد 19466

الجمعة 10 ماي 2024
العدد 19465

العدد 19465

الأربعاء 08 ماي 2024
العدد 19464

العدد 19464

الثلاثاء 07 ماي 2024