وقعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ومركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب، مذكرة تفاهم لخدمة الأسرى المحررين، الذين أفرج عنهم من سجون الاحتلال الصهيوني، والذين تعرضوا لأبشع وسائل وأساليب التعذيب الجسدي والنفسي، مما كان له تداعياته السلبية عليهم خلال الاعتقال وبعد تحررهم.
وأفادت الهيئة في بيان صادر عنها، أن توقيع هذه المذكرة يأتي في ظل أصعب وأخطر مرحلة تعيشها الحركة الأسيرة الفلسطينية، جراء السياسات العقابية والتنكيلية التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة في السابع من أكتوبر من العام 2023. وأشارت إلى أن مذكرة التفاهم تضمنت بنودا واضحة تنص على التعاون والتكامل في خدمة الأسرى المحررين، والعمل الجاد على تقديم كل ما يلزم لهم لإزالة التراكمات النفسية التي اجتاحت أجسادهم وأرواحهم بفعل الإرهاب الصهيوني المنظم داخل السجون والمعتقلات، بحيث يكون العمل بروح الفريق الواحد، كخدمة وطنية وإنسانية لهذه الشريحة المناضلة.
ولفتت إلى أن توقيع الاتفاقية جاءت من خلال طاقمين من الهيئة والمركز على رأسهما رئيس الهيئة رائد أبو الحمص ومدير عام المركز الدكتور خضر رصرص، في إطار الشراكة بين المؤسسات الرسمية والمؤسسات الأهلية، وانطلاقاً من المسؤولية الوطنية والاجتماعية والإنسانية تجاه الأسرى والمحررين وذويهم، حيث أكد الطرفان على أن العمل سيكون مكثفا خلال الفترة المقبلة.
اشتقـت لحِلبِـــة أمــي
زرت ظهر يوم سجن الدامون في أعالي الكرمل السليب، لألتقي بالأسيرة تسنيم بركات عودة (مواليد 17.09.2003) من عناتا/ القدس، طالبة قانون في جامعة القدس/ أبو ديس. حدّثتني بداية عن “القمعة الكبيرة”، غاز مع تسكير الأشناب وصياح وضرب، وعن الاعتقال يوم 12.12.24من واد الجوز وعن حلم والدها الشهيد (استشهد يوم 30.10.22) يشوفها محامية، وكان مشروع التخرّج بجانفي 2025 وما زبطت بسبب الاعتقال، وستحقّق حلمه قريباً. تسنيم في غرفة 10 برفقة سهام أبو سالم/ غزّة، بشرى قواريق، ولاء حوتري، ماسة غزال وسامية الجواعدة (خبّرتني كيف تلقّت خبر وفاة والدها وأوصلتها التعازي). “كثير مشدّدين علينا، الأشناب بفتحوه بس لتدخيل الأكل والسجّانة ترافق الخوليا وتستعجلها كل الوقت، دايما لابسات ع روسنا، اليانس بدون تنورة، الضغط صعب، ألفاظ نابية كل الوقت، المخابرات: ليش بتعملوش مشاكل مع بعض؟”، وأخيراً عالجوا الطاحونة وخلعوها وقطّبوها بعد مماطلة استمرت شهوراً.
سيرين توصل رسالة بنات الدامون: “يا باسمة الوجه، يا ضاحكة العينين، قد أكون نسيت شرب القهوة لكن ضحكة عينيكِ لن تُنسى، إخوتي وأخواتي أعمدة القلب، أسيرات الدامون يهزهن الشوق ولا تنسونا من دعواتكم”. سلّم على إمي، خبّرها “أنا بأذّن بالقسم وكل آذان بطلب من البنات يدعو لها”، اشتقت لأكلها وبالذات الحلو وبالذات “الحِلبِة”، وعلى خيّاتها أمينة ونور، وإخوتها، إياد ونور: اشتقت أتطاوش معكم” ورسالتها للعائلة: عيشوا كل يوم وانبسطوا ع شاني.
شيماء وميساء: اشتقت نقعد بالجامعة ونحكي ونفضفض، واشتقت أدرس للامتحانات معكن. سجود (أختها): إمّي بأمانتك، خلّيك فرجي لولو (بنتها، تهنّيها بعيد ميلادها 22.06) صوري وانشالله بلحق ولادتك. آية (أختها): انتبهي على دروسك وجامعتك وانشالله بلحق كتب كتابك. طلبت إيصال سلاماتها واشتياقها لكلّ من يسأل عنها بالخير. لك عزيزتي تسنيم أحلى التحيّات، والحريّة لك ولجميع حرائر الدامون.