أخصائية طب العيون، صفية نمار:

يجب حماية أطفالنا من مخاطر ضوء الشاشات

حوار: نضيرة نسيب

 التعرّض المطوّل للأشعة الزرقاء خطر على العينين

نبّهت الدكتورة صفية نمار، المختصة في طب العيون، من خلال حوارها مع جريدة “الشعب” إلى خطورة تعرّض الأطفال في مختلف الأعمار، وخاصة في سن مبكّرة للأشعة الزرقاء بصفة مطوّلة، والتي نجدها في شاشات الهواتف النقالة وغيرها، لأن هذا النوع من الأشعة، بحسبها، يتسبب في أمراض خطيرة، إن لم يسارع الأولياء في الكشف عنها مبكرا، ونجد من أخطرها مرض طول النظر المعروف بالميوبي myopie، الناجم عن التهاون وعدم مراقبة الأطفال الصّغار، عند الاستعمال المفرط لمختلف الوسائل التكنولوجية، وهذا ما له تأثيرات سلبية على صحّتهم البصرية التي بإمكانها أن تنعكس على نتائجهم الدراسية.

«الشعب”: ماذا يحدث للعينين عند التعرّض المطوّل للأشعة الزرقاء؟
صفية نمار: عندما يتعرّض الشخص مطوّلا للأشعة الزرقاء التي ينبعث ضوءها من الشاشة غير المحمية بالفيلتر، تجف العين وتصاب باحمرار والتهابات، بسبب التركيز في الرؤية لمدة طويلة حيث لا ترمش العين، وينجم عنه جفاف في العين لعدم تحريكها لفترة طويلة نتيجة عدم إفراز الدموع، بالإضافة إلى التعرض إلى الحرارة المنبعثة من هذه الأجهزة، وقد يؤدي كل ذلك  مع مزوز الوقت إلى تسجيل تعب بصري أو ضبابية في البصر لاسيما لدى الكبار أو الصغار، وأهم إصابة يتعرض إليها هؤلاء تتمثل في طول النظر المعروف بـ “الميوبي myopie”، ويخصّ الخلل في النظر عن بعد، كما يمكن أن يتعلق هذا المشكل بنقص النظر عن قرب أيضا، وهي إصابة تستدعي الكشف المبكر عنها خاصة عند الطفل الصغير.
ما علاقة هذه الإصابة بالتعرض المفرط للأشعة الزرقاء؟
 تمسّ الإصابة المسماة بطول النظر الأطفال الذين يتعرضون للأشعة الزرقاء لساعات مطوّلة ولها علاقة مباشرة بهذا النوع من الإصابات، وهذا في حالة عدم تسجيل خلال عملية الكشف الطبي سببا وراثيا في عائلة الطفل ـ بمعنى لا أحد من أفراد العائلة يحمل خللا في جيناته أو مورثاته التي تمنح الطفل المصاب قابلية للتعرض لمثل هذه الإصابات والمتعلقة ببعد النظر، هنا يستجوَب مرّة أخرى ولي الطفل من طرف الطبيب الأخصائي بهدف الكشف عن العوامل المؤدية لمشاكل النظر في هذه السّن المبكرة، ويسجل في كثير من الحالات كنتيجة لذلك أن من بين أهم الأسباب المباشرة والمنتشرة بكثرة حاليا هي إمكانية تعرض الطفل للأشعة الزرقاء بصفة مطوّلة ومستمرة يوميا وبدون انقطاع، ويكون ذلك من خلال الكشف عن الاستخدام العشوائي والمفرط لمختلف الوسائل التكنولوجية التي تحوي شاشات تنبعث منها الأضواء الزرقاء، وأهمها الهاتف النقّاّل واللّوحات الإلكترونية المعروفة بـ “الطابلات”.
كيف نتفادى الأشعة الزرقاء التي تنبعث من مختلف الشاشات؟
الدراسات مازالت جارية لمعرفة الأسباب التي تؤدي إلى مشكل طول البصر حيث لم يتم تحديدها كلها، لكنه تبين حاليا أن من أهمها نذكر التعرّض المطوّل للأشعة الزرقاء دون استعمال العازل الأزرق blue bloc، علما أن هذه الخاصية المتوّفرة حاليا في مختلف الشاشات الحديثة، مثل الهاتف النقال وغيره، تساعد على الحماية من مضار هذه الأضواء الصادرة عنها، وهي عبارة عن تطبيق يفعّل من أجل الحماية من الأشعة الزرقاء، كما يمكن استعمال نظارات تحمل فيلتر يحمي من هذا النوع من الأشعة المضرّة بنظر الكبار والصغار في حالة عدم توفرها.
 ذكرتم سابقا خطورة التأخر في الكشف عن هذا النوع من الإصابات البصرية، هل من توضيح؟
 من المهم الكشف المبكر لمثل هذه الحالات، لأن كلما اكتشفنا هذه الإصابة لدى الطفل في سن مبكرة قبل الدخول المدرسي أي قبل الست سنوات ومن الأحسن قبل ثلاث سنوات، يمكننا علاج مثل هذه الحالات مبكرا وتحسين نسبة الرؤية بصفة كبيرة، لأن الطفل لا يزال في طور النمو، وهو يتأثر بهذه الإصابة أكثر من غيره وننصح الأولياء بالتقليل من مدة التعرض لهذه الأشعة الزرقاء، نعرف أنه من الصعب عليهم منع أطفالهم من استعمال الهاتف النقال أواللّوحات الالكترونية، ولكن عن طريق التقليل من نسبة التعرض، يمكننا تفادي هذا النوع من الأضرار التي تصيب العين، والتي لا يمكن إصلاحها في سنّ متقدمة بعد الدخول المدرسي، إلا فيما يخصّ الحالات المتعلقة بتصحيح الرؤية عن طريق استعمال نظارات.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024