تجنبا لمخاطره الصّحية بعد العطلة.. أخصائيـون:

إبعــاد الهاتــف الذّكـي عن الأطفال.. أفضل الحلول

جمعتها: نضيرة نسيب

 في ظل تزايد المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام الأجهزة الإلكترونية، يصبح من الضروري إعادة التوازن بين الأنشطة الدراسية والاجتماعية الواقعية واستخدام التكنولوجيا لدى الأطفال المتمدرسين.
 فمع انتهاء العطلة المدرسية وعودة الأطفال إلى المدارس، تبرز أهمية إبقائهم بعيدين عن الهواتف الذكية التي قد تؤثر سلبًا على صحتهم، فالإفراط في استخدامها خلال العطلة  يخلق مشكلات مثل الإرهاق البصري وضعف التركيز مما يلزم الأولياء مع بداية الفصل الدراسي الجديد، بتوجيه اهتمامات الأطفال نحو أنشطة مفيدة لصحتهم وتساعدهم في التركيز على دراستهم.

أظهرت دراسة حديثة أجرتها مجموعة بحثية في منطقة الباسك بإسبانيا، تحليلًا للنظام البيئي الرقمي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و12 عامًا. وكشفت الدراسة أن اثنين من كل ثلاثة أطفال يمتلكون هواتف ذكية، ويستخدمونها بشكل أساسي للتواصل مع العائلة والأصدقاء، بينما يركزون على مشاهدة مقاطع الفيديو على منصات مثل اليوتيوب، التيك توك، وليس على إنشاء المحتوى. هذا الاستخدام المحدود لوسائل التواصل الاجتماعي في هذه المرحلة العمرية من طرف الأطفال في هذا السن  يعني أنهم لا يواجهون نفس الضغوطات الاجتماعية التي يواجهها المراهقون الأكبر سناً، مما يمكن أن يساهم في تجنب بعض المخاطر النفسية المرتبطة بالاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي.

تأثيرات الهواتف الذكية على صحة الأطفال

يتفق الأطباء على أن الإفراط في استخدام الهواتف الذكية له تأثيرات صحية سلبية واضحة على الأطفال والمراهقين حيث يعد الإرهاق البصري من أبرز هذه المشكلات، لأن النظر المستمر إلى الشاشات يؤدي حتماً إلى إجهاد العينين. إضافة إلى ذلك، هناك آثار سلبية على صحة العمود الفقري بسبب وضعيات الجلوس غير الصحيحة أثناء استخدام الهواتف. كما أظهرت الدراسات أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا يساهم في تدهور النوم عند الأطفال، مما يؤثر على نموهم العقلي والبدني. وأظهرت دراسة  أجريت بجامعة أكسفورد (2024)  أن الأطفال الذين يقضون أكثر من ساعتين يوميًا في استخدام الشاشات يعانون من اضطرابات في النوم، مما ينعكس سلبًا على أدائهم االمدرسي.

القلق والاكتئاب نتيجة الإفراط في استعمالها..

على الصعيد النفسي، تؤكد الدراسات أن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل تحديًا كبيرًا للأطفال لأن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى القلق والاكتئاب نتيجة الضغط الاجتماعي. في دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية (2023)، تم التأكيد على أن الأطفال الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة هم أكثر عرضة لمشاعر العزلة والإحباط.
كما أن الألعاب الإلكترونية، التي تعد جزءا كبيرا من استخدام الهواتف الذكية، قد تساهم في إدمان الأطفال على هذه الأجهزة وتؤثر على حياتهم الاجتماعية، مما يقلل من تفاعلهم مع أقرانهم في الواقع.

كيفية إدارة وقت الأطفال في ظل التكنولوجيا

 كما يوجه الأخصائيون التربويون مع بداية العودة إلى المدارس، الأهل إلى اتخاذ إجراءات للحد من استخدام الهواتف الذكية عن طريق  وضع قواعد واضحة بشأن أوقات استخدام الأجهزة، مع تخصيص وقت أكبر للدراسة والأنشطة البدنية. إضافة إلى ذلك أكدت هذه الدراسات أن الأطفال الذين يشاركون في الأنشطة الرياضية أو في القراءة بعيدا عن الشاشات يكونون أكثر قدرة على التركيز وتحقيق نتائج دراسية أفضل. لذلك، يجب على الأهل تشجيع أبنائهم على ممارسة الأنشطة البدنية والذهنية التي تساهم في تقوية التركيز الذهني وتحد من الآثار السلبية لاستخدام الأجهزة.

استراتيجيات للحدّ من استخدامها

يوصي الأخصائيون في علم النفس والتأهيل باستخدام تطبيقات لتنظيم وقت استخدام الهواتف الذكية، بحيث يتم تحديد أوقات محددة لاستخدامها. كما يمكن تشجيع الأطفال على قراءة الكتب أو ممارسة الأنشطة الفنية التي تتطلب التركيز. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأهل أن يكونوا قدوة لأطفالهم من خلال تقليل استخدام الهواتف في أوقات العائلة. إحدى الدراسات التي أجرتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (2023) أظهرت أن الأسر التي تحدد وقتًا محددا لاستخدام الهواتف الذكية تحظى بأطفال أكثر توازنا في استخدام التكنولوجيا.
مع عودة الأطفال إلى المدارس، يجب أن يصبح استخدام الهواتف الذكية تحت المراقبة  لذا يتطلب الأمر وضع استراتيجيات للتقليل من استخدامها من أجل تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية. بينما تتيح التكنولوجيا فرصا كبيرة، إلا أن استخدامها المفرط قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة العامة والقدرة على التركيز. يجب أن يكون هناك توازن بين الوقت الذي يقضيه الأطفال في التعلم والانخراط في الأنشطة الاجتماعية الواقعية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19761

العدد 19761

الأربعاء 30 أفريل 2025
العدد 19760

العدد 19760

الثلاثاء 29 أفريل 2025
العدد 19759

العدد 19759

الإثنين 28 أفريل 2025
العدد 19758

العدد 19758

الأحد 27 أفريل 2025