الخبير العسكري أحمد عظيمي «ضيف الشعب»:

«الخنوع» العربي الحالي بدأ التخطيط له منذ سنوات

هيام لعيون

قال الأستاذ أحمد عظيمي، الخبير في الشؤون العسكرية، إنّه يجب التفريق بين التطبيع وإقامة علاقات مع الكيان الإسرائيلي، حيث أن الدول المهرولة اليوم أقامت هذه العلاقات، لأن التطبيع معناه أنه كانت هناك علاقات وتوقفت وعادت، إلا أن العلاقات لم تتوقف بين دول عربية «مهرولة «والمحتل.
أشار عظيمي، خلال نزوله ضيفا على جريدة «الشعب»، أمس، أنّ «وصول المنطقة العربية إلى «الخنوع» الحاصل اليوم، بدأ التخطيط له منذ سنوات مع ما يُعرف بـ»الربيع العربي»، لإيهام الشعوب أنه بإمكانها إحداث التغيير عن طريق الفوضى، على غرار ما حدث سوريا وليبيا، ونجد الربيع العربي لم يمس سوى الدول الجمهورية، وكل الملكيات لم تمسّ.
وكانت قناة خليجية روّجت له واستعملت كل وسائل التضليل لتشجّع الربيع العربي، ومع نهاية الموجة وجدنا أن الجمهوريات تعيش في أزمات. ولعل الدولة الوحيدة التي لم تمسها موجة الربيع العربي هي الجزائر، لأسباب عديدة، وحتى لمّا قام الشعب الجزائري بحراكه كان بطريقة أبهرت العالم ككل.
وتابع ضيف «الشعب» قائلا، «ولمّا انتهت الموجة، وجدت الدول العربية نفسها في حالة ضعف إلا الملكية منها، حيث خلا الجو لهذه الدويلات الخليجية، التي هرعت لمساعدة النظام الملكي الموجود بقربنا، وأضحت تفعل ما تشاء ولم تعد تخشى ثورة الجماهير العربية، لأنها مهتمة بمشاكلها الداخلية، وأعلنت عن إقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان، وهي علاقات كانت موجودة في الأصل، حيث أن معظم رؤساء وملوك الدول حمايتهم مضمونة من طرف الكيان الإسرائيلي».
هذا أخطر ما يهدّد الجزائر
وشدّد أحمد عظيمي، على أن التهديدات التي تواجه الجزائر حاليا، بفعل التطورات الأخيرة على الحدود، خاصة الغربية منها بعد إقامة علاقات بين المخزن والكيان الإسرائيلي، لا تكمن في تهديدات عسكرية مباشرة، إنما في مخاوف من استهداف البلاد في عقر دارها من خلال التأثير على الشأن الداخلي اقتصاديا وسياسيا، وتشويه صورتها.
وأكد الأستاذ أحمد عظيمي، أن «تهديدات الحرب الإعلامية التي تُخاض ضدّ الجزائر، تستهدف بالأساس الجبهة الداخلية للجزائر للتأثير على صورتها في الخارج، إلى محاولة خنقها من خلال استعمال ورقة الاقتصاد، فلمّا يمارس عليك الخنق الاقتصادي، لن تجد ما يكفي من أجل تسيير المؤسسات، ولا حتى ضمان الحد الأدنى من معيشة المواطنين، ألا يعتبر هذا تهديدا؟، وهذا عن طريق تخفيض أسعار البترول، وهو المدخول الأساسي للبلاد، ولما يتوقف الإنتاج فكل اقتصادنا يتوقف، متسائلا ألا يعتبر هذا أكبر تهديد للجزائر؟».
وتابع عظيمي، أن «التهديد الثالث يتمثل في المجموعات الإرهابية المحيطة بالجزائر، مع العلم أن كل الحدود ملتهبة، ضف إلى تهديد المخدرات، لذلك فإنه على الجزائر أن ترفع شكوى لدى الأمم المتحدة، لأننا نتعرض لحرب مخدرات حقيقية من الجار المغرب الذي وجب ردعه».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024