التبرع بالدم ليس مجرد إجراء طبي، بل ثقافة مجتمع وسلوك حضاري يعكس مدى وعي الإنسان بمسؤوليته تجاه غيره. شعار حملته بقوة جمعية “أسيبا” مجددا فبالرغم من التقدم العلمي في الطب وتطور تقنيات العلاج، لا يزال الدم البشري هو العلاج الوحيد المنقذ في كثير من الحالات. من هنا، تبرز أهمية التبرع بالدم، كفعل إنساني بسيط في ظاهره، عظيم في أثره.
في هذا الإطار، نظمت الجمعية العلمية لطلبة الصيدلة بالجزائر – “ أسيبا” حملة وطنية تحت شعار “حملة التوعية وجمع التبرعات بالدم”، والتي انطلقت سابقا من 10 أفريل الماضي واختتمت يوم الخميس 19 جوان 2025، بهدف نشر الوعي الصحي حول أهمية التبرع المنتظم والطوعي بالدم، وتصحيح المفاهيم الخاطئة المنتشرة حوله.
أكثر من إنقاذ حياة..
يشير خبراء الصحة إلى أن كيس دم واحد قد يساهم في إنقاذ ثلاثة أشخاص، سواء كانوا من مرضى السرطان، أو المصابين بأمراض الدم المزمنة مثل الثلاسيميا، أو النساء أثناء الولادة، أو ضحايا الحوادث. وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن الاعتماد على المتبرعين الطوعيين والدائمين هو الوسيلة الأضمن لضمان سلامة الدم وتوفره.
وهنا، تلعب مثل هذه الحملات دورا كبيرا في تشجيع هذا النوع من التبرع المسؤول.
من الميدان إلى العالم الرقمي
تميزت حملة الجمعية “أسيبا” بكونها مزدوجة: حضورية ورقمية. فقد شملت أياما تحسيسية ميدانية في عدد من المواقع الحيوية بالعاصمة مثل ساحة الشهداء، وساحة أول ماي، إضافة إلى مستشفى علي آيت إيدير والمركز التجاري”غاردن سيتي”. كما تخللتها لقاءات مباشرة مع المواطنين، توزيع منشورات، توضيحات من مختصين حول شروط التبرع وموانع هذا الإجراء الصحي.
في المقابل، كان للعالم الرقمي نصيب كبير من الحملة، حيث نشرت الجمعية مقاطع قصيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تضمنت شهادات متبرعين، شروحات مبسطة حول خطوات التبرع، وتصحيح أخطاء شائعة مثل الاعتقاد بأن التبرع يضعف الجسم أو أنه مؤلم وخطير من طرف أطباء ومختصين.
فوائد صحية متبادلة..
يفيد المختصون على أنه علميا لا تقتصر فوائد التبرع بالدم على المريض فقط، بل تعود أيضا على المتبرع. التبرع يساعد على تنشيط الدورة الدموية، وتجديد خلايا الدم، يسهم في تقليل نسبة الحديد الزائد، مما قد يقي من بعض أمراض القلب. كما يمثل فرصة لإجراء فحص طبي مجاني ودوري.
والأهم من ذلك، يمنح التبرع إحساسا عميقا بالرضا والمساهمة المجتمعية، وهو ما أكدته شهادات العديد من المشاركين في الحملة، الذين عبروا عن رغبتهم في جعل التبرع عادة دائمة.
من يستطيع التبرع؟
يمكن لأي شخص سليم، يتراوح عمره بين 18 و65 سنة، ويزن أكثر من 50 كغ، أن يتبرع بالدم. مع ضرورة احترام بعض الشروط مثل الامتناع عن التبرع أثناء الإصابة بنزلة برد أو بعد إجراء وشم حديث، أو في حالة تناول بعض الأدوية المعينة.
ترسيخ فعل التبرع
تسعى ذات الجمعية من خلال هذه الحملة إلى ما هو أبعد من مجرد جمع أكياس دم، إنها تحاول غرس وعي جماعي في المحيط الجامعي ونشره في المحيط المجتمعي وجعل التبرع عند عامة أفراد المجتمع مسؤولية، وضرورة، ورسالة إنسانية.
فالتبرع بالدم لا يحتاج إلى مال أو وقت كثير، بل يحتاج إلى قلب واع وشعور بالغير فلنكن جميعا سفراء لهذه الثقافة لأن كل قطرة دم قد تساوي حياة.
جمعية الطلبـة الصيادلـة “أسيبا”..
التبرع بالدم..ثقافة مجتمع وسلوك حضاري
جمعتها: نضيرة نسيب

شوهد:49 مرة