استراحة نفسية

كيف تجنّب طفلك صعوبة الكتابة؟

 

 تشرح الدكتورة فاطمة الزهراء بن مجاهد، المختصة في علم النفس العيادي، للأولياء كيفية تهيئة الطفل منذ الطفولة المبكرة لمساعدته على إتقان مهارة الكتابة والتحكم فيها لتجنب مشكلة صعوبة الكتابة التي يمكن أن تواجه الأولياء في مرحلة ما من مراحل تمدرس أطفالهم، وتنصحهم بالالتزام ببعض الخطوات والتقنيات التربوية البسيطة، لكي تسهل عملية تعليمهم الكتابة بطرق صحيحة منذ نعومة أظافرهم.
 وفي هذا الإطار، تعرض الدكتورة بن مجاهد فكرة مهمة، وهي من غير الممكن التحدث عن مشكل عسر أو صعوبة الكتابة لدى الطفل إلا بعد بلوغه عمر 8 سنوات، وبعد السنة الدراسية الثالثة ـ إذا تأكد المشكل ـ يحتاج الطفل حينها متابعة متخصصة، لأنه قبل هذه السنوات، انطلاقا من مرحلة الروضة، يعيش هذا الأخير في مرحلة الاكتشاف فمن الطبيعي والعادي أن يخطئ أو يخفق، وهذا لا يمثل مشكلا لديه، ولهذا تنصح المختصة أولياء الأمور أخذ بعين الاعتبار نقاطا أساسية ومهمة، قبل وصول أطفالهم إلى مرحلة الدراسة، وتذكر من بين أهم هذه النقاط التركيز على منح الطفل العاطفة والحب غير المشروط والمعتدل، مع الإثارة الحركية والسمعية والبصرية، حيث يجب أيضا استخدام الهيمنة الدماغية أو بما يعرف بالجانبية اليمنى، بمعنى يتوجب على الأولياء والمحيطين بالطفل أن يحاولوا إثارة الجانب الأيمن من الجسد لدى الرضيع مثلا، وذلك عندما يريد التقاط أشياء “نحاول أن نقربها من يده اليمنى”، تقول الدكتورة، “إذا ما أعطانا يده اليسرى”، وهذا النوع من التربية على الهيمنة الجانبية “نوقفها قبل الدخول المدرسي. ونبدأ بالتربية الجانبية أوالهيمنة الجانبية بالتركيز على الجانب الأيمن، منذ بلوغ الطفل عمر الشهرين إلى غاية الست سنوات، وهنا بحسبها تتحقق مرحلة التمايز، بعدها إذا لاحظنا أن الطفل يساري خلقيا نتركه يختار الجانب الأيسر” تلقائيا.
 من بين الأمور التي تخص إثارة الجانب الحركي، تذكر أيضا المختصة في علم النفس العيادي، أهمية تعليم الطفل كيفية التقاط الملعقة أثناء الغذاء، مع تركه يقوم بذلك لوحده منذ الشهر التاسع من عمره، والأمر المهم في هذه المرحلة منحه فرصة التعلم لوحده مع كيفية استعمال أطراف يده وأصابعه بشكل دقيق، مما يجعله يتحكم في عملية أخذ القلم وفي طريقة إمساكه مستقبلا.
وفيما يخصّ تشخيص عسر الكتابة، تذكر الدكتورة بن مجاهد، خمسة أمور مهمة أيضا، وهي العاطفة، الذكاء والإدراك الزمني والمكاني، وكذا الإدراك السمعي البصري، بحسب نمو الطفل دون إهمال عامل الجانبية ـ المذكور آنفاـ وعن كيفية الكشف عن عسر وصعوبة الكتابة هناك عناصر ممكن الاعتماد عليها وتشمل ـ بحسب المختصةـ عناصر تثير انتباه الأولياء أو المعلم، من بينها ملاحظة عدم وضوح كتابة الطفل أوعدم توازيها مع الخط المستقيم، كما من الممكن أن يسجل عدم كتابة الطفل للكلمات بصفة كاملة حيث تكون هناك حروف ناقصة لا تسمح بفهم الكلمات وقراءتها وتصعّب من قراءتها، بالإضافة لتسجيل صعوبة التوفيق في حصة الإملاء لدى الطفل حيث نسجل عدم إمكانية إعادة كتابة الحروف أو الكلمات التي يطلب منه كتابتها.
 في الأخير تؤكد المختصة، فاطمة الزهراء بن مجاهد،، على أن القراءة والكتابة تميز وجود الأشخاص لذلك يتوجب على الأولياء معالجة عسر وصعوبة الكتابة لدى الطفل حتى يحقق ذاته بصفة كاملة، ويكون ذلك وفق خطوات ذكرت أهمها في هذا الموضوع، من بينها عرضه على المتابعة المتخصصةـ كما تمثل طريقة تكليف الطفل بأعمال وتمارين متنوعة تتمثل في إعادة نسخ فقرات قصيرة أو القيام بتلخيص محتوى قصص بعد قراءتها، مع الحرص على مرافقتهم مرافقة تكون في نفس الوقت فعّالة وتعبر عن محبة وعاطفة الأولياء خاصة في البيت من أجل تشجيعهم على تجاوز مثل هذه العقبات في بداية حياتهم، إضافة إلى ذلك من الأفضل توفير التغذية الصحية والسماح للطفل بالقيام بتمارين رياضية، وعلى العموم مجمل النقاط المذكورة تقول الدكتورة، بإمكانها أن تساعده (الطفل) على اكتساب ثقة في النفس لتجاوز كل ما بإمكانه أن يعترضه من عقبات في مساره الدراسي مستقبلا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024