المختص في الأمراض الداخلية، د - بن الناصر لـ «الشعب»:

وضع وبائي مخيف والتّلقيح ضروري

خالدة بن تركي

 التّطعيم يقلّل من الإستشفاء والوفيات

قال الطبيب المختص في الأمراض الداخلية بمستشفى الشهيد شريفي - القرارة - بولاية غرداية الدكتور بن الناصر محمد الأمين، إنّ الوضع الوبائي مخيف ومقلق جدا، مشدّدا على  التوجه إلى مراكز التلقيح لتلقي التطعيم الذي يضمن الحماية من العدوى بنسبة 65 بالمائة، حاثا على ضرورة إتباع الإجراءات الاحترازية لكبح انتشار الوباء.
حذّر الدكتور ناصر محمد الأمين في تصريح لـ «الشعب» من خطورة الوضع الوبائي بسبب السلالات المتحورة المعروفة بسرعة انتشارها، مؤكّدا أنّ المؤشّرات الأخيرة تدعو إلى القلق بالنظر الى الحصيلة الثقيلة المسجلة خلال 24 ساعة الأخيرة والرقم القياسي الذي دق بشأنه ناقوس الخطر، حيث طالب بالإسراع في عمليات التلقيح.
وأضاف، أنّ ارتفاع موجة الوباء وتزايد عدد المرضى والوفيات، يجعلنا نؤكّد فرضية الأسبوع الثالث من فترة حضانة الفيروس، الذي يتميز بالانتشار الكبير للعدوى، داعيا جميع المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر من أجل محاصرة الفيروس ومنع زحفه أكثر.
وأوضح الأخصائي في الأمراض الداخلية، أنّ المستشفيات أصبحت ممتلئة عن آخرها بالمصابين بالمرض سواء جراء كورونا أو السلالات المتحورة خاصة فيروس «دلتا» المعروف بشراسته، الأمر الذي جعلنا ننادي بضرورة العودة إلى فرض حجر صحي كلي أو جزئي حسب الحالة لمدة لا تقل عن 10 أيام من أجل محاصرة الوباء، والسيطرة على الوضع داخل المستشفيات.
وأرجع الطبيب، الإرتفاع القياسي في عدد الإصابات بكوفيد-19 إلى الأعراس، الحفلات  والتجمعات العائلية التي انتشرت بكثرة هذه الأيام التي تزامنت مع الإعلان عن نتائج الإمتحانات الرسمية خاصة الباكالوريا، الأمر الذي أدى لتفاقم الوضع في المستشفيات التي تعرف تشبعا في عدد المصابين.
وقال المختص، أن الجزائر تعيش أخطر مرحلة وبائية، الأمر الذي يتطلب الكثير من اليقظة، لأنه في حال استمرّ الوضع على ما هو عليه، قد نفقد السيطرة ويصعب التحكم في الوضع على مستوى المستشفيات التي تشهد إقبالا كبيرا للمرضى من مختلف الفئات العمرية، حتى فئة الأطفال تتطلب عناية واهتمام أكبر.
وبخصوص فعالية اللقاح الصيني «سينوفاك» المتوفر في الجزائر، وبالإضافة لنتائج دراسة «الشيلي» التي أجريت على أكثر من 15 ألف شخص، فقد وجدوا أنه فعال وغير مضر، وأكّد الدكتور بن الناصر حسب الدراسات العلمية الأخيرة ونتائج الدراسة التركية المنشورة منذ أيام، أن النتائج كانت مطمئنة ولا توجد أي أعراض جانبية خطيرة على الملقّحين الـ 10214 الخاضعين للمتابعة على مدى أشهر.
وفي سياق متصل، دعا المواطنين، إلى الإبتعاد عن الإشاعات بخصوص فعالية اللقاح، خاصة وأن الدراسات التي جاءت في أشهر المجلات العلمية العالمية، أثبتت أنه فعال بنسبة  83.5 بالمائة في منع أعراض المرض، ويضمن الحماية من الدخول للمستشفى بنسبة 87.5 بالمائة، وكذا الإنعاش بـ 90.3 بالمائة، وحتى الوقاية من الموت بسبب كورونا 86.3 بالمائة.
وعن الأعراض الجانبية الأكثر شيوعا، أوضح الدكتور بن الناصر، أن غالبية الأعراض تتمثل في الشعور بألم موضعي في مكان الحقن باللقاح، أو حمى طفيفة قد تحتاج إلى مسكنات ولا تتعدى الـ 24 ساعة، مشيرا إلى أن الأعراض الجانبية التي تحدث عند عمليات التطعيم هي مؤشر إيجابي لتحفيز الخلايا المهاجمة لفيروس كورونا، وليس العكس كما يروج له البعض.
وعليه، بالنظر إلى الوضع الوبائي المخيف والمقلق الذي تعيشه بلادنا، يستوجب - حسب الدكتور - على الجميع أخذ اللقاح لضمان الحماية من المضاعفات الخطيرة والأمراض الشديدة، خاصة وأنه يمنع الأجسام المضادة من نقل العدوى للآخرين، وبالتالي كبح انتشار الفيروس الأصلي، وحتى السلالات المتحورة المعروفة بسرعة التفشي.  

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024