«الشعب» تستطلع أجواء العيد بمستشفى باب الوادي

زيارة ترسم الفرحة على وجوه الأطفال المرضى

ضيرة نسيب

زارت «الشعب» بمناسبة عيد الفطر المبارك الأطفال المرضى المتواجدين في مستشفى «لمين دباغين» بقسم طب الأطفال لتنقل فرحتهم وسعادتهم التي لا تقدر بثمن، وهم يستقبلون زوارهم رغم تعبهم وألمهم جراء المعاناة المتواصلة مع المرض، فلم يكن بوسعنا إلا أن نشاطرهم إياها.

لم نأخذ لهذه الزيارة موعدا، إلا أن أبواب المصلحة كانت مفتوحة على مصراعيها للزوار، فليس هناك من حجة تمنع أحدنا من الدخول، فاليوم يوم عيد. خطونا بعض الخطوات بحذر في أروقة المصلحة. للوهلة الأولى كانت تبدو لنا  أنها شبه مهجورة وهي في الأصل كانت تمثل قسم الاستعجالات لطب الأطفال، أين التقينا بالطبيبة المداومة والتي أخبرتنا بأنه لم يسجل حالات خطيرة وكانت قليلة جدا في أول يوم العيد، حينها أبدينا رغبتنا في زيارة الأطفال المرضى، فوجهتنا للطابق العلوي حيث يتواجدون. صعدنا إلى القسم المشار إليه وكلنا أمل أن لا يطلب منا إذن بالزيارة من الوزارة ـ كما هو في المعتاد ـ لنعود أدراجنا خائبين، إلا أن العكس تماما كان في هذا اليوم، حيث رحب بنا وكان أحسن ترحاب ولا يمكن أن نصف لكم بدقة مدى الفرحة التي ارتسمت على وجوه هؤلاء الأطفال الذين كانوا في انتظار التفاتة من طرفنا نحن الأصحاء وهم الذين لم تسمح لهم حالتهم الصحية بأن يستمتعوا بفرحة يوم العيد، مثلهم مثل باقي أطفال العالم في أحضان عائلاتهم خوفا من تعقد حالاتهم الصحية وابتعاد مقر سكناهم عن المستشفى.

أم يزيد رقاني ( تمنراست).. تعبر عن فرحتها للتكفل بعملية ابنها

عبرت أم يزيد رقاني، البالغ من العمر عشر سنوات، المتواجدة منذ أسبوع بالمستشفى مع ابنها عن فرحتها بالتكفل بالعملية التي ستجرى له حيث قدم الطفل من ولاية تمنراست لقضاء عطلته الصيفية بالمخيم الصيفي بمنطقة سيدي فرج، إلا أنه وللأسف أصيب بوعكة صحية تمثلت في أزمة تنفسية حادة، تقول أمه، والتي كانت السبب لحسن الحظ في أن يتكفل به هنا بالجزائر العاصمة بعد أن تعذر القيام بذلك في السابق نظرا لبعد المسافة التي تفصل مقر سكناه عن المستشفى وهو في الأصل كان يعاني منذ صغر سنه من مشكل صحي على مستوى القلب والرئتين ـ  حسب ما أخبرتنا به أمه ـ وهي الآن تعبر عن فرحتها بقروب موعد إجراء ابنها يزيد العملية وتشكر سكان العاصمة على كرمهم وتتمنى بالمناسبة عيدا مباركا لكل الجزائريين والشفاء العاجل لابنها ولكل الأطفال المرضى المتواجدين ببيوتهم وبكل المستشفيات.
 
 أم سارة ( الجزائر العاصمة).. تهنئنا بالعيد وكلها أمل في أن يتكفل بعلاج ابنتها في الخارج

تكلمت أم سارة حامل، البالغة من العمر ١٤ سنة، عن سبب تواجد ابنتها في المستشفى منذ أربع سنوات، وهي تقول أنه يتعذر على سارة مفارقة سريرها بالمستشفى لتعقد حالتها الصحية، فهي مصابة بمرض القلب الذي يدعى كارديو باتيك ريكسيبتيبل، حسب ما أوضحته لنا أمها، وهي تحتاج لعملية زرع قلب ورئتين وهي عملية باهظة الثمن وتدعو أهل الخير والمسؤولين للتكفل بعملية سارة في الخارج والتي تبلغ كلفة الإقامة لليلة الواحدة بالمستشفى الـ ٠٠٠ ٣٠ آورو ناهيك عن  كلفة العملية التي تصل إلى مليارين سنتيم . كما شكرت أم سارة كل الأطباء الذين لا يتوانون في مد يد المساعدة لها ولسارة بتوفير الدواء لها ولو بشرائه في مرات عديدة من مالهم الخاص وهي ممتنة لهم  وتتمنى لهم عيدا مباركا وأن يديم الله عليهم نعمة الصحة والعافية  ـ إنشاء الله ـ كما تتمنى الشفاء لابنتها سارة ولكل المرضى وتقدم لكل الجزائريين تمنياتها بأن يقضوا عيدا سعيدا ومباركا   .

أم إسراء ( المدية).. تتمنى أن تجرى عملية زرع خلايا جذعية لابنتها الصغيرة

تحدثت لنا أم إسراء البالغة من العمر ٩ سنوات عن عجزها حيال حالة ابنتها التي لا تستطيع المشي حيث يتعذر عليها مزاولة دراستها. وأخبرتنا عن حسرتها لعدم توفرها على الإمكانيات اللازمة التي تسمح لها بإجراء عملية لها والتي تتطلب تقنية زرع الخلايا الجذعية حيث لا يمكن القيام بها في الجزائر نظرا لعدم توفر هذا النوع من العمليات ببلادنا، وتقول أيضا أن تكاليف العملية فقط دون الإيواء تصل إلى ما يقارب الـ ٢٠٠ مليون سنتيم وتتمنى أن يتكفل بها في القريب العاجل لتتمكن ابنتها من مزاولة الدراسة مثلها مثل باقي الأطفال في سنها وتتمنى عيدا سعيدا لكل المرضى ولأهلها بالمدية. ولكن فرحنا كثيرا عندما انقلبت دموع الأم في الأخير إلى فرحة بادية على وجهها عند رؤية ابنتها وهي تتناول الحليب والبسكويت من يد أحد الشباب الذين قدموا لزيارة المرضى في مثل هذا اليوم وهي تقول أن ابنتها لم تتناول الحليب منذ ثلاثة أيام.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024