من الجزائر إلى الصحراء الغربية

عندما تنتصر الكامــيرا للقضــــايـــــا العادلـــة

أمين بلعمري

لعبت الصورة والكاميرا دورا كبيرا في نضال الشعوب والتعريف بقضاياهم العادلة ولم يكن نضال الشعب الصحراوي ليشذ عن هذه القاعدة، فالكاميرا أصبحت تقض مضجع المحتل وتزعزع كيانه وجعلته يجيّش المخابرات والبوليس لمحاربتها من أجل منع تهريب صور وفيديوهات تفضح بطشه وجبروته وتعرّي دهسه لحقوق الإنسان برجليه، حاله حال أي مجرم يريد أن يطمس معالم جرائمه بأية طريقة كانت لكي لا يطلع عليها أحد.
ودّعت قبل ايام قلائل الجزائر مصور الثورة المجاهد ستيفان لابودفيتش الذي نال شرف تعزية رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة نظير ما قدمه لثورة نوفمبر المجيدة من خلال صوره سواء تلك التي أرّخت ليوميات جنود جيش التحرير الوطني في الجبال، المدن والقرى أو تلك التي وثقت جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر وفضحت ممارساته امام العالم أجمع وعرت وجهه القبيح وصنعت تلك الصور الفارق وجلبت التأييد والمساندة لنضال الشعب الجزائري وقضيته العادلة.
ان قصص النضال تتشابه كما تتشابه تمام اساليب وممارسات الاحتلال وكذا اساليب مضايقة المؤيدين والمتعاطفين وتلمست ذلك وأنا اتابع كلمة المخرجة السويدية آنا كلارا اوريانا لدى استضافتها بجريدة الشعب التي تتواجد بالجزائر ضمن فعاليان مهرجان الفيلم الملتزم، كلارا روت معاناتها مع الفيلم القصير الذي انجزته بالأراضي الصحراوية المحتلة وعنوانه وحده يكفي ليعبر عن حجم القمع والتعتيم الذي يمارسه الاحتلال المغربي داخل الاراضي الصحراوية التي يريد أن يجعل منها منطقة خارج مجال التغطية تماما.
فيلم «ثلاث كاميرات مسروقة» يروي قصة نضال ضحاياها ليسوا رجالا ولا نساء ولكن ثلاثة كاميرات تم سلبها من قبل شرطة الاحتلال المغربي ومن خلال شهادة مخرجا الفلم آنا كلارا والصحراوي محمد مامين فاضل هاشمي يتضح لما اطلق على العملية مسروقة وليست مجرد حجز أو مصادرة أي كاميرات مسروقة على حد المناضل الصحراوي مامين فان شرطة الاحتلال كانت تستعمل تلك الكاميرات المحتجزة او بالأحرى المسروقة لتصوير المظاهرات والتجمعات داخل الاراضي الصحراوية المحتلة واستعمال تلك الفيديوهات للقبض على المتظاهرين والنشطاء وجرهم الى المحاكمات والسجون.
ان استعمال المخابرات والشرطة لتلك الكاميرات المسروقة تأكد لدى الكثيرين على حد تعبير المناضل مامين محمد فاضل الذي شارك السويدية آنا كلارك في اخراج الفيلم وتصوير مشاهده وفي هذا الشأن أكد مامين أن المصورين الذين سلبت منهم كاميراتهم وبما انهم يعرفونها جيدا هم من شاهدوها بين ايدي افراد من الشرطة المغربية وهم يستعملونها في تصوير المظاهرات والمشاركين فيها من الصحراويين والاجانب وعم امكانية استعمال كاميرات خفية للتصوير في الاراضي المحتلة قال مامين محمد فاضل هاشمي أن الشرطة المغربية لا تفتش عن المخدرات كما تفعل مع اجهزة التصوير والكاميرات في المطارات لأن اخشى ما يخشاه الاحتلال هي آلة التصوير أو الكاميرا وأضاف أنه مما يصعب الامر أكثر على العمل الصحفي والتصوير هو التمركز الكبير للشرطة المغربية في الاراضي الصحراوية التي يفوق تعدادها تلك المتواجدة داخل الاراضي المغربية.
شهادة السويدية آنا كلارا أوريانا والمناضل الصحراوي مامين محمد فاضل هاشمي وفيلمهما القصير «3 كاميرات مسروقة» ما هما في حقيقة الامر الا حلقة واحدة في مسلسل طويل يروي معاناة الشعب الصحراوي تحت وطأة الاحتلال الذي لم يسرق الكاميرات فقط ولكن سرق اماله وتطلعاته وسرق خيراته ومقدراته.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19610

العدد 19610

الخميس 31 أكتوير 2024
العدد 19609

العدد 19609

الأربعاء 30 أكتوير 2024
العدد 19608

العدد 19608

الثلاثاء 29 أكتوير 2024
العدد 19607

العدد 19607

الإثنين 28 أكتوير 2024