هل تكفي عشر دقائق لتلخيص فاجعة أودت بالحياة في مكان ما، هل تكفي لتدلّك على وادي الخراب السحيق الذي تسبح فيه الأرواح هائمة، مشرّدة وناقصة؟، هل تكفي عشر دقائق لتنقل كل ما يتراكم من ثقل الفقد والنزوح وصدمة الانتهاك للكرامة البشرية؟، كم فيلما تحتاج غزّة لتُحكى الحكايات منها وعنها، وما الذي ستقدّمه عشر دقائق عن ملامح فقدت روحها؟
ستشاهد الفيلم القصير بينما تدرك أنه مثالٌ ربما يتكرّر لقصص مشابهة، لكنه بقالب فنيّ هذه المرّة، مثال يدقّق قليلا في التفاصيل، مثال مكثّفٌ وعاجلٌ إن دقّ الوصف! ربما لا يقدّم الفيلم حكاية جديدة، لكنّه يمنحك التفاصيل الإنسانيّة خلف ما تخفيه الأخبار، يقدّم ما لا تجد له متّسعا في الشريط الضيّق في النشرات التي لا تكاد تهدأ بسبب ازدحام القوائم والقبور وتسارع القتل والهدم، يقدّم فيلم فراغ إذن ما سبق ومررت أشباهه الشاشات التي لا تشير عادةً إلى الأسماء والصفات وما وراءها، حيث صار من المعتاد ألّا تذكر الحكايات والأسماء في سياق المذبحة ويكتفى بأرقام الضحايا!
يفتتح الفيلم باللون الرماديّ، المستفزّ بما يحمله من معنى هناك في خلفية المشهد! يفتتحُ بلون الخرائب المتراكمة في مناطق واسعة من قطاع غزّة الآن، لن تلاحظ على امتداد الدقائق العشر لونا سواه، لأنه بكل بساطة صار علامة على ما سبّبته آلة الحرب، تبدو البيوت مسحوقة أو مقضومة، ولا ترى الوجوه والأجساد التي تمرّ إلا حاملةً أو محمولة تنقلها لك كاميرا المصور محمود زقوت كما هي ! إنها الشوارع التي أصبحت غريبة بكل ما تحطّم فيها من معالم والتي لم تعد مهيأة للمشاة الهادئين أو ربما بتعبير أدقّ الآمنين!
ينقل لك المشهد الأول شابا يمشي بهدوء لا يتناسب مع فكرة التوتر التي تنشئها القذائف التي لا تسمع الآن لكنك ترى آثارها، إنه سير الميت الحيّ كما ستدرك لاحقاً حين تكتشف ما وراء هذا البطء في الخطوات!
تمّ تصوير الفيلم القصير في اليوم الأول بعد الأربعمائة من عمر الحرب، أو على الأقل هكذا تمّ التأريخ لوقت وقوع الأحداث وتمّ تصويره ومونتاجه خلال أربع وعشرين ساعة فقط كما أخبرني كاتب ومخرج العمل!
ستسمع صوت طائرة الاستطلاع على طول الفيلم، إذ أنّ صوتها يعدّ خلفية معتادة تمّ التطبيع مع وجودها صباحا ومساء، فهي بضوضائها وبما يعنيه وجودها المستمرّ كانت وما زالت تندمج مع التركيبة الجارحة للفضاء الرمادي في القطاع والذي يتعرّض للانتهاك الوجودي بكل مكوناته وتركيباته النفسية والسكانية والآدمية فوق كلّ ذلك!
في الحرب يصبح الالتفات المتوتّر سمة عامة، حيث أنّك حين تقصفُ من الأعلى بصواريخ تدمر وتسبب زوبعة من الشظايا كل مرة، تتعرّض بدورك لتحفيز عالي الوتيرة للفطرة الطبيعية التي صممت لدفعك على اتخاذ تدابير النجاة لكن، ما الذي تعرّض له حامل الأثقال هذا ليظهر بهذا الجمود، دون التفاتٍ أو حذر!
ستخمّن أنه مجرّد مشرّد بلا بيت، فاقدٌ أو مفقود، خارجٌ من حطام بيتٍ أو خيمة، أو ربما يائس يبحث عن طعام وبعض حطب، ثمّ ستشكّ في أنه مضطرب تعرّض لما يفوق الاحتمال ليبدو بهذا الأسى!
الصورة العامة التي تبدأ بها مشاهد الفيلم، كافية لتعرف أين هو، ثم لتتوقع من هؤلاء الذين سيلقاهم حتى مع غياب أسمائهم! خطوات بطيئة ستنتهي بعد قليل بصاحبها، الذي لا تتبدّل ملامحه الشاردة وما تنقله من جمود!
كمشاهد مفترض لهذا العمل صرت تعرف أكثر حتى ما ستمرّره الجمل والهمهمات التي ستعلو وتهبط في وسيلة النقل البسيطة مكشوفة السقف، ضيّقة المساحة وقليلة استهلاك الوقود بالطبع، التي تسمى باللغة الدارجة “توكتوك” والتي ستتوقّف لتقلّ الرجل الذي ما زال صامتا مع آخرين إلى وجهة غير معلومة ولن تصبح معلومة حتى نهاية الطريق، أو ما يفترض أنه الطريق!
ليس هناك ما هو غريب، على غرابته، حطام على مدّ البصر، حطام جعل من الطرق الأليفة متاهة، ومن الإحباط النفسي هدفا يغذيه انعدام الأمل في توقف مكبس القتلة عن سحق الأجساد بلا رحمة بكل ما يمارسه الاحتلال الصهيوني وجيشه الهمجي من صنوف العقاب الجماعي المنظّم!
الخطوات البطيئة في البداية ستثير تأويلاتك وربما فضولك، ثمّ بعد إثارة الفضول ستأخذك الصورة إلى ملامح الرجل الصامت واضطرابات وجهه، على خطوط جبينه التي لا تسترخي مما يعطيك انطباعا بأنّه يحترق داخليا، يصلك الشعور بالتوتر وأنت تراقب معاناته الواضحة في شروده وضغطه المستمرّ بقبضته على فمه، كأنه يمنع صراخا أو بكاء أو حتى تنهيدا عليه أن يخرج، سينقبض قلبك لكونه لا تخرج من فمه أيّ كلمة، سيخطر لك حتى أنه ربما مصابٌ بالخرس! يحدث ذلك كلّه في المكان الضيّق المزدحم بالنساء والرجال والسائق، سيلٌ من الأحاديث يدور في المساحة الضيّقة، الجمل القصيرة لا تكاد تتوقّف من الراكبين الآخرين، يلخصون فيها أخبارا غير عاجلة تعرض شكل القسوة والعدم الذي يضطرون لمواجهته واحتماله، ينتبهون للرجل الصامت وما يعكسه وجهه، يحاولون حثّه على الكلام دون جدوى، يتلقى بعض اللمسات والتربيت على كتفه كأنّهم بذلك يواسونه بشكلٍ ما، لكنه لم يكن جاهزا لهذا التعاطف، وتدرك أنه لم يفقد قدرته على الكلام فقط بل لقد وصل انطفاؤه إلى الشعور!
من كل ذلك التوتر يأخذنا المخرج حسام ابو دان فلاش باك إلى ما قبل خمس ساعات
نراه هناك يمشي من جديد ثمّ يقف ليوقف سائرا آخر يمشي حاملا رزمة حطب يقوم بتأدية دوره الممثل “فراس المصري” يوقفه ليطلب مساعدته في إجراء اتصال هاتفي، لا ينجح الاتصال، ثم نجده يسأل: أين الطريق، ما هو اليوم؟ هل انتهت الحرب؟
يسأله الرجل حامل الحطب في دهشة واضحة: “انت من وين جاي؟ ويضيف الشوارع تغيّرت”
لا يجيب صاحبنا، ولا ينجح الاتصال، يعيد الهاتف إلى صاحبه ويمشي محاولا إيجاد وجهته في الشوارع التي تغيّرت معالمها!
نعود له من جديد بعد أن نزل الجميع وبقي وحيدا، يقوم السائق بتنبيهه بأنّهم وصولوا إلى السّوق، يتكلّم أخيرا ليخبر السائق أنه لا يملك مالاً، السائق مثل باقي الركّاب يتصرّف بشكل ودود، يتعاطف معه ويرثي لحاله ولا يهتمّ بالأجرة، ثمّ يعرض عليه نقله إلى مكان آخر، لكن الرجل الصامت يبدو كمن لا يدرك أين هو ولا أين يريد الذهاب؟ وحين يبدأ السائق في المناداة على وجهته المقبلة، ينزل الرجل الحائر ليتابع خطاه الضائعة مترافقة مع نظرات لا تقل ضياعا، ثمّ نراه في شارع محطمٍ آخر، راكضا، لاهثا، قبل أن يتوقف ممسكا ببعض القضبان المعدنية الخارجة من أحد الأعمدة ليهبط جسده بعدها بين الحطام.
أخيرا، وصل إذن، وصل إلى ركام ندرك أنه البيت، أو بتعبير أدق ما كان بيتاً، وهنا يجدُ ربطة شعر وردية، يتحسسها برفقٍ ويحتفظ بها في يده
«فلاش باك” آخر، نجده في غرفة تحقيق، نعرف الآن أن اسمه بلال حين يخفض المحقق عصابة عينيه، ويعرض له عبر شاشة حاسوب بيته بينما يتمّ قصفه! ويضيف بنبرة ساخرة: هذا بيتك يا بلال؟ فيه أمك وزوجتك وابنتك؟ ثمّ يطلب منه أنّ يعترف، يقولُ بلال: لم أفعل شيئاً، ذلك الإنكار لا يغيّر الموقف، وبين تصديق الشاشة وتكذيبها يتجمّد وجهه، حين يدرك أن كل من يربطونه بهذا العالم صاروا هدفاً يستحق السّحق، حكم دون تهمة، دون أدلّة على أيّ جرم وبلا محاكمة، حكم لا رجعة فيه بالإعدام على البيت، الأمّ، الزوجة والابنة!
ساخرا لوّح له بأن أمه وأبيه وزوجته، إخوته وابنته التي لا يعرف اسمها، تلك الطفلة ذات الشهور الخمسة التي ولدت بينما كان رهن الاعتقال، أحباؤه كلهم أصبحوا من الماضي!
يوقظه من تلك الذاكرة صوت الجار الذي داهمه بينما يتفقّد ركام البيت، ثمّ جلس يحكي له حكاية ليلة قصف المنزل، يسأله بلال سؤال واحد فقط بينما يداعب ربطة الشعر الوردية، كيف كان شكلها؟
تعرف أنه يقصد ابنته، يذوب قلبك..وينتهي العرض!
كان ذلك استعراض مستفيض لأحداث فيلم قصير حمل اسم “فراغ” وقد حاز على المركز الأول في مسابقة الأفلام العالمية (عدسة على فلسطين) والذي عقد في سلطنة عمان يوم الخامس عشر من شهر جويلية الماضي
حصل الفيلم على جائزة فردية لأفضل تمثيل لبطل العمل “غسان سالم” كما فاز مصوره “محمود زقوت “ بجائزة أفضل تصوير، وجديرٌ بالذكر أن هذا العمل لم يكن هو الفيلم الأول في الحرب للمخرج حسام أبو دان، فقد أنتج فيلما قبل عدّة شهور حمل اسم رجل صوت غزّة “ساوند مان” وتتلخّص فكرته في تتبّع خطوات حامل المايكرفون في أحد أيام الحرب، وفيه ما فيه من رصد للأصوات والتقاط الجوانب الإنسانية لعدّة شخصيّات تعاني في يوميات قاسية، جسّدت حياة النجاة في ظلّ الحرمان والعدوان معا، وقد عرض فيلم “ساوند مان” وما زال يعرض على منصة الجزيرة 360 وقد حصل على جوائز مرموقة منها جائزة الكرامة الذهبية، جائزة تيلي، وجائزة شورتي البرونزية، واختير ضمن خمس أفلام في مهرجان شيفيلد الدولي للأفلام الوثائقية عام 2025 وقام بإخراج فيلم غزّة طفولة مسروقة لقناة العربي في نفس العام.
يشار إلى أن المخرج حسام أبو دان المولود في مدينة غزّة في الثلاثين من مارس عام 1992م، يتميّز بحداثة الأدوات ويقدّم صورة عالية الجودة ومحتوى لا يقلّ أهمية عن الصورة الجيدة، وهو يعرف بأسلوبه الإخراجي الذي يجمع بين الحساسية الإنسانية العميقة والسرد البصري الناضج.
كما قام بتقديم العديد من المسلسلات المحلية التي كانت تقدّم تزامنا مع شهر رمضان وتعاد في أوقات أخرى من الأعوام اللاحقة، كما أنه جرى توزيع بعضها على بعض الفضائيات العربية وخاصة بعد اندلاع حرب 2023 وقد حملت هذه المسلسلات العناوين التالية حسب ترتيب إنتاجها من الأقدم إلى الأحدث (عنقود 2020، ميلاد الفجر 2021، قبضة الأحرار 2022، شارة نصر جلبوع 2022)
يأتي هذا الفيلم القصير “فراغ” ليعزّز مسيرة حسام التي تحمل الهمّ الوطني والإنساني والتي عملها كمبادرات شخصية، من خلال شركته الخاصة قبل أن يقدّمها إلى المسابقات والمهرجانات العالمية والتي عكست كمرآة ما يثقل الواقع الحالي الآن، الآن بمعنى قبل أن تتوقّف القذائف وقبل أن ينتهي التهديد خاصّة حين نعلم ما تسببه رؤية الكاميرا من شهيّة لدى الاحتلال الذي يريد التخلّص من الرواية والرواة.
بالإضافة إلى كونه عمل فنيّ استحق التكريم فإن القيام بمثل هذه الصناعة ولا شكّ شجاعة في زمن الاستهداف الوحشيّ لكل رموز قد يلمع نجمها لتصبح على قوائم الاستهداف التي تبدو كأنّها لا تنتهي على قدر ما يقدّم الشعب الفلسطيني من نماذج حياة تقاوم اليأس والإعطاب تبدو أيضاً كأنّها لا تنتهي!
لماذا هذا الفيلم، لماذا في هذا الوقت؟ هل هو شغف الفنان الذي لا يهدأ وطريقته التي اختارها ليعبر عن هواجسه ورؤاه دون أيّ حسابات أو قلق، وتحت أيّ ظرف كان أو سيكون، طالما أنه ما زال يملك الكاميرا والروح فسيقاتل كي لا يفقد شغفه بينما فقد البيت مثل أغلب الناس في غزّة ويهدّد بفقد رغيف الخبز مثلهم أيضا؟
هل هو مجرّد إصرار طبيعي على أن يرفض الفلسطينيون كونهم أرقاما، وينادون باعتبارهم بشراً ويجب معاملتهم كبشر، مع أنّ محاولة هذا الإثبات تبدو كافية لتؤشر على الظلم الهائل الذي يتعرضون له وأيضا هذا العالم الذي ما زال عاجزا عن إيقاف الإبادة الجماعية!
وكأن ما صرّح به وزير الدفاع “الصهيوني” يوآف جالانت في بداية الحرب بنزعه الصفة البشرية عن أهل غزّة، لم يكن كافيا لتوضيح النوايا، ورغم مواقف شعوب العالم وتضامنهم الواضح ورغم اتخاذ مواقف المقاطعة من بعض الحكومات والدول إلا أنها غير ذات أثر حتى الآن!
إن ما يحدث هو مراكمة لا تطاق من الإحباط والترويع والصدمات النفسية متعددة المستويات يُقصد فيه بما لا يدع مجالاً للشكّ إعطاب حياة مجتمع كامل من المستضعفين أحفاد المستضعفين!
بعد مشاهدة العمل، أجد أنه ليس مستغرباً حصول الفيلم على الجائزة وما يتبع ذلك من اهتمام وإعادة عرض في أكثر من مهرجان، كما أخبرني مخرج العمل ولكنّ المهم والمثير للإعجاب حقّاً هو استمرار الشعور بالجدوى والمسؤولية وبقاء الإيمان بأهمية دور الفنون في تثبيت ونشر الحكاية الفلسطينية تحت كلّ هذا الخطر، ومع كونه لا يخفى الدور الذي لعبته وسائل النشر الحديثة في إحداث الأثر وتكذيب الرواية التي يروّجها الاحتلال ليجعل من عقاب الشعب الفلسطيني مستحقاً، فقد وصلت الحكاية الأصلية التي شاؤوا لها أن تُنسى، وصلت مدويّة لتلغي أعواما من غسيل الأدمغة وتخدير الضمير الإنساني حول ما حدث ويحدث في فلسطين من التطلّعات الاستعمارية للخلاص من أصحاب الأرض!
فوق كل ما يعنيه ذلك من قسوة نجد أنّ هناك نخباً تقرّر العمل بلا هوادة، نخبٌ من المبدعين يقابلون الويلات والتهديد بمواصلة الإبداع عبر تصدير روايتهم وتحقيق ذواتهم بكل الإمكانات المتاحة رغم التحديات للإعلان عن مقاومتهم للإبادة الفنية والثقافية أيضا، غاضّين الطرف عن إمكانية أن يشكّل هذا النجاح تهديدا لحياتهم مع استمرار مراقبة كل ما يصدر من غزّة إلى العالم!
وعليك أن تعترف أن في ذلك الإصرار ما يستوجب الدهشة بينما تشعر بقوة الأمل الذي ما زال ينبت في تربة كلّ ذلك اليأس.
إنّ نجاح هذا الفيلم هو نجاح العناد الذي تقدّمه وتحقّقه غزّة بمبدعيها بعد أن فشلت الإنسانية في تحقيق العدالة والمساواة ومنح الحقوق للفلسطينيين، كل تلك المؤسسات الدولية التي أنشئت كي لا تتكرر مآسي الحروب العالمية وما سببته من دمار وصدمات فشلت ! تكررت المآسي وما زالت تتكرّر في الشرق والغرب، غلبت الأطماع المغمسة بالخراب والدم على كل الامتيازات الحضارية التي طوّرها أسياد العالم، فشلت ونجحت غزّة بأنفاسها المنهكة في اجتياز العدم!
نجحت غزّة وأوصلت قصصها وعذاباتها رغم كلّ وصفات الإحباط والتعمية والبروباجاندا المضادة، نجحت وهي تؤكّد بهذا العناد الملحّ على الفعل الإبداعي كمثال يؤشّر على جوهرها الصلب، وليس فقط بقائها على قيد الحياة، لتؤكّد أن التركيبة الإنسانية مزوّدة بروحٍ فريدة يمكنها أن تفاجئ كلّ التنظير الذي يتوقّع تحطّيمها ولتثبت بذلك أنّ حسام وفريق عمله ما زالوا يحتفظون بقدرتهم على منح الضوء رغم طغيان العتمة وأن هناك فيها مَن ما زال يختار اجتياز التحديّات مهما بدت مستحيلة ليقرر ما الشكل الذي ستكون عليه قصته.