يرحل صاحب الكلمات الثورية الذي لم يستثمر كغيرهِ في ذلك الوقت “ بالقضية”. عندما يموت زياد الرحباني، يُفتح كتاب تاريخ حركة الوعي لكل الذين عبروا لبنان واستوطنت قلوبهم على وجه التحديد بيروت.
هذا الزمن “زمن زياد الرحباني”، الزمن لا يقل أهمية عن حكاية تاريخ لبنان، كل لبنان، بحلوه ومره، بشقائه وبشفائه، بحربه وبسلمه، بشماله وجنوبه، بشرقه وغربه، بساحله وجبله، بثورته ووطنيته، وحياديته و«انعزاليته”.
فهذا زمن زياد الرحباني، الذي لا يصح ولا يجوز لكاتب التاريخ أن يغفله أو يحيد عنه غافل، لأنه مثّل حالة وجودية فلسفية استشرافية، كانت تقرأ ما سيكون، وشكل حالة ثورية ضمن مسلكياته اليومية التي يصعب تقليدها وتكرارها.