مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، ترتفع حالات الإجهاد الحراري والجفاف، خصوصا بين الفئات الهشة صحيا، ما يجعل من الجفاف واحدا من أبرز المخاطر الصحية المرتبطة بهذا الفصل، وأحيانا الأخطر، بحسب ما يؤكده أهل الاختصاص.
يُعرّف الجفاف طبيا بأنه فقدان الجسم لكمية من السوائل تتجاوز ما يتم استهلاكه، سواء عبر التعرق وغيره أو حتى التنفس. وفي الطقس الحار، يتضاعف فقدان الجسم للماء في محاولته لتنظيم حرارته، ما يفقده أيضا عناصر معدنية حيوية مثل الصوديوم والبوتاسيوم، ويؤثر في توازن الوظائف الحيوية.
بحسب ما جاء في دليل منظمة الصحة العالمية، فإن الجفاف لا يقتصر فقط على الشعور بالعطش، بل هو حالة قد تؤدي إلى اضطراب ضغط الدم، نقص التروية الدموية، بل وحتى الفشل الكلوي في الحالات القصوى، خاصة إذا ما ترافق مع التعرض المباشر والطويل لأشعة الشمس.
وتشير أغلب المصادر العلمية إلى أن أعراض الجفاف تبدأ بـالعطش الشديد، جفاف الفم، التعب، قلة طرد السوائل مثل العرق والبول وتغير لونه إلى الداكن، الصداع والدوخة، وقد تتطور إلى تسارع ضربات القلب، انخفاض ضغط الدم، تشنجات عضلية أو فقدان الوعي.
البداية بالعطش والنهاية بفقدان الوعي
تكون هذه الأعراض أكثر حدة عند كبار السن، مرضى السكري، والأطفال الذين غالبا لا يعبرون عن إحساسهم بالعطش. ويحذر خبراء تابعين لمراكز مختصة في الوقاية من الامراض من أن الجفاف الحاد لدى المسنين قد يمر بصمت، نظرا إلى أن الإحساس بالعطش يقل مع التقدم في السن، إلى جانب تعاطي بعض الأدوية المدرة للبول.
ويؤكد موقع طبي، أن نقص الماء في الجسم يؤثر مباشرة على أداء القلب والكلى والدماغ، ويقلل من كمية الدم الجاري، ما يعيق تغذية الأنسجة بالأوكسجين، وقد يسبب مضاعفات تهدّد الحياة.
إرشــادات ونصائـــح للوقايــة..
في مواجهة هذه الأخطار، يقدّم الأطباء مجموعة من الإرشادات الوقائية، تشمل:
شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم، حتى دون الشعور بالعطش.
تجنب الشمس من الساعة 10 صباحا إلى 4 مساء.
ارتداء ملابس قطنية فضفاضة تمتص العرق وتسمح بمرور الهواء.
الحد من النشاط البدني في أوقات الذروة الحرارية.
تناول خضروات وفواكه غنية بالماء مثل البطيخ، الخيار والطماطم.
كما تنبه جمعية القلب الأمريكية إلى ضرورة الحد من تناول المشروبات المدرة للبول مثل القهوة والشاي، لأنها قد تزيد من فقدان السوائل.
وفي هذا السياق، تطلق وزارة الصحة في هذه الفترة حملات توعوية خلال موجات الحر، تشدّد فيها على أهمية الترطيب المنتظم والانتباه إلى الفئات الضعيفة صحيا، خاصة الأطفال والمسنين.
إلزاميـــــة الإسعــــــــاف المبكّـــــر
يعدّ الجفاف أحد الأخطار الصحية الصامتة التي ترافق حرارة الصيف المرتفعة. وقد يكون رصد الأعراض المبكرة والتصرف بسرعة، مفتاح الوقاية من مضاعفات خطيرة قد تشمل فشلا كلويا، أو حتى تهديد الحياة. لذلك، تبقى الوقاية والوعي أفضل الوسائل لحماية الجسم من فقدان السوائل، في وقت يشهد فيه العالم تزايدا مستمرا في درجات الحرارة بسبب التغير المناخي.